تنوعت أشكال التعذيب وأساليبه التي سلطها السجانون في سجون الاحتلال الإسرائيلي ومعتقلاته بحق الأسرى الفلسطينيين، وتحديدًا معتقلي غزة في فترة ما بعد عملية طوفان الأقصى، والتي تبعتها حرب إسرائيلية شرسة ضد قطاع غزة دامت لأكثر من 15 شهرًا. واعتقل الاحتلال الإسرائيلي عددًا كبيرًا من سكان غزة بدءًا من الثامن من أكتوبر 2023، فيما سيتم الإفراج عن 1000 أسير منهم وفق بنود صفقة تبادل الأسرى بين الاحتلال وحركة حماس. ومن بين أساليب التعذيب والتنكيل بمعتقلي غزة من قبل السجانين الإسرائيليين ما عُرف بتحقيق الديسكو. تحقيق الديسكو وتحقيق "الديسكو" هو شكل من أشكال التعذيب في التحقيق الذي استخدمه الاحتلال الإسرائيلي بحق معتقلي غزة، وذلك وفق تقرير صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني عن الجرائم غير المنتهية بحقّ معتقلي غزة في معسكرات الاحتلال السرية وسجونه أيضًا. وروت محامية هيئة الأسرى عن المعتقل (ي.ف)، والذي أشير بالأحرف الأولى لاسمه حرصًا على سلامته، "أُحضر المعتقل إلى الزيارة، وقد تعمد الجندي سحبه بطريقة مهينة من سترته التي بدت أكبر من حجمه بكثير، ولم يتمكن المحامي من رؤية وجه المعتقل إلا بعد أن أزال العصبة عن عينيه، وفي حينه بدا على الأسير استغرابه من الضوء". وأضافت المحامية: "وقد روى المعتقل أنه تعرض في معسكر سديه يتمان، لتحقيق الديسكو، وهو التحقيق الذي يتعرض فيه المعتقل للموسيقى الصاخبة بشكل مستمر لمدة يومين، وبعد 30 يومًا عقدت له جلسة محاكمة، مدتها 5 دقائق، ولم يفهم من الجلسة أي تفصيل أو سبب لاعتقاله". تعصيب الأعين وبحسب المحامية، أكّد المعتقل (ي.ف) أنّ ظروف الاعتقال في معتقل (عناتوت)، حيث يبقى المعتقلون معصوبي الأعين ومكبلين الأيدي طوال الوقت، ويمنع على أي معتقل الحديث مع أي معتقل آخر. فيما روى المعتقل (م. ي)، أحد المعتقلين في معسكر (عناتوت) اليوم، تفاصيل اعتقاله في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، حيث جرى نقله إلى معسكر (سديه تيمان) في بداية اعتقاله، وحُوّل للتحقيق تعرض لتحقيق (الديسكو)، لمدة أربعة أيام، وهو معصوب الأعين، وكان يُحقّق معه يوميًا لمدة 3 ساعات. كما نقل المعتقل تفاصيل تعرضه للضرب المبرح في معسكر "سديه تيمان" قبل نقله إلى معسكر "عناتوت"، الذي تسبب له بنزيف في أنفه، وذكر المعتقل أنّه خضع لجلسة محكمة بعد مرور نحو أسبوع لمدة 3 دقائق فقط، ولم يفهم ما أسباب اعتقاله.