ضياء الدين داود: واجب على كل مصرى فى لحظات الخطر عبد الحليم قنديل: الشعب يدعم الرئيس ولن نشارك فى ظلم أحد د. جيهان مديح: مشهد المصريين أمام معبر رفح يعكس ارتفاع الوعى د. إبراهيم مجدى: بداية جديدة لنبذ الخلافات.. د. وليد هندى: مرحلة فارقة فى تلاحم الشعب فى أوقات الأزمات يظهر المعدن النفيس للمصريين.. يهبون سريعا لإنقاذ بلدهم.. لا يتأخرون عن حماية وطنهم.. يتركون الخلافات ويتوحدون خلف قيادتهم السياسية من أجل إعلاء المصلحة العليا للبلاد.. اصطفوا وتوحدوا خلف الرئيس عبد الفتاح السيسى لرفض مشروع ترامب بتهجير الفلسطينيين إلى مصر.. ليبقى السؤال: كيف يمكن استغلال حالة الاصطفاف الوطنى هذه فى كل المجالات بحيث يكون مستمرا وليس مسألة وقتية لبث روح التلاحم والعزيمة بين قوى الشعب والتوحد خلف راية الوطن دائما؟.. هذا ما نتعرف عليه من خلال الخبراء فى السطور القادمة.. بداية أكدت الدكتورة جيهان مديح، رئيس حزب مصر أكتوبر، أن الحشود الغفيرة للمصريين التى تجمعت عند معبر رفح لرفض التهجير ونقل الفلسطينيين إلى سيناء، جسدت مشهدًا مهيبًا وعظيمًا، عكسَ مدى وعى المصريين وحرصهم على دعم القيادة السياسية والمؤسسات الوطنية فى الحفاظ على الأمن القومى المصرى، الذى لا مجال فيه للتهاون أو المواربة. وأوضحت مديح أن مصر تقول كلمتها بوضوح وحسم، فهى لا تقبل أى مخططات مشبوهة تسعى إلى فرض أمر واقع جديد فى المنطقة، مؤكدةً أن الهدف الحقيقى وراء الضغوط المستمرة هو إجبار الفلسطينيين على التهجير القسرى أو الطوعى، بعدما تم جعل الحياة مستحيلة فى قطاع غزة وهو ما تصدت له الدولة المصرية بكل حسم وقوة. وقال النائب البرلمانى ضياء الدين داود إن الاصطفاف الوطنى واجب على كل مصرى فى لحظات الخطر الذى يهدد أمن وسلامة واستقرار البلاد. وأشار داود إلى أن مصر تحتاج الى توحيد صفوفها بصدق النوايا والترفع عن الخلافات وإعلاء مصالحها العليا على أى مصالح شخصية أو حزبية. وأكد الكاتب والسياسى الكبير عبد الحليم قنديل أنه فى حروب العصر غير المتناظرة، لا ينتصر الأقوى ولا يحقق أهدافه كاملة، ولا ينهزم الأضعف إلا إذا استسلم، وفى الحرب الأخيرة، لم تنتصر «إسرائيل» ولا انكسرت «غزة»، ولن تنكسر الضفة ولا القدس ولا فلسطينالمحتلة بكاملها، وتأمل ما حولك، فحيث توجد المقاومة يولد الصمود، وحيث تغيب تضيع الأرض، فى جنوبسوريا تزحف «إسرائيل» كأنها فى نزهة خلوية، وفى جنوبلبنان تواجه التحدى الشعبى المنتصر بإذن الله. واضاف قنديل انه مع رئاسة «ترامب» تتضاعف المخاطر، ويلتهب مشهد المنطقة كلها، وقد قال بنفسه فى اجتماع مع «الأيباك» ذات يوم قريب، إنه يسعى لجعل «إسرائيل» كما أمريكا عظيمة مرة أخرى، وهو يندفع كالثور الهائج إلى إشعال جبهات ساكنة، بدعوى سعيه كما يزعم إلى فرض السلام بالقوة (!)