طرح وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف منذ أيام عن العودة إلى تطبيق نظام البكالوريا بديلا عن الثانوية العامة أثار جدلا واسعا بين المدرسين والطلاب وأولياء الأمور، ليس اعتراضا على المبدأ، فالبكالوريا كانت موجودة فى مصر خلال القرن الماضى وتخرج منها علماء مصريون على درجة عالية من النبوغ. وتساءل البعض: هل لدينا المعلمون المؤهلون والعدد الكافى لهذا النظام الجديد؟ وهل يمكن تدريبهم وتأهيلهم على هذا النظام فى وقت ضيق؟ وهل تمت دراسة احتياجات تدريبهم قبل الإعلان عن النظام الجديد؟ وغيرها من التساؤلات، حسنا فعلت الحكومة بإجراء حوار مجتمعى حول عودة البكالوريا، وأتمنى أن نشرك أولياء الأمور والطلاب والأحزاب للاستماع إلى كل الآراء. ونعود إلى مادة الدين واعتبارها مادة أساسية فى المجموع، ولا اعترض على ذلك، لكن لى بعض الملاحظات، أولاها: هل الوزارة قادرة على توفير معلمين متخصصين لتدريس هذه المادة لأنها مادة نجاح ورسوب وتضاف إلى المجموع ويفضل أن يكونوا تحت إشراف الأزهر والأوقاف، وإذا تم توفير ذلك بالنسبة لمادة الدين الإسلامى فهل يمكن توفير معلمين متخصصين لمادة الدين المسيحى أيضا تحت اشراف الكنيسة وبالتوافق بين الطوائف لعدم الشطط فى تدريس المنهج؟ وهل توجد فصول أصلا داخل المدارس لتدريس حصص الدين المسيحى. وكنت أرى أنه لا يجب أن نتعامل مع مادة الدين كأى مادة علمية يدرسها الطالب ويمتحن فيها ويحاول الحصول على أعلى درجة وانتهى الأمر، فهذا يفقدها البعد الروحى، ويحول المادة من قيمتها الدينية السامية إلى معرفة عقليه مجردة فقط، وأرى أنه كان يجب تدريس مادة أخلاق عامة وهى من مبادئ وتعاليم الدين المشتركة لخلق جو من الحب والمودة بين الطلاب خاصة فى السن الصغيرة. أتمنى أن تراعى هذه النقاط قبل تطبيق أى قرار فى العام الدراسى القادم.