كشفت صحيفة التليجراف البريطانية عن مخاوف عميقة تنتاب القيادة الأوكرانية من تداعيات خطيرة قد تنجم عن أي مفاوضات سلام مبكرة مع روسيا، مع قرب تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب مهامه الرئاسية، في حين انه في وسط هذه التطورات المتلاحقة، يسعى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي جاهداً لتأمين الدعم العسكري المستمر لبلاده قبل أي حديث عن المفاوضات. تكشف الصحيفة عن حالة من القلق العميق تسود أروقة صنع القرار في كييف، إذ يحذر كبار المسؤولين الأوكرانيين من أن إجبار بلادهم على الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع روسيا قبل تحقيق تقدم ملموس على الأرض سيشكل خطأً استراتيجياً فادحاً. ويؤكد ميخائيلو بودولياك، المستشار الرفيع للرئيس زيلينسكي، في تصريحات خاصة للتليجراف، أن الوضع الراهن يتطلب تحركات مدروسة وليست حلولاً سريعة، مشدداً على ضرورة الاحتفاظ بزمام المبادرة وعدم منحها لروسيا تحت أي ظرف. وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن المخاوف الأوكرانية تتزايد مع تعيين الجنرال المتقاعد كيث كيلوج كمبعوث خاص لترامب لأوكرانيا، والذي حدد لنفسه مهلة 100 يوم لإنهاء النزاع، وهذا التوقيت المتسرع، وفقاً للمسؤولين الأوكرانيين، قد يؤدي إلى تقويض المكاسب التي حققتها كييف على مدار العامين الماضيين. اقرأ أيضًا: الانتخابات الكندية على الأبواب.. فريلاند تعلن عن موقفها ضد ترامب الاستراتيجية العسكرية الأوكرانية وتأثيرها الاقتصادي على روسيا كشفت التلجيراف عن تفاصيل مثيرة حول الاستراتيجية العسكرية الأوكرانية الجديدة، حيث نجحت كييف في توجيه ضربات موجعة للبنية التحتية الاقتصادية الروسية. وتؤكد الصحيفة أن أوكرانيا نفذت في الأسابيع الأخيرة سلسلة من أكبر الضربات العسكرية على الأراضي الروسية، مستخدمة مزيجاً من الطائرات المسيرة محلية الصنع وصواريخ أتاكمس الأمريكية وصواريخ ستورم شادو البريطانية، مستهدفة منشآت نفطية ومصانع ومواقع إنتاج عسكري تبعد أكثر من 700 ميل عن الحدود. ويؤكد بودولياك أن هذه الهجمات أثرت بشكل كبير على قطاع التكرير الروسي، حيث بات 46% من هذا القطاع الحيوي إما تحت الهجوم المباشر أو في مرمى الأسلحة الأوكرانية. وتشير المعلومات الاستخباراتية الأوكرانية، وفقاً للصحيفة، إلى انخفاض صادرات الوقود الروسي بنسبة 9% في عام 2024، مما يؤكد نجاح الاستراتيجية الأوكرانية في إلحاق أضرار اقتصادية متزايدة بموسكو. الجهود الدبلوماسية والتحركات السياسية وتكشف التليجراف عن حملة دبلوماسية مكثفة تقودها كييف منذ فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر الماضي. وتتضمن هذه الحملة إرسال وفود متعددة إلى واشنطن للقاء مستشاري الرئيس المنتخب وحلفائه في الكونجرس. وفي خطوة لافتة، قام رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوكراني بترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام 2025، في محاولة للجمع بين الإطراء والإقناع. الدور الأوروبي والضمانات الأمنية المستقبلية تسلط الصحيفة الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