اسمها ليلى، وكان من الممكن أن يكون لها حظًا كبيرًا فى اسمها الذى تغنى به العديد من الشعراء والكتاب فى صفحات الرومانسية، ولما لا؟، وهى كانت أشبه بالملائكة، كل من رآها اتفق أنها جميلة الجميلات، ولها فى اسلوبها مفعول السحر، لكن بإرادتها تحولت إلى إنسانة ماكرة، أشبه بالشياطين، وبدلًا من أن يتغنى بها الأهل والأصدقاء، اصبح اسمها فى سجلات المجرمين وأرباب السوابق، وهى الآن خلف القضبان بعدما أصدرت المحكمة الحكم ضدها بالسجن عشر سنوات. الجميلة والتى بدت بريئة للغاية فى بداية مشوارها، استطاعت أن تنسج خيوط الحب والغرام على رجل ثرى، حتى أوقعته فى شباكها، عاشت معه سنوات قليلة فى حب وهيام حتى نهش العجز فى جسده وقرر أن يضع كل أملاكه تحت تصرفها بتوكيل رسمى، لتدير له شركاته ومصالحه. والمثير انها طيلة هذه الفترة لم تغدر به، أو يظهر عليها الطمع، كانت فى قمة الأمانة، حتى اهله الذين اعترضوا على زواجه منها تغيرت آراءهم نحوها، حتى كانت تلك الليلة المشئومة التى توفى فيها الرجل الثرى، لتتحول ليلى إلى لغز كبير، ويكتشف من حولها أنها استولت على اموال زوجها الثرى بحيلة غريبة. الواقعة من بدايتها إلى نهايتها نكشفها من خلال السطور التالية. ليلى سيدة تزوجت من رجل ثري، عاشت معه حياة جميلة تفوق احلامها وطموحها حياة هنيئة هادئة كانت امرأة جميلة وجذابة، في البداية أعجبت به وكان أكبر منها بخمسة عشر عاما كانت وقتها تعمل موظفة في شركته وهو رجل وحيد. بدأ هو الآخر يعجب بها، رغم مكانته الاجتماعية المرموقة وثروته الطائلة بينما كانت ليلى من اسرة بسيطة ومن عائلة متواضعة للغاية. بعد فترة من التعارف تزوجت ليلى من الرجل الثري، اعترض بعض الافراد من عائلته على هذا الزواج، واعتبروا أنها رضيت به كزواج مصلحة وبعد 3 سنوات من الزواج بدأ يتغير فكر عائلة الزوج نحو ليلى فلم يروا منها شيئًا سيئًا طوال تلك السنوات، لكن وراء هذا الوجه الهادئ، تخفي ليلى طمعًا لا يشبع، وعقلاً مدبرًا يخطط للاستيلاء على تركة زوجها كاملة. وفي أحد الايام مرض الزوج بشدة واصبح لا يستطيع التحرك من السرير، أخذ يعلم ليلى كيف تباشر العمل في غيابه حتى تمكنت من فهم كل شيء الى أن قرر أن يحرر لها توكيلا عاما لتباشر اعماله اثناء فترة مرضه، لم يشك فيها للحظة أنها قد تخونه فقد وضع كل ما يملك بين يديها وبالفعل كانت الزوجة تتعامل مع كل المعاملات المادية وتتابع الشغل باهتمام آثار إعجاب الجميع من عائلته. وفي أحد الأيام وبعد شروق الشمس استيقظت ليلى كعادتها تعد الافطار والدواء لزوجها لكنها تفاجئت بأن زوجها لم يكن على قيد الحياة، ففزعت وظلت تبكي اسرعت نحو الهاتف لتخبر عائلته ليساعدوها، فهي تجهل التصرف في مثل هذه الأمور؛ لكنها فجأة تغيرت ملامح وجهها وتوقفت عن البكاء والنحيب وفي سرعة شديدة وضعت سماعة الهاتف واتجهت نحو الدولاب تغير ملابسها وارتدت افخم الثياب ثم ذهبت إلى البنك وتركت زوجها مجرد جثمان على الفراش كأنه نائم، وسحبت كل أرصدته البنكية وحولتها إلى