كما كان متوقعاً قدم ترامب فى اليوم الأول له فى البيت الأبيض حقيبة هدايا للكيان الإسرائيلى، أكد بها ملامح ولايته الجديدة فيما يتعلق بدعم تل أبيب وخططها فى المنطقة وتأكيد ولائه التام لها، فى نفس الوقت تبدو وكأنها مكافأة لحكومة إسرائيل على اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة الذى لا يعرف أحد هل سيصمد أم لا خاصة بعد أن أكد ترامب أنه ليس من المضمون أنه سيرفض إذا تم انتهاكه. وهو ما يؤكد أن اتفاق وقف إطلاق النار قائم بالفعل على أرض هشة للغاية. أول هدايا ترامب لإسرائيل هو قرار رفع العقوبات الرمزية التى كان بايدن فرضها أوائل فبراير الماضى على المستوطنين المتطرفين فى الضفة الغربيةالمحتلة، والذى يهدف لمعاقبة الإرهاب الذى يمارسه المستوطنون الذين يهاجمون الفلسطينيين فى الضفة ويستولون على ممتلكاتهم، وبذلك أعطى ترامب الضوء الأخضر لهؤلاء المستوطنين لممارسة إجرامهم بأريحية وطمأنينة كاملة وهو قرار لاقى ترحيبا كبيرا من إسرائيل ضمن مجموعة الحوافز التى قدمها ترامب وهى الموافقة على استئناف إسرائيل لحرب الإبادة التى تمارسها فى غزة عندما تعهد بدعم إسرائيل فى حال عادت لحرب الإبادة التى تقوم بها هناك. ليس هذا فقط بل إن الضفة الغربية ستكون أحد الأثمان التى ستحصل عليها «أحزاب اليمين المتطرف» الإسرائيلية أى موافقة وضوء أخضر أمريكى لتوسيع الاستيطان فى الضفة الغربية وضم أجزاء منها لإسرائيل. كما سيواصل ترامب، دعم إسرائيل بالشحنات العسكرية، ومنحها مظلة دولية أمام محكمة لاهاى حيث ستبدأ إدارته بشن حرب شعواء ضد المحكمة الجنائية الدولية فى لاهاي، عقابا لها على أوامر الاعتقال التى أصدرتها بحق نتنياهو ووزير الأمن السابق يوآف جالانت، وضد خطوات أخرى ربما تكون قد اتخذت ضد مسئولين إسرائيليين آخرين، وكان برلمانيون جمهوريون قد أشاروا قبل ذلك بملاحقة المحكمة وأعضائها بسبب تلك القرارات. لم يقدم ترامب أى رؤية خاصة به لحل القضية الفلسطينية، ولكن معظم مساعديه يدعمون الجيش الإسرائيلى الذى أدت حملاته القمعية فى الضفة الغربية لمقتل نحو 800 شخص منذ بدء الحرب على غزة، والذى يقوم حاليًا بعملية العسكرية موسعة فى مدينة جنين!