شهد معبر رفح الحدودى بشمال سيناء أمس توافد حشود كبيرة من القوى الشعبية والسياسية قادمين من كل المحافظات للمشاركة فى الوقفة التضامنية مع الشعب الفلسطينى، وللتعبير عن رفضهم القاطع لتهجير الفلسطينيين قسريا من أراضيهم إلى مصر، بالإضافة إلى التأكيد على أن الشعب المصرى بأكلمه يقف خلف القيادة السياسية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى لصد كل هذه المخططات. وشارك فى الوقفة عدد كبير من منظمات المجتمع المدنى والأحزاب السياسية والنقابات، كما شارك اعضاء من مجلسى النواب والشيوخ والقبائل السيناوية. اقرأ أيضًا | مصر صححت الصورة السلبية التى شاعت عنها فى العالم أكد المشاركون فى الوقفة التضامنية رفضهم وتنديدهم لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية، مؤكدين أنها تعد انتهاكا لحق الفلسطينيين فى تقرير مصيرهم، وأضافوا أن رسالتهم اليوم تتضمن رفض التهجير وتصفية القضية الفلسطينية. وقد أدى الآلاف شعائر صلاة الجمعة أمام معبر رفح، ورفع المحتشدون الأعلام المصرية إلى جانب الأعلام الفلسطينية ورفعوا لافتات كتب عليها لا للتهجير، وكلنا معاك يا سيسى، ورددوا هتافات دعما للشعب الفلسطينى. وأكدت الجماهير المحتشدة دعمهم لقرار القيادة السياسية بأن سيناء خط أحمر، واشاروا إلى انهم ضد المؤامرات التى تحاك لكل الأمة العربية وعلى رأسها بلدنا الغالى مصر، مؤكدين أن موقف مصر من القضية الفلسطينية ثابت ولا يتغير، وأن الدولة المصرية تدعم على مدار التاريخ القضية الفلسطينية على المستويين الشعبى والرسمى، وأن حل القضية الفلسطينية يتمثل فى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وقد تجمّع المشاركون أمام ساحة المعبر، حاملين لافتات كتب عليها «معاك يا ريس»، «لا للتهجير»، «فلسطين حرة»، و«لا للمخططات»، فى تعبير واضح عن رفضهم لأى محاولات للمساس بالحقوق الفلسطينية، كما شهدت الفعالية حضور قيادات حزبية وشعبية ونقابية، شاركوا فى المسيرة وأكدوا أن الموقف الشعبى المصرى ثابت تجاه القضية الفلسطينية، وأن الشعب المصرى لن يقبل بأى محاولات لتغيير التركيبة السكانية فى غزة أو التأثير على حقوق الفلسطينيين التاريخية. وعبّر المشاركون عن موقفهم الحازم من خلال الهتافات واللافتات التى رفعوها، حيث دوّى هتاف «لا للتهجير» فى أرجاء المكان، فى رسالة واضحة بأن الشعب المصرى يرفض أى حلول تمسّ بحقوق الفلسطينيين، كما شدد الحاضرون على أن مصر ستظل داعمة للقضية الفلسطينية، وأن الشعب المصرى يقف صفًا واحدًا مع الفلسطينيين فى نضالهم من أجل الحرية والاستقلال. يأتى هذا التجمع الشعبى الحاشد فى إطار سلسلة من الفعاليات والمواقف الداعمة لفلسطين، حيث أكدت القيادات الحاضرة أن الموقف المصرى الرسمى والشعبى تجاه القضية الفلسطينية لم يتغير، بل يزداد قوة وثباتًا مع تصاعد التحديات. وأشاروا إلى أن مصر كانت وستظل الداعم الرئيسى لحقوق الفلسطينيين، وستواصل جهودها على جميع المستويات لرفع المعاناة عنهم. وكانت تصريحات الرئيس السيسى التى قال فيها «إنه لا يمكن أبدا التنازل عن ثوابت الموقف المصرى التاريخى للقضية الفلسطينية وان الحل الوحيد هو إقامة دولة فلسطينية قد لخصت الموقف المصرى الثابت والراسخ من كل مخططات تصفية القضية «الفلسطينية - المصرية - العربية» وقطعت الطريق ليس فقط على إقحام مصر فى مخطط صهيونى لإفراغ الأراضى الفلسطينية من أهلها وتمكين الاحتلال، ولكن ايضاً على خطط وأد مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة المستحقة للفلسطينيين». ولطالما حلم الاحتلال الإسرائيلى وخططه للتخلص من الفلسطينيين والاستفراد بأراضيهم لتوسعة مساحة دولته المغتصبة، لكن مصر كانت دائما تقف بالمرصاد لهذه المحاولات، بل إن إسرائيل نفسها «دويلة» قائمة على فكرة الإحلال حيث قامت على أنقاض نكبة 1948 وهى السنة التى طرد فيها أكثر من 750 ألف فلسطينى، وهدمت فيها أكثر من 500 قرية ومدينة فلسطينية تم تحويلها لمدن يهودية من أجل إقامة الدولة اليهودية - إسرائيل، لتندلع أولى الحروب ضد إسرائيل، التى خاضتها مصر من أجل الأراضى الفلسطينية ومعها كل من الأردن والعراق وسوريا ولبنان والسعودية. من حينها ظلت مخططات التهجير تطل برأسها القبيح من حين لآخر لتتحطم على صخرة الرفض العربى الذى تقوده مصر. ومصر بموقفها هذا لا تذود فقط عن القضية الفلسطينية ولا فقط عن أمنها القومى ولكنها تذود عن السلام الإقليمى والعالمى وتمنع اشتعال الصراع مع إسرائيل على أراضيها والأراضى الأردنية وبالتالى توسيع رقعة الحرب والصراع فى المنطقة.