* فى دعاوى "بطلان عقود الزواج كل شيء مباح": * اتهامات بالغش والعجز وفقدان العذرية * زوجة: «مازلت بكرًا رغم مرور عام على زواجى.. والمحكمة قالتلى إديله فرصته» * مهندس يتهم زوجته بالتدليس: «اتخذتنى مُحللاً لسمعتها» * «محامى أحوال شخصية»: حيلة الرجال للهروب من دفع مستحقات الزوجة ومصيرها الرفض فى محاكم الأسرة كل شىء مباح، فكل طرف يبحث عن التخلص من الطرف الآخر أيا كانت الوسائل المستخدمة، فتجد من يتهم زوجته بالغش والتدليس ويطالب بفسخ عقد الزواج رغم مرور شهور وأحيانًا سنوات ليهرب فقط من أداء نفقة عدتها ومتعتها وغيرها من الحقوق الشرعية المادية، وتصادفك سيدة تشكو من خداع زوجها لها وعدم مصارحتها بعجزه الجنسى قبل الزواج طالبة بطلان زواجها، فطالما أصبحت الحياة مستحيلة بين طرفين فانتظر أن يفعلا كل شيء إذا فشل أبغض الحلال فى حلها فأبواب المحاكم تتسع لآلاف القضايا. * موت وخراب ديار ينتقل بجسده النحيل وسنه الصغير بين أروقة ومكاتب محكمة الأسرة بزنانيرى حاملا فى يديه وريقة بيضاء مدونا عليها أرقام دعوى الطلاق للضرر التى أقامتها زوجته ضده بعد ما طالب بفسخ عقد زواجهما واتهمها بالغش والتدليس لادعائها -حسب روايته- بأنها لا تزال بكرا على خلاف الحقيقة، ليستقر فى النهاية على بعد أمتار من قاعة الجلسات، يلتقط المهندس الثلاثيني كرسيًا خشبيًا رابضًا فى آخر الرواق، ويبسط دفترا محميا بورق مقوى ويبدأ تصفح أوراقه بحثا عن مصير الدعوى، وكلما تنقل بعينيه البائستين بين السطور تذكر تفاصيل زيجته التى لم تدم إلا لبضعة أشهر وتضرب برأسه أحاديث وهمسات زملائه عن حقيقة عروسه، وتنقلها بين أحضان الرجال. بكلمات متحفظة بدأ الرجل الثلاثينى حكايته: "أحببتها لدرجة العبادة، ومنحتها مفتاح قلبى الذى لم تدخله امرأة غيرها ، كانت أول لقاءاتنا فى اجتماع حيث كانت تشغل منصب مشرفة على إدارة المشروعات بإحدى الشركات التى كانت تتعامل مع الشركة التى أعمل بها، أسرتنى بشخصيتها القوية، وبكلماتها الموزونة بميزان العقل، وأنوثتها الطاغية، وجدت نفسى أقترب منها دون تفكير وهى الأخرى تركت بابها مفتوحا لى على مصراعيه. تعددت لقاءاتنا وأحاديثنا - والكلام للزوج المكلوم - ولم يعد يمر يوم دون أن نتجاذب أطراف الحديث، وبعد فترة قصيرة من التعارف أفصحت لها عن رغبتى فى قضاء ما تبقى لى من حياتى معها، ولم ألتفت إلى عمرها الذى يتجاوز عمرى بعامين أو إلى تلميحات ونصائح المقربين منى وأصدقائى بالابتعاد عنها لكونها فتاة "سيئة السمعة" تتنقل بين أحضان الرجال، كم أنا أحمق، لا أعلم أين كان عقلى حينها. تتسارع أنفاس الزوج الثلاثينى فتجبره على الصمت للحظات ثم يعاود الكلام عن تفاصيل زواجه الذى لم يدم الا أشهر معدودات : أتممت الزيجة سريعا، وقبلت بكل شروطها، وتعهدت بدفع 20 ألف جنيه كمؤخر صداق لها، فى ليله الزفاف أبت زوجتى أن اقترب منها، فى البداية تفهمت الأمر وصدقت أنها خائفة من اللقاء الأول، وبت ليلتى وحيدا، لكن مع مرور الأيام وتكررت وقائع الهجر والتمنع واختلاق الحجج الواهية، رغم محاولاتى المضنية لإرضائها وطمأنتها، بدأت الشكوك تدور برأسى.. لماذا تهرب منى ، وما السر الذى تخفيه عنى. تغيب الابتسامة الحزينة عن وجه الزوج المخدوع وهو يواصل حديثه:" ولأقطع الطريق على مخاوفى لجأت إلى حيلة كى اتأكد من عفة حبيبتى، فوضعت لها أقراصا منومة فى العصير وعاشرتها، لأفاجأ أنها ليست بكرا كما أدعت، جن جنونى وعاودت التساؤلات تعصف بذهنى من جيد:" لمَ لم تخبرنى بأمرها، أتزوجتنى كى أكون محللا لخطيئتها، وكيف لم أر وجهها القبيح .. هل كنت مسحورا بملامحها البريئة وعلامات الطهر