بالأمس كانت إحدى جلسات محاكمة نتنياهو داخل إسرائيل بتهم تتعلق بالفساد والرشاوى واستغلال النفوذ. الجلسة شهدت خلافات ومشاجرات، وارتفع فيها صوت نتنياهو وهو يصرخ بأن «وراءه متابعة نتائج الحرب» قبل أن تأمره القاضية بالتزام الصمت واحترام النظام!! صراخ نتنياهو يكشف عن أحد أهم أسباب إفشاله المحاولات العديدة للتهدئة وإنهاء الحرب التى يعتبرها طوق النجاة الوحيد أو الأهم من السقوط ثم السجن فى الداخل، والمطاردة كمجرم حرب مطلوب اعتقاله فى كل أنحاء العالم»!!».. كانت جلسة الأمس تنعقد بينما تتصاعد المظاهرات فى أنحاء إسرائيل تتهم نتنياهو بمواصلة تعطيل تنفيذ اتفاق غزة الذى ينهى أزمة الرهائن ويضع حدا لحرب الإبادة الإسرائيلية. وكان نتنياهو يتلقى ضربة أخرى مع تصريحات «أورين سيفر» وهو مفاوض إسرائيلى سابق شارك فى جولات المحادثات حتى استقال فى نهاية العام الماضى، والتى أكد فيها أن حكومة نتنياهو أضاعت فرصتين هامتين لتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى فى مارس ويوليو من العام الماضى. ورغم مسارعة نتنياهو للنفى، فإن أحدا لم يعد يصدقه وهو ما زال يمارس مراوغاته الإجرامية حتى اليوم.. ومازال يبحث عن أى وسيلة للعودة لحرب الإبادة فى غزة ومحاولة تكرارها التى تجرى الآن فى الضفة الغربية!! لم ولن يتوقف نتنياهو عن محاولة إفشال أى اتفاق للتهدئة، وأى محاولة لإنهاء الحرب إلا مجبرا. طوال الأسابيع الماضية كان يحاول وضع العراقيل أمام اتفاق غزة، ويرفض تنفيذ التزامات أساسية فى المرحلة الأولى، ويسعى جاهدا لعدم البدء فى المرحلة الثانية والأهم والتى تغلق ملف الرهائن وتنهى الحرب وتفرض الانسحاب الإسرائيلى الكامل. الآن يعود للتفاوض بسبب الضغوط الداخلية والخارجية، وبعد تقدير أمريكى لعواقب إفشال اتفاق اعتبرته الإدارة الحالية أول انجازاتها!! ومع ذلك فإن نتنياهو لن يتوقف عن المراوغة حتى وإن ضاق هامش المناورة. الأيام القادمة ستكون حاسمة والتفاوض لن يكون سهلا. تنفيذ الاتفاق كاملا وبمراحله الثلاث يضع سدا أمام مؤامرة التهجير، ونتنياهو سيقاتل لتفادى السقوط ولكى يبقى خارج السجن ويقف أمام المحكمة صارخا: ورائى متابعة الحرب.. يقصد متابعة القتل كأى مجرم حرب تطارده العدالة ويستأذن من المحكمة لكى يعتمد جريمة حرب جديدة فى مشهد يليق بكيان صهيونى قام على الإرهاب.. ويعيش عليه!!