شده إليها جمالها الطبيعي، وقوامها الرشيق الذي لايعرف المساحيق، وصوتها الدافئ العميق، كل مافيها آثار إعجابه بها، ومضى ينتظر قدومها بعد أن تعلق قلبه، وصورتها لاتفارق خياله ولهفته عليها أرقه الليالي. وعندما ألتقى بها في بوفيه المحكمة طلبت منه على استحياء أن يحضر عنها قضية موكلة فيها، وماإن تقدمت منه أحس أن أجنحة السعادة انتزعته من الواقع إلى جنة الأحلام والرؤى وقالت له: إن يحضر عنها القضية ويطلب تأجيلها لأنها على موعد في أمر يهمها ثم تركته في سعادة واختفت من أمامه. اقرأ أيضا| يتهم زوجته في شرفها.. والسبب أمه.. ومفاجأة في المحكمة! وفي اليوم التالي أخبرها بأنه قام بما طلبت منه، وبدأت صداقة بينهما يتحدثان في كل شيئ وأي شيئ، ويسرقهما الوقت بالساعات، وتحولت الصداقة إلى إعجاب متبادل قد تم بين لقاء فكرين وقلبين. وما إن صارحها بحبه وإعجابه بها، ردت بأنها تبادله نفس المشاعر والأحاسيس، وفي لحظتها تجرأ وطلب منها الزواج، ووافقت أن تعمل معه في مكتبه، وبدأ إثنتيهما يستعدان للزواج، وبعد مرور 3 سنوات تم الزفاف في حفل كبير ضم الأهل والأصدقاء، وكانت سعادة لاتوصف وهو يجلس في الكوشة مرتديا بدلته السوداء، وهي بالطرحة البيضاء والثوب الأبيض. اقرأ أيضا| قصة حب بدأت في الجامعة.. وانتهت في قسم الشرطة لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وأن السعادة وهم بعيد المنال، لقد كانت فرحته بها هي أسود ليلة في حياته، عندما اختلى بها حيث وقعت الحقيقة فوق رأسه كالصاعقة بعدما اكتشف بأنها ليست عذراء، غسلت قدميه بدموعها وهي تطلب منه الصفح والتسامح عن خطأ وقعت فيه وهي في وفرة صباها عندما غرر بها ذئب وتركها لعارها واختفى، لم يحتمل الزوج كذبها وخداعها وغشها له واخفاء الحقيقة عنه قبل زواجهما، فما كان منه إلا أن طلب منها أن يختفي كلا منهما عن الآخر والتستر على الفضيحة، وغادرت الزوجة عش الزوجية في الصباح. وبعد أيام فوجئ الزوج بإعلان منها تطالبه فيه بالنفقة بكل أنواعها من كساء ومسكن، وتدعي أنه تزوجها وهجرها وامتنع عن الانفاق عليها، بينما تقدم الزوج برفع دعوى ببطلان عقد زواجهما، وأنه لم يلمسها أو يقترب منها منذ ليلة الزفاف. وحكمت المحكمة بنفقة للزوجة، حيث قال محاميها إن عقد الزواج في الشريعة الإسلامية غير موجب للابطال، ويصبح العقد صحيحا كما اجمع الفقهاء الأربعة في الشريعة الإسلامية التي قررت بأن الزوجين البالغين عقد زواجهما صحيح وليس هناك من موانع مادام قد تم على القبول والرضا، ويكون متمما لكافة أثاره القانونية والشرعية. وأما فيما يتعلق بجريمة التزوير التي ارتكبتها الزوجة وشاهديها على العقد بأنها ليست عذراء، فأنه يشترط أساسًا لتوافر أركان الجريمة أن يكون المحرر قد أعد خططاً لإثبات البيانات المخالفة للحقيقة، وفيما يتعلق أيضًا بأن تكون الزوجة عذراء أو سيدة، وهو ليس بيانًا جوهريًا أو عنصرًا رئيسيًا، وليس من الشروط التي تكون جريمة بكونها عذراء أو سيدة، ولايعتبر مانعا من موانع الزواج. وقضت محكمة القاهرة للأحوال الشخصية برفض دعوى بطلان عقد الزواج، واستأنف الزوج حكم محكمة اول درجة، وأيده الاستئناف، وقام بالنقض على الحكم والتي حكمت برفضه أيضا، وكما حكمت المحكمة الجنائية ببراءة الزوجة من تهمة التزوير، وبراءة شاهديها على عقد زواجها.