مرة أخرى يؤكد نتنياهو أنه لن يوقف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، وأنه مصمم على إفساد كل محاولة لوقف إطلاق النار فى غزة، والوقوف فى وجه الجهود الدولية التى تبذل لمنع جر المنطقة والعالم إلى حرب شاملة لا يريدها إلا طرف واحد هو نتنياهو وحلفاؤه من زعماء عصابات الإرهاب الصهيونى الذين يدركون جيدا أن نهاية الحرب لا تعنى «بالنسبة لهم» إلا السقوط المؤكد والحساب العسير على جرائم حرب تجاوزوا فيها أسوأ الممارسات الفاشية والجرائم النازية. كل دول العالم رأت فى مبادرة الرئيسين بايدن والسيسى مع أمير قطر لاستئناف سريع للتفاوض من أجل إقرار اتفاق وقف الحرب الذى لا ينقصه إلا التوافق على بعض التفاصيل.. فرصة قد تكون الأخيرة لإنهاء الإبادة الجماعية التى تتم بحق الشعب الفلسطيني، ولمنع التصعيد نحو حرب شاملة، حيث يدرك الجميع أن كل الجبهات ستهدأ فى نفس اليوم الذى تتوقف فيه الحرب فى غزة.. ومع ذلك لم يغير نتنياهو نهجه المعتاد فى تخريب أى جهد دولى للتهدئة، وأقدم «بعد أقل من 24 ساعة فقط» على مذبحة جديدة باستهداف مدرسة «التابعين» فى مدينة غزة التى يحتمى بها ألفان من النازحين، ليسقط أكثر من مائة شهيد مع صلاة الفجر بقنابل أمريكية محرم استخدامها داخل المدن أو ضد المدنيين!! الرسالة الإسرائيلية واضحة.. لن نتوقف عن ارتكاب المجازر ضد شعب فلسطين ما دمنا نجد من يدعمنا بالمال والسلاح و«الفيتو» الجاهز لمنع معاقبتنا.. والباقى كله تفاصيل!! واشنطون «حتى وهى غاضبة من نتنياهو» لم تتوقف عن حشد كل إمكانياتها للدفاع عن إرهاب إسرائيل الذى يتمدد فى المنطقة. قبل ساعات من المجزرة الأخيرة كان الإعلان عن اعتماد 3٫5 مليار دولار من الأموال المخصصة لدعم إسرائيل من أجل صفقات جديدة لسلاح متقدم، وكان أيضا الإعلان عن حشد أسلحة أمريكية متطورة لمواجهة ما تقول أمريكا إنه تهديدات لإسرائيل!! وكان الرد هو المجزرة الجديدة التى تقول بوضوح إن نتنياهو لن يغير مواقفه إلا إذا أجبره العالم على ذلك!! لن تستطيع أمريكا «للأسف الشديد» إلا إبداء بعض الغضب وكل الدعم لإسرائيل!!، لكن خطر التصعيد نحو حرب شاملة يفرض على الجميع «بمن فيهم أمريكا» أن يرفعوا الغمامة من على عيونهم حتى «ترى» ما لا تريد أمريكا أن تراه حتى الآن من إبادة جماعية إسرائيلية للفلسطينيين، وحتى يتوقف الضغط على المحكمة الجنائية الدولية ليصدر قرار اعتقال نتنياهو كمجرم حرب، وحتى تنطلق الإرادة الدولية لتطبق قرار مجلس الأمن بوقف الحرب الذى ناضلت أمريكا نفسها لكى يصدر، ثم تركته بين أيدى نتنياهو لكى يتلاعب به وهو ينتقل من مجزرة إلى أخري، بينما واشنطون تكتفى بالقلق الذى لا يمنع إرهاب إسرائيل من أن يواصل جرائمه!!