حسابها الشخصي. ثروة طائلة أقنعت موظف البنك بعدما ارتاب للحظات بأن شركة زوجها تعرضت لأزمة مالية وتحتاج إلى سيوله مادية لإنقاذ الموقف، وبحسن نيه من الموظف صرف كل أموال الزوج بموجب التوكيل الرسمي الذي حرره الزوج لها قبل وفاته بأيام، وكانت تعلم بأن بالتوكيل سيكون لاغيًا بمجرد وفاة زوجها؛ فقد تمكنت بالفعل من سحب 150 ألف دولار أمريكي وأربعة ملايين و320 ألف جنيه مصري . عادت ليلى إلى المنزل وقامت بدس الأموال بين ملابسها داخل الدولاب ترسم الحزن على وجهها تذرف الدموع، اتصلت بأقاربه تعلمهم بالوفاة وهي لا تزال تتظاهر بالحزن على فقدان زوجها، وتبدأ في تنفيذ خطتها الخبيثة للاستيلاء على كل شيء؛ فقد استغلت بأن اشقاء زوجها معظمهم خارج البلاد وتعلم علم اليقين أنهم الورثة الشرعيين معها لعدم قدرتها على الإنجاب في فترة زواجها. اعتقدت العائلة بأن ليلى حزينة على رحيل زوجها، لكنها في الخفاء تُخطّط لعملية احتيال مُحكمة، هدفها الاستيلاء على ميراث زوجها بالكامل، وحرمان ورثته الشرعيين من حقهم؛ وما هي إلا أيام قليلة بعد العزاء وسرعان ما اختفت عن الأنظار وكأنها لم توجد أصلا في حياة وعائلة زوجها المتوفى، وعندما علمت بأن المحامي سوف يأتي بكل الاوراق في حضور كل الورثة الشرعيين لتوزيع الأنصبة الشرعية بعد عمل إعلام وراثة وسوف يكتشف امر حيلتها الماكرة؛ قررت الهرب عن الانظار وعندما علم أشقاء الزوج بسحب كل المبالغ المالية من الحساب البنكي لم يترددوا في ابلاغ بالشرطة عن ليلى. محاولة هروب ظلت ليلى تهرب من مكان لآخر تستعد للهرب خارج البلاد، وأثناء تواجدها في المطار تم القبض عليها، في البداية انكرت كل التهم الموجهة اليها بالتزوير والسرقة ولكن بعد مواجهتها بتقرير الطب الشرعي الذي حدد زمن الوفاة انهارت باكية واعترفت بحيلتها الشيطانية وقالت:»إن حلمها أن تصبح ثرية بالاستيلاء على المال كله وليس جزءاً منه وبررت هذا أنها رضيت بالزواج من رجل اكبر منها ب15 سنة لكي تحصل على ماله ولكن بسببب طمعها حصلت على ظلام السجن وراء القضبان . دفع المستشار القانوني البير أنسي وكيل الورثة أمام المحكمة؛ بأن المتهمة حصلت عن طريق الاحتيال لسلب بعض ثروتهم بأن استعملت طرقا احتيالية من شأنها إيهام البنك بواقعة مزورة بالتصرف في مال منقول مملوك للغير، وهي المبالغ المودعة طرف البنك حساب زوجها المتوفى متخذة صفة كاذبة بأنها وكيلة عن زوجها المتوفى بموجب توكيل مصرفى للتمكن بموجبه من صرف تلك المبالغ لحساب نفسها حال كون ذلك التوكيل لاغي بوفاة الموكل، وتمكنت بذلك من الاستيلاء على المبالغ المالية؛ إجمالي مبلغ وقدره 150 ألف دولار أمريكي، وأربعة ملايين و320 ألف جنيه مصري، تداولت القضية أمام المحكمة وجاءت النهاية بحكم القضاء الذي هو عنوان الحقيقة؛ فقضت المحكمة على المتهمة بالسجن 10 سنوات، استأنفت المتهمة الحكم ولكن جاء حكم الاستئناف مخيبًا لآمالها بتأييده. اقرأ أيضا: إحالة سيدة للمحاكمة بتهمة النصب والاستيلاء على أموال المواطنين بالجيزة