قال الرئيس الأمريكى «بايدن» إن اتفاقا لوقف إطلاق النار فى غزة قد يمنع هجوما إيرانيا على إسرائيل.. أخيرا يتفق الرئيس الأمريكى مع ما سبق أن أعلنته كل أطراف الصراع مع إسرائيل، بأن كل الجبهات ستهدأ فى اللحظة التى تتوقف فيها حرب الإبادة التى تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينيين!! يفترض أن ذلك سيكون دافعا إضافيا لكى تمضى إسرائيل نحو الموافقة على اتفاق وقف الحرب لتفتح الطريق أمام انهاء الأزمة التى فجرها نتنياهو بمسلسل الاغتيالات الذى شمل إسماعيل هنية وفؤاد شكر، ووضع المنطقة على حافة الحرب الشاملة.. لكن الواقع يقول غير ذلك، وما يثير إلى التفاؤل عند كل الأطراف لا يبدو كذلك عند من يرى فى التصعيد واستمرار الحرب وسيلته للنجاة!! الواقع يقول إن نتنياهو الذى لا يتوقف عن طلب الدعم الأمريكى «والغربى عموما» من أجل حماية إسرائيل من الرد على جرائمها لا يريد للحرب أن تنتهي، ولا يريد أيضا للأزمة مع إيران وحزب الله أن تهدأ، بل يريد التصعيد ولا يتمنى شيئا قدر أن تتورط أمريكاوإيران فى صدام مباشر لا تريده واشنطون ولا طهران ولا دول المنطقة، لكن نتنياهو وعصابات الإرهاب الإسرائيلى تسعى له منذ سنوات!! كل الأطراف تدرك أن جولة التفاوض التى يفترض أن تبدأ اليوم قد تكون الفرصة الأخيرة لوقف التصعيد الذى يهدد بحرب إقليمية شاملة وبتورط قوى دولية تأتى بشبح الحرب العالمية. وحده نتنياهو يسير فى الطريق المعاكس ولا يتأخر فى وضع العراقيل والتخطيط المبكر لإفشال أى تفاوض وفقا لوثيقة نشرتها «نيويورك تايمز»، قدم نتنياهو فى 27 يوليو الماضى خمسة شروط اضافية لا تعنى إلا تعقيد الموقف وتعطيل التفاوض. مكتب نتنياهو لم ينف الوثيقة أو يشكك فيما جاء بها، لكنه يحاول الإمعان فى المغالطة بالادعاء بأنها مجرد »توضيحات» وهى فى الحقيقة «استفزازات» للجميع بمن فيهم المفاوضون الإسرائيليون أنفسهم الذين داخوا مع مراوغات نتنياهو التى لا تنتهى من أجل إفشال أى تفاوض ومنع أى اتفاق!! الدعوة لتفاوض الفرصة الأخيرة جاء بتوافق الوسطاء، جميعا على أن الاطار العام للتفاوض والمبادئ الأساسية تم إنجازها، وأن ما تبقى هو الاتفاق على التفاصيل الخاصة بالتنفيذ على الأرض. لا مجال لشروط جديدة ولا لمراوغات نتنياهو وألاعيب صبيانه وحلفائه من زعماء عصابات الإرهاب. الأوضاع لا تحتمل والحرب الإقليمية الشاملة هى البديل الذى لا يريده إلا نتنياهو وعصابته!!