، وفى مجرى الصراع طويل الأمد، تبدو تصريحات «ترامب» كنعمة لا نقمة، فهو يسقط أقنعة الخداع عن وجه أمريكا القبيح، ولا يلف ويدور كما سلفه «بايدن» مثلا، الذى دعا أول الحرب إلى تهجير الفلسطينيين بلغة مستترة، وطالب مصر بما أسماه «فتح الحدود للفلسطينيين»، ولقى وقتها رفضا جهيرا، لن يلقى «ترامب» أقل منه، مهما كانت العواقب والعقوبات، فالشعب الفلسطينى قال كلمته، ويقولها الشعب المصرى مع قيادته، وقد أعلنها الرئيس السيسى بوضوح، فلن يسمح «الرأى العام المصرى» لحاكم بالمشاركة بظلم الفلسطينيين وتهجيرهم وتصفية القضية المقدسة. وأكد د. إبراهيم مجدى استشارى الطب النفسى بجامعة عين شمس أننا نتعرض لحرب نفسية بشعة من تشكيك وانتشار لكثير من الشائعات وخلق صراعات طائفية من 2013 حتى الآن، الأمر الذى يتطلب توحيد الأهداف والاصطفاف خلف القيادة السياسية وأن نكون على قلب رجل واحد، ما يجعل القيادة السياسية أكثر صلابة والشعور بالدعم المجتمعى خلف ما تصدره من قرارات وتصريحات. واضاف مجدى أن الناس أدركت أن الخطر ليس هينا لأننا تحت تأثير وتهديد الحرب، وهذا الإدراك النفسى من شأنه أن يساعد فى تقليل الجريمة ونبذ العنف والتعصب، فمثلا فى حرب 1973 لم تحدث جريمة سرقة واحدة، حتى المجرمون قاموا بالتبرع بالدم أثناء الحرب. واضاف استشارى الطب النفسى انه فى سبيل التوعية يمكن عمل رحلات أو وقفات لرفح يتم تنظيمها من قبل الجامعات، كما يمكن أن يكون أول يوم جامعى عن الاصطفاف الوطني. وقال د. وليد هندى استاذ الطب النفسى إن الرائع نجيب محفوظ جسَّد حالة الاصطفاف الوطنى فى فيلم بين السما والأرض حيث شاهدنا الفيلم جميعا ورأينا كيف تلاحمت فئات الشعب لإنقاذ سيدة حامل فى اسانسير معلق بالركاب بين السماء والأرض ليخرج مولود جديد إلى النور يحمل شعاع الامل بعد نكسة يونيو 67، نفس الأمر نراه حاليا فى حالة الاصطفاف الوطنى الذى تشهده مصر الان بسبب رفض مشروع ترامب بتهجير الفلسطينيين إلى مصر وهو الأمر الذى أجمع عليه المصريون بجميع طوائفهم بالرفض الشعبى والرسمى. وأوضح هندى أنه مطلوب استغلال الاصطفاف الوطنى الذى تشهده مصر حاليا بالالتفاف حول القيادة السياسية ودعمها ونبذ الخلافات وتقليل معدل الجريمة ومحاربة المخدرات وعمل ندوات توعية بالجامعات حول الحفاظ على الوطن ومقدراته وزيادة الإنتاج كما كان الحال أثناء حرب أكتوبر 73. جهاد إلكترونى على السوشيال ميديا تصدر هاشتاج «معاك يا ريس» و«التهجير_خط_أحمر»، قائمة الأكثر رواجًا على موقع إكس (تويتر سابقًا) فى أمريكا.. وذلك بالتوازى مع ما شهده معبر رفح من توافد للآلاف من المواطنين، بالإضافة إلى ممثلين عن القوى السياسية والأحزاب والنقابات ومنظمات المجتمع المدنى، الذين عبروا عن تضامنهم الكامل مع القيادة السياسية فى رفض تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، التى تدعو إلى تهجير الفلسطينيين قسريًا من أراضيهم إلى مصر والأردن، فى محاولة لتصفية القضية الفلسطينية. لم يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل تداول رواد منصات التواصل الاجتماعى، مقطع فيديو للرئيس السيسى، وثّق المقطع كلمة الرئيس فى عام 2023 الماضى فى استاد القاهرة الدولى، عندما أعلنها صراحة أن تهجير سكان غزة خط أحمر بالنسبة لمصر. وفى ذلك الوقت، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن موقف مصر واضح من محاولات التهجير، وهى الرفض القاطع، وعلق قائلًا: «لن نقبل به ولن نسمح به، وأن الحديث بهدوء لا يعنى الضعف أو التهاون».. وجاءت كلمة الرئيس السيسى كالتالى: «دائمًا نتكلم بهدوء وحكمة وصبر وتعقل، لكن لا أحد عليه أن يتصور أن هذا يدل على الضعف أو التهاون». وفى هذا الإطار تصدرت هاشتاجات وطنية على السوشيال ميديا على مدار الساعات الماضية، مثل هاشتاج «لا للتهجير»، على جميع منصات التواصل الاجتماعى فى مصر وحتى الآن، وجاء ذلك بعد تصريحات ترامب بشأن المقترح الذى أطلق عليه «تطهير غزة»، ودعا مصر والأردن إلى استقبال أهالى غزة، معللًا أن سبب ذلك هو أن القطاع مدمر والأهالى يموتون هناك، وذلك على حد مزاعمه.. وكتب النشطاء فى الهاشتاج، داعين إلى وقف دعوات تهجير الفلسطينيين، مطالبًا بأن يقف العالم أجمع لرد هذه الدعوات الخبيثة. وأكد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى، أن عمليات النزوح لشمال غزة هى عملية إقرار بانتصار إرادة الشعب وصموده وتضحياته على آلة التطهير العرقى للاحتلال الإسرائيلى، التى كانت تريد البقاء والاستيطان واحتلال الأرض، وأسقطت خطة تهجير الفلسطينيين، التى يطرحها الرئيس الأمريكى ترامب. مغردون ونشطاء مصريون أكدوا دعمهم الكامل وثقتهم التامة فى القيادة المصرية، مشيدين بموقفها الثابت والمعلن تجاه القضية الفلسطينية، مشددين على رفضهم لجميع المحاولات الأمريكية و«الإسرائيلية» لتصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر أو دول الجوار. وتفاعل النشطاء مع الهاشتاج، وقاموا بمشاركته آلاف المرات عبر حساباتهم المختلفة، فنشر النائب محمود البرعى منشورًا يتضمن صورًا من الوقفة التضامنية أمام معبر رفح، وكتب: «لا يمكن لأحد المزايدة على الدور المصرى الداعم للقضية الفلسطينية.. وفود شعبية أمام معبر رفح لرفض مخططات تهجير الفلسطينيين». وعلق آخر: «نزلت الفيديو دا ع التيك توك حذفوه قولت أنزله هنا أما اشوف عاوزين شعب المنصورة يشير على أوسع نطاق لا للتهجير وفى ضهر الرئيس عبد الفتاح السيسى». وكتبت إحدى المتفاعلات: «حفظ الله مصر وشعبها وجيشها العظيم وقيادتها وفلسطين وأهلها تحيا مصرلا للتهجير». كما أصدر طلاب جامعة المنصورة الجديدة بيانًا عبر الصفحة الرسمية لاتحاد الطلاب على فيسبوك، أعلنوا من خلاله موقفهم الرافض لأى محاولات لتهجير الفلسطينيين، مؤكدين أن هذه القضية تمثل جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى، وأن سيناء أرض مصرية للمصريين، ولن تكون موطنًا لأى مشاريع تهجير قسرى. وأكد البيان أن الطلاب يعبرون عن موقف المجتمع المصرى ككل، الذى يرفض تمامًا أى تصفية للقضية الفلسطينية تحت أى شكل من الأشكال. وفى هذا الإطار، أكدت د. هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع، أن الإرادة السياسية فى مصر منسجمة تمامًا مع إرادة الشعب فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مشددة على أن رفض تهجير الفلسطينيين إلى سيناء قرار وطنى يمس كل مصرى. وأوضحت أن المصريين قد يتحملون أى شىء، إلا ما يتعلق بالعقيدة، والكرامة، والأرض، فهذه ثوابت لا يمكن المساس بها. وقالت: «الكل يصطف بجانب الوطن فى هذه المعركة، فالقضية ليست سياسية فقط، بل تمس وجدان المصريين وهويتهم التاريخية». كما شددت على الدور المحورى للإعلام الرقمى ووسائل التواصل الاجتماعى فى مواجهة محاولات التضليل وكشف الحقائق، مؤكدة أن الحملات والهاشتاجات الوطنية أصبحت أداة ضغط فعالة لنقل صوت الشارع المصرى إلى العالم، وإبراز الموقف الرسمى والشعبى الرافض لأى مخطط يستهدف تفريغ الأراضى الفلسطينية من سكانها. وأشارت إلى أن السوشيال ميديا لم تعد مجرد مساحة للنقاش، بل تحولت إلى سلاح يستخدمه المواطنون للدفاع عن القضايا العادلة، وهو ما ظهر بوضوح فى التفاعل الكبير مع الهاشتاجات الداعمة لحقوق الفلسطينيين ورفض التهجير القسرى. أما د. نيفين حسنى، أستاذة علم النفس الرقمى، فترى أن الرفض الشعبى الواسع لفكرة تهجير الفلسطينيين إلى سيناء يعكس وعيًا نفسيًا جمعيًا متجذرًا فى وجدان المصريين، قائمًا على إدراك المخاطر السياسية والإنسانية لهذا المخطط. وأوضحت أن المصريين عبر التاريخ، لم يقبلوا المساس بثوابتهم الوطنية، فالشعور بالانتماء للأرض والهوية جزء من التكوين النفسى للمجتمع. وقال: «المصريون لديهم حس وطنى متوارث يجعلهم يرفضون أى محاولة لتغيير واقع المنطقة على حساب السيادة المصرية أو الحقوق الفلسطينية». وشددت على أن الإعلام الرقمى ووسائل التواصل الاجتماعى لعبت دورًا مهمًا فى تعزيز هذا الوعى، حيث أصبحت منصات السوشيال ميديا مساحة لتشكيل الرأى العام، والتعبير عن المواقف الوطنية، وإيصال رسالة الشعب المصرى للعالم. أكد المهندس وليد حجاج، خبير أمن المعلومات، أن قوة السوشيال ميديا وتأثيرها فى تشكيل الرأى العام ظهرت بوضوح فى الفترة الأخيرة، حيث أصبحت منصات التواصل أدوات تستخدمها بعض الجهات للترويج لروايات محددة، وحجب أخرى. وأوضح أن الاحتلال يدرك جيدًا خطورة الفضاء الرقمى، لذلك سارع خلال الأيام الماضية إلى عقد اجتماعات مكثفة مع المؤثرين وال«إنفلونسرز»، بهدف توجيههم لنشر محتوى داعم لسياسته، فى محاولة للسيطرة على السردية الرقمية المتعلقة بالقضية الفلسطينية. وأشار إلى أن اليد العليا فى هذه المعركة تعود للمنصات ذاتها، فهى التى تتحكم فى مدى انتشار المحتوى من خلال خوارزميات معقدة، تحدد أى المنشورات تظهر بكثرة وأيها يتم تقييد وصوله. وقال: «المنصة هى من تقرر أى رواية تتصدر المشهد، وأى محتوى يتم تهميشه أو حذفه بالكامل». أكد د. حسن عماد مكاوى، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن وسائل التواصل الاجتماعى أصبحت قوة إعلامية عابرة للحدود، قادرة على التأثير فى الرأى العام العالمى والضغط على الحكومات، خاصة فيما يتعلق بالقضايا العادلة مثل القضية الفلسطينية. وأوضح أن الإعلام الرقمى لم يعد مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل تحول إلى أداة استراتيجية لكشف الحقائق، والتصدى لمحاولات التضليل الإعلامى، والتأثير على المواقف السياسية من خلال الحملات الإلكترونية والتفاعل المستمر مع الجمهور.