البادى فى أفعالها لهذه الدرجة .. أم لأننى لم أمر بأى تجارب عاطفية قبلها.. فكنت صيدا سهلا بالنسبة لها. ويقول :"واجهت زوجتى بسرها بعدما استردت وعيها لكنها أنكرت وثارت، فهرعت الى بيت أهلها كى اخبرهم بخطيئة ابنتهم، لكنى فوجئت بردة فعلهم الباردة ونبرتهم المتبجحة:"بنتنا أشرف منك"، فكرت أن أطلقها لكن ماذا عن مؤخر الصداق، أغلقت باب غرفتى على وتركت عملى بعدما ساءت حالتى النفسية ، شهران قضيتهما وأنا بائس، ولم أخرج من تلك الغرفة المظلمة، وأنزع عنى ثوب صمتى إلا بعد أن أقامت زوجتى دعوى نفقة ضدى، فحررت ضدها محضرا فى قسم الشرطة وسردت فيه خداعها لى، ثم أقمت ضدها دعوى بطلان عقد زواج للغش والتدليس". وبصوت منكسر ينهى حديثه:"لكن المحكمة قضت برفض دعوى البطلان لأنه وفقا للمذهب الحنفى فالبكورة ليست شرطا لصحة العقد حتى ولو اشترط بعقد الزواج أن الزوجة بكرا وثبت بعد ذلك أنها ثيّب، وأن الفسخ لا يقع إلا فى حالة إذا ما شابه عيب فى انعقاده أو صحته، لكن للزوج الحق وقتها فى أن ينقص من مهر الزوج،استأنفت على الحكم ولا يزال حتى الآن متداولا أمام محكمة استئناف الأسرة ، فى المقابل أقامت هى دعوى طلاق للضرر، لا أعرف ماذا أفعل، هناك من شار على أن أتقدم للمحكمة بطلب لعرضها على الطب الشرعى، فمن الظلم أن تفلت بعملتها وأدفع لها 20 ألف جنيه، يعني "يبقى موت وخراب ديار كمان"". " الزوجة العذراء" تتلاشى الوجوه العابسة من حولها، وتتلاشى معها أصوات نحيب نساء متشحات بالسواد وكأنهن فى سرادق عزاء، وصراخ أطفال مطحونين بين راحة أمهاتهم وسندان آبائهم، وغضب رجال من نسوة خربن بيوتهن وجلسن على عروشها الخاوية، وسط هذا الفراغ جلست"ك.م" على كرسى يقاوم السقوط مثلها، بدت تائهة، خائفة، ولم يخرجها من دوامة التفكير والتساؤلات:" ياترى متى أحصل على حريتى من ذلك الرجل المخادع العاجز"سوى نبرة حادة تخبرها بقرب مثولها أما القاضى كى يلقى على مسامعها الحكم فى دعوى"بطلان عقد الزواج" التى أقامتها ضد زوجها فى محكمة الأسرة بمصر الجديدة بعد عام من الزواج بسبب عجزه. تبدأ الزوجة الثلاثينية رواية حكايتها ل"صدى البلد":" كنت كأى فتاة تحلم برجل أصله طيب، ورزقه وفير، يضمن لى حياة كريمة، وحينما تقدم لخطبتى وافقت عليه دون تردد، فما حلمت به تجمع فى شخصه، ولم تمر فترة طويلة حتى أتممنا مراسم الزفاف، وفى الليلة التى انتظرتها طويلا، فشل زوجى فى أداء مهمته، أوهمت نفسى حينها بأنه ربما يكون مجهدا أو متوترا، لكن يبدو أننى كنت بلهاء، فالأمر تكرر وكل محاولاته باءت بالفشل". تواصل الزوجة الثلاثينية حديثها:"أخفيت الأمر عن أهلى فى البداية، وأرتديت قناع السعادة على وجهى، حتى لا يشعر أحدا بعذابى المحبوس بين ضلوعى، وأنا أحيا بجانب رجل عاجز، مرت الأيام باردة، ازدادت معاملة زوجى لى سوءا، تحول الى شخص عنيف قاسى وعصبى رغم محاولاتى المضنية لإسكات صرخات جسدى حتى لايسمع صوتها وإخماد نار متطلباته، ياالله ما أصعب أن تحيى كزوجة مع إيقاف التنفيذ، تحترقين كل يوم بنار الشوق ولا تجدى من يطفأها، وتخضعين لسلسلة من المحاولات الفاشلة دون أى اكتراث لمشاعرك ولاحتياجات جسدك وكأنك فأر تجارب، وبعدما أصابنى اليأس من تبدل الأحوال، طلبت من زوجي أن يعرض نفسه على طبيب مختص ليضع حلا لمعاناتنا، فى بادئ الأمر ثار لكنه فى النهاية خضع لرغبتى رغبه فى تجميل صورته أمامى وإظهار ثقته فى رجولته، وخوفا من أن تتناثر من ثغرى كلمات تشى لأهله بعجزه". تتثاقل الكلمات على لسان الزوجة وهى تقول:"وبالفعل أكد الطبيب حاجة زوجى للعلاج، نزلت كلماته على كالصاعقة ،عصفت التساؤلات بذهنى لماذا لما يصارحنى منذ البداية بأمر عجزه، لماذا لم يعطنى حتى حق الاختيار، ألهذا الحد هو شخص لا يهتم إلا بحاله وبصورته أمام العالمين؟!، تنقلنا بين الأطباء وجميعهم فشلوا فى علاجه، فقررت أن اتخلص منه ومن خداعه، وطرقت أبواب محكمة الأسرة وأقمت دعوى بطلان لعقد الزواج الكنسى تحمل رقم 956 لسنة 2014، لعنة الزوج". تختتم الزوجة حديثها:"حولتنى المحكمة أنا وزوجى إلى مصلحة الطب الشرعى لتوقيع الكشف علينا، وبيان إذا ماكانت عنة زوجى نفسية أم عضوية، وهل يمكن الشفاء منها أم لا؟!، وبالفعل أثبت الفحص أننى لا أزال بكرا، وأن رجلى لايعانى من عنة عضوية،وبناء عليه قضت المحكمة برفض، دعوتى لأنها رأت أن فترة زواجنا لم تكن كافية كى أحكم على قدرة زوجى على القيام بواجباته الزوجية، كما أهن لا يمكن الجزم بأن إصابته بالعنة النفسية كانت سابقة للزواج أم لاحقة له". "حيلة للهروب" من جانبه قال محام متخصص فى مسائل الأحوال الشخصية :" قديما فى قرى الصعيد والريف كان يتم وضع شروط حول صحة الزوج أو الزوجة ومواصفاتها نظر لأن الزوج لم يكن له متاحا أن يرى عروسه إلى بعد الزواج ، وكان يتم فسخ العقد فى حاله الإخلال بأى بند من بنوده، باعتبارأن العقد شريعة المتعاقدين لكن مع تغير الأزمنة والظروف، أختلف الأمر، واختفت تلك النوعية من العقود، خاصة بعد أن أصبح من حق الشاب أن يجلس مع عروسه قبل الزواج ويتعرف على طباعها". وعن فسخ عقود الزواج فى حالة فقدان العروس لبكوريتها قبل الزواج .. أوضح أن المذهب الحنفى لم يشترط بكورية الزوجة لصحة عقد الزواج:"غالبا ماترفض المحكمة دعوى" فسخ عقد الزواج "المقامة من الزوج فى حالة اكتشافه خداع زوجته له وأنها ليست بكرا كما أقرت فى عقد الزواج، لأنها تعلم أنه يريد من دعواه التهرب من دفع مستحقات زوجته وحقوقها الشرعية، لأنه اذا كان متضرر من خداع زوجته له يمكن أن يدفع عن نفسه الضرر بتطليقها، وعادة ماترد الزوجة على "دعوى البطلان" بقضية "طلاق للضرر "وتحصل فى النهاية على كافة حقوقها كاملة". "شروط بطلان عقود الزواج فى لائحة "الأقباط" وأشار إلى أن المادة 27 من لائحة الأحوال الشخصية للأقباط الأرثوذوكس تنص على أنه يجوز الزواج فى الأحوال الأتيه "إذا كان لدى أحد طالبى الزواج مانع طبيعى أو مرضى لايرجى زواله يمنعه من الإتصال الجنسى، أو ان يكون إحدهما مصاب بمرض قتال أو بمرض يجعله غير صالح للحياة الزوجية ولم يكن الطرف الأخر يعلم به وقت الزواج ، كما جاء فى نص المادة 41 :"كل عقد يقع مخالفا لاحكام المواد 26 و26 و28 و41 من لائحة الأقباط الأرثوذوكس التى أقرها المجلس الملى فى مايو 1936 ، يعتبر باطلا". وأوضح اأنه من المستقر عليه بقضاء النقض أن مفاد المادتين 27 و41 من مجموعة القواعد الخاصة بالأحوال الشخصية للأقباط الأرثوذوكس"أنه إذا كانت حالة العجز الجنسى سابقة على الزواج ومتحققة وقت قيامه فانها تعتبر مانع من موانع انعقاده لاتصالها بامر واقع يتعلق بالشخص يجعله غير صالح بحكم الحق الطبيعى فيكون العقد باطلا بطلانا مطلقا بشرط ثبوت أن العجز لايرجى زواله ولايمكن البراء منه، فإذا برىء الشخص منه ولو بعملية جراحية فلا يعد العجز مانعا مبطلا لعقد الزواج، أما إذا كانت العنة لاحقة للزواج فهى لاتؤثر فى صحته طالما انعقد فى الأصل صحيحا فيجوز للزوجة طلب التطليق متى مضى على الإصابة 3 سنوات وثبت عدم قابليتها للشفاء وكانت الزوجة فى سن تخشى على نفسها الفتنة . وكشف أن القاضى فى حالات العنة النفسية عادة مايرفص الدعوى أو يوقف نظرها تعليقيا لمدة عام قمرى كامل حتى يمنح الزوج فرصة ليباشر زوجته فيه لعل يزول السبب الذى منعه عن أداء وجباته الزوجية .