عواصم - وكالات الأنباء: أعلنت الولاياتالمتحدة عن رغبتها فى تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق بشأن تبادل الأسرى فى غزة، فيما اعتبره مراقبون سبيلا لإنقاذ الصفقة وكذلك انقاذ الحكومة الاسرائيلية.وقال المبعوث الخاص للرئيس الأمريكى إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف لمحطة «سى إن إن»: «علينا تمديد المرحلة الأولى، ولذا سأتوجه إلى المنطقة خلال أيام، على الأرجح الأربعاء، للتفاوض على ذلك». وقال ويتكوف إنه لا مشكلة فى عودة الناس إلى قطاع غزة لكن الشيطان يكمن بالتفاصيل، وذلك رغم مقترحات الرئيس الأمريكى السابقة بشأن تهجيرهم. واعتبر أن إعادة بناء قطاع غزة المدمر سيستغرق أكثر من 15 عاما، مشيرا إلى أن الافتراضات السابقة التى كانت تدور حول فترة خمس سنوات كانت مغلوطة. وكانت الأممالمتحدة، أفادت وفقا لأحدث تقديراتها بأن إعادة إعمار قطاع غزة قد تكلف حوالى 53 مليار دولار، مع الحاجة إلى 20 مليار دولار فى السنوات الثلاث الأولى فقط. وبحسب تقرير بثته وسائل اعلام عبرية، فإن الولاياتالمتحدة بدأت الترويج للخطوة التى أطلق عليها «نبض رمضان»، والتى ستتضمن إطلاق سراح كبار السن والجرحى مقابل تمديد وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان. وبحسب التقرير الذى نشره موقع «اى 24 نيوز»، فإن مصدرين إسرائيليين توقعا أن حماس ستوافق على الخطوط العريضة. لكن عدد أيام وقف إطلاق النار وعدد الاسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم لم يتم مناقشتهما بعد. ومن المزمع أن تنتهى السبت الموافق 1 مارس، والأول من شهر رمضان المبارك، المرحلة الأولى من الهدنة الهشة التى دخلت حيز التنفيذ فى 19 يناير فى القطاع بعد 15 شهرا على بدء القتال، فى حين لم تبدأ بعد المفاوضات بشأن مرحلته الثانية. وتشمل المرحلة الثانية انسحابا كاملا للقوات الإسرائيلية من غزة وإطلاق سراح باقى الأسرى الاسرائيليين. ومازال 62 من بين 251 رهينة خطفوا فى 7 أكتوبر، محتجزين فى القطاع بينهم 35 قتلوا وفق الجيش الإسرائيلي. وأمس الأول، أعلنت إسرائيل أنها مستعدة لاستئناف الحرب فى القطاع «بأى لحظة». وقال نتنياهو «نحن مستعدون لاستئناف القتال المكثف فى أى لحظة، خططنا العملياتية جاهزة». واعتبر مراقبون أن نتنياهو يتجنب انهيار الحكومة الإسرائيلية إذا بدأت المرحلة الثانية، اذ تضمن المفاوضات فى تلك المرحلة النهاية الرسمية للحرب، وقد قال حليف نتنياهو اليمينى المتطرف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إنه سيغادر الحكومة إذا انتهت الحرب. وفى الوقت نفسه، فإن هناك فرصة ضئيلة لإنقاذ الاتفاق أو على الأقل ضمان عدم انهياره على الفور من خلال تمديد المرحلة الأولى. وكان إعلان تل أبيب السبت إرجاء إطلاق سراح أكثر من 600 معتقل فلسطينى كما ينص الاتفاق، بعد تسلمها ستة رهائن، بسبب ما وصفته ب»المراسم المهينة» المحيطة بإطلاقهم، قد أضفى غموضا على مستقبل الهدنة. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن مصدر، أن إسرائيل مستعدة للإفراج عن الأسرى مقابل استعادة جثامين 4 إسرائيليين شريطة عدم إقامة مراسم «مهينة» كما حدث فى المرة السابقة، وفق الصحيفة. ورجحت أوساط اسرائيلية ان يتم الإفراج عن الاسرى قبل الخميس. وأكدت حماس أنه لم يبق سوى تسليم جثث أربعة رهائن إلى الدولة العبرية بحلول السبت القادم. وقال القيادى بحركة حماس محمود مرداوى إن الحركة لن تجرى أى محادثات مع إسرائيل عبر الوسطاء بشأن أى خطوة، قبل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الذين تم الاتفاق على إطلاق سراحهم. فى تلك الأثناء، توجه وزير الخارجية الإسرائيلى جدعون ساعر أمس للقاء مسئولين أوروبيين كبار فى بروكسل لإحياء الحوار مع الاتحاد الأوروبى فى الوقت الذى يدرس فيه التكتل دورا فى إعادة إعمار غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار الشهر الماضي. وبحسب مسودة وثيقة اطلعت عليها رويترز، فإن موقف الاتحاد الأوروبى يؤكد على التزام أوروبا بأمن إسرائيل ووجهة نظره «بضرورة ضمان العودة الآمنة والكريمة للنازحين من مواطنى غزة إلى ديارهم». من جهته، قال زعيم تحالف الديمقراطيين الإسرائيلى يائير جولان أمس إن «حركة حماس بقيت على قيد الحياة بفضل رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو، وهو بقى على قيد الحياة بفضلها».