إذا كان الاعتراف بالحق فضيلة.. وهو كذلك بالفعل،..، فإن هذا يدعونا الى الاعتراف بالحقيقة الواقعة أمام أعيننا، والتى لا يستطيع أحد التغافل عنها أو التهرب من الاعتراف بها، حيث إنها أصبحت واضحة وضوح الشمس فى ظهيرة يوم صيفى قائظ. تلك الحقيقة تؤكد لكل المهتمين بالشأن القومى العربى فى عمومه والمصرى على وجه الخصوص، وقضايا الصراع العربى- الإسرائيلى بالذات،..، أننا أمام انحياز كامل وشامل من الإدارة الأمريكية الجديدة، تحت قيادة الرئيس الجديد القديم «ترامب»، لإسرائيل،..، ربما يفوق ويزيد عما كان قائماً ومعمولاً به من الإدارة السابقة، التى كانت بالغة الانحياز لإسرائيل فى عدوانها الوحشى واللا إنسانى ضد الشعب الفلسطينى. والمتابع المدقق فى الدعوة الأمريكية تطلب فيها من الأردن ومصر القبول بتهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية الى كل منهما، يدرك بوضوح ذلك القدر غير المحدود من الانحياز المطلق إلى إسرائيل. ولا يخفى على أحدٍ أن الهدف الأساسى وراء هذا الاقتراح أو الطلب هو شىء بالغ الوضوح وهو إخلاء وتفريغ الأراضى الفلسطينية من أهلها، وتحويلها الى أرض بدون شعب،..، بحيث تكون متاحة أمام إسرائيل للاستيلاء عليها وضمها الى المساحة والأجزاء التى استولت عليها بالفعل. أى أن الهدف بكل فجاجة وصلافة وعنجهية هو تحقيق ما تهدف إليه إسرائيل، وهو القضاء التام على القضية الفلسطينية، بالقضاء على الشعب الفلسطينى بالتهجير القسرى أو الطوعى، بعدما فشلت فى تحقيق ذلك بالقوة المسلحة وبعمليات الإبادة الجماعية، التى مارستها طوال الخمسة عشر شهراً الماضية. والاقتراح أو الطلب يتجاهل عن عمد كل قواعد القانون الدولى وكل مبادئ القانون الإنسانى وحقوق الإنسان،..، كما يتجاهل عن قصد كل ما هو معلوم ومُعلن من الرفض المصرى والأردنى والفلسطينى والعربى الكامل والشامل لمثل هذا المطلب أو الاقتراح، الذى هو فى حقيقته وجوهره مطلب إسرائيل فشلت فى تحقيقه بالقوة المسلحة. «وللحديث بقية»