شهدت «آخرساعة» عملية إعادة تشغيل معبر رفح البري من الجانب المصري، لدخول المساعدات إلى قطاع غزة، صباح الأحد الماضي بعد نجاح جهود الوسطاء وعلى رأسها الجهود المصرية ودخول اتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والرهائن حيز التنفيذ، وحتى مثول المجلة للطبع مساء الأحد الماضي، دخل من رفح إلى معبري العوجة وكرم أبو سالم 276 شاحنة متنوعة (260 شاحنة مساعدات و12 شاحنة سولار و4 شاحنات غاز). ◄ محافظ شمال سيناء: الجهود الإنسانية رسالة تضامن مع الشعب الفلسطيني ◄ المسعفون: جاهزون لاستقبال الجرحى وعلاجهم مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، تكثفت الأعمال الإنسانية على حدودنا مع غزة، ورصدت «آخرساعة» جميع المتغيرات أمام بوابة ميناء رفح البري من الجانب المصري بعد إعادة تشغيله واستئناف عبور المساعدات، حيث عادت إليه الحياة بعد تجمدها عدة شهور بسبب التعنت الإسرائيلي وعدم توقف استهدافها للمدنيين وللمعبر من الجانب الفلسطيني، كما التقت بعدد من سائقي الشاحنات ومسئولي الإسعاف والهلال الأحمر المصري، الذين عبروا عن سعادتهم بوقف إطلاق النار وإعادة تشغيل المعبر. التقينا عدداً من المسعفين الموجودين أمام بوابة ميناء رفح البري من الجانب المصري، حيث قالوا إنهم موجودون على مدار الساعة لنقل أي مصابين قد يصلون من غزة إلى الجانب المصري، مؤكدين أن الأمر مرتبط بتوفير ممر آمن لتتمكن سيارات الإسعاف الفلسطينية من العبور، والفرق الطبية المصرية جاهزة لاستقبال الجرحي وعلاجهم، بل إذا طلب منها دخول القطاع لتقديم الخدمات الطبية فوزارة الصحة المصرية جاهزة بكل فرقها الطبية ولدينا خريطة كاملة بكل مواقع العمل الصحية في غزة. وأضاف المسعفون: عقد الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، اجتماعا، مع قيادات الوزارة للتأكد من جاهزية المنظومة الصحية في شمال سيناء والمحافظات المجاورة في ضوء الاستعدادات لفتح معبر رفح، بعدما تم إعلان التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وأبدى المسعفون استعدادهم الكامل لاستقبال المصابين وتقديم كافة أوجه الرعاية الطبية، إضافة لاستعدادهم للتوجه إلى داخل قطاع غزة لتقديم الرعاية الصحية أيضاً للمصابين. وقال ممثلو الهلال الأحمر المصري ل«آخرساعة»: غرفة عملياتنا التي تعمل على مدار الساعة جاهزة وفي حالة استنفار كامل لتنسيق إنفاذ المساعدات الإنسانية لغزة، وقادرون على تكثيف إنفاذ مزيد من المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع أجهزة الدولة المصرية، فعملنا متواصل بمختلف كوادرنا ومراكزنا اللوجيستية تعمل منذ بداية الحرب على غزة ولم تتوقف عن التنسيق مع كافة الشركاء والجهات المحلية والدولية لإدخال المساعدات لغزة. كما التقينا عددا من سائقي الشاحنات أمام بوابة ميناء رفح البري، قالوا إنهم كانوا يترقبون منذ شهور الدخول إلى غزة إلا أن تجدد القصف الإسرائيلي والعشوائي خيب آمالهم في العبور، خاصة أن الأمر مرتبط بشكل كبير بتوفير ممر آمن للعبور وأضافوا: نحن موجودون على مدار الساعة أمام بوابة ميناء رفح البري من الجانب المصري وفي ساحات التخزين أو المنطقة اللوجستية لحين التنسيق وتوفير ممرات آمنة لنتمكن من العبور. وقال محمود حسين سائق شاحنة من محافظة الدقهلية: أدخلت أكثر من شاحنة عبر معبر رفح المصري، وندخل بعدها إلى معبر كرم أبو سالم، حيث يتسلم الإسرائيليون الشاحنات بعد تفتيشها ويقومون بتفريغها في ساحات تخزين تمهيداً لتوزيعها على أهالي غزة، وهذه المرة عملية التفتيش من جانب الإسرائيليين أبسط من المرات السابقة. وتابع: نحن متواجدون في المنطقة اللوجستية منذ عدة شهور، لدرجة أننا حولنا مخازن سيارات النقل التي هي عبارة عن صناديق تخزين أسفل السيارة إلى مطابخ صغيرة نقوم بطهي الطعام فيها، لأننا متواجدون بها ليل ونهار، وسعدنا كثيراً بوقف إطلاق النار ودخول المساعدات الإنسانية لنجدة الشعب الفلسطيني الشقيق، ونتمنى زيادة عدد الشاحنات التي تدخل يومياً لتلبي احتياجات الفلسطينيين، خاصة أن هناك عددًا كبيرًا من سيارات المساعدات متواجدة بالقرب من رفح وجاهزة للدخول. ◄ اقرأ أيضًا | المساعدات الإنسانية تتدفق لقطاع غزة | إنفوجراف ◄ 600 شاحنة يوميًا الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء أسامة محمود كبير، قال ل«آخرساعة»، أنه مع بدء سريان هدنة (وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى) المتفق عليها بين حماس وإسرائيل التي بدأت صباح الأحد الماضي 19 يناير الجاري، بدأ على الفور فتح معبر رفح البري بين مصر وقطاع غزة كأول وأهم إجراء يتم تطبيقه ببنود الهدنة، لتمر من خلاله مئات الشاحنات (600 شاحنة يوميًا) محملة بمواد الإعاشة والإغاثة العاجلة والمستلزمات الطبية والعلاجية وكذلك الوقود. وأوضح: تمت السيطرة على إيقاع عمل المعبر من خلال عناصر الأمن والجهات الإدارية المعنية بالجانب المصري وعناصر من السلطة الفلسطينية يشرف عليها مجموعة عمل من الاتحاد الأوروبي بالجانب الفلسطيني، حيث ترجع أهمية معبر رفح البري فلأنه يمثل أنبوب الأكسجين والمتنفس الوحيد لقطاع غزة الذي يقطنه أكثر من 2.2 مليون نسمة، فمن خلاله يتم إمداد القطاع بكافة أشكال وأنواع المواد الغذائية والتموينية وكذلك المستلزمات الطبية والعلاجية والأدوية المختلفة، ويدخل من خلاله أيضًا إلى القطاع الوقود اللازم للسكان وكذلك المحروقات البترولية بمختلف أنواعها. ◄ ترامب وبايدن وأشار الخبير العسكري إلى أنه فيما يتعلق بتوقيت بدء تشغيل المعبر تنفيذا للهدنة المتفق عليها والذي يأتي قبيل يوم واحد فقط من تولي دونالد ترامب زمام الحكم فى الولاياتالمتحدة، ففي تقديري أن ترتيباً ما جرى بالاتفاق بين المختصين بإدارة بايدن الحالية وإدارة ترامب الجديدة (التي يشار إليها بأنها التي أجبرت نتنياهو على قبول الدخول فى الهدنة، حيث قام ستيفن سي وايتكوف المسئول الجديد لملف الشرق الأوسط بإدارة ترامب بالضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي وإرغامه على تنفيذ ما يريده ترامب)، هذا الترتيب الذي منح كلتا الإدارتين (وكما يعتقد) نقطة إيجابية لكل منهما من خلال التوقيت المفصلي الذي تم اختياره لبدء سريان الهدنة ليكون في آخر يوم لحكومة بايدن الديمقراطي واليوم السابق لأول يوم لحكومة ترامب الجمهوري الذي سيستكمل الإشراف على إدارة الأمر بعد ذلك. ◄ تدفق المساعدات بدوره، أوضح محافظ شمال سيناء، اللواء خالد مجاور، أن مدينة العريش، شهدت منذ اندلاع أحداث غزة في أكتوبر 2023 تدفق مساعدات إنسانية متنوعة من دول عربية وأجنبية، عبر طائرات وسفن قدمتها منظمات دولية وهيئات أممية، وشملت هذه المساعدات طروداً غذائية وأدوية وأجهزة طبية ومستلزمات معيشية عاجلة، منها خيام وكرافانات وحمامات متنقلة وغيرها من المساعدات. وأشار اللواء مجاور إلى أن هذه الجهود الإنسانية، تؤكد الدور الريادي لمصر وقيادتها السياسية ممثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي، في دعم المتضررين وتخفيف معاناتهم، من خلال توفير الدعم اللوجستي وتسخير إمكانياتها، حيث تواصل مصر إرسال رسالة تضامن إنساني مع الشعب الفلسطيني في غزة، معلناً جاهزية المستشفيات بالمحافظة لتقديم الرعاية الصحية للمرضى والمصابين من الأشقاء الفلسطينيين، تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية. ■ كتب: هانئ مباشر ◄ مدير «الهلال الأحمر» بشمال سيناء: نعمل كخلية نحل منذ إعلان التوصل للهدنة قال الدكتور خالد زايد، مدير فرع الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء: تم تجهيز ألف شاحنة محملة بالمواد الغذائية الأساسية، وهناك أطنان من المساعدات المجهزة بمخازن العريش ورفح أيضا، وسوف تسير على دفعات تضم كل دفعة منها 600 شاحنة، وهي عملية تدار بتنظيم عالٍ يضمن انسيابية التحرك وعدم تعطل المساعدات. وهناك العديد من المخازن اللوجستية التابعة للهلال الأحمر المصري، التي تستقبل المساعدات قبل أن يقوم المئات من الشباب المتطوع بإعادة تجهيزها وترتيبها بشكل منظم في طرود صغيرة وفق معايير دولية صارمة، كل طرد يمر بفحص دقيق لضمان سلامة المحتويات وصلاحيتها قبل التحميل على الشاحنات وفى ساحات المخازن، تصطف الشاحنات فى انتظار دورها لتحميل المساعدات، بينما يعمل المتطوعون على مدار الساعة لضمان جاهزيتها للعبور. وأضاف: نعمل كخلية نحل منذ إعلان التوصل لهدنة بقطاع غزة، تنفيذا لتعليمات القيادة السياسية بضرورة إدخال مئات الشاحنات يوميا إلى القطاع وبشكل فوري ومتواصل بلا انقطاع ولو للحظة واحدة. وفرع الهلال الأحمر المصرى بشمال سيناء لديه العديد من المتطوعين الذين يواصلون الليل بالنهار لتحميل المساعدات التي تشمل «كافة المواد الغذائية والبطاطين وكافة المستلزمات اليومية، وحتى مستلزمات للأطفال.. إلخ». والمساعدات لا تأتى فقط من داخل مصر، بل من دول عربية وأجنبية، طائرات منظمات الإغاثة الدولية تهبط فى مطار العريش، وسفن محمّلة بالمساعدات ترسو فى ميناء العريش. الدكتور خالد زايد قال ل»آخرساعة»: إننا كمصر نعمل من أجل القضية الفلسطينية بشرف ومروءة وكرامة، وما قدمته من مصر تجاه الأشقاء الفلسطينيين من مساعدات ودعم واضح للعالم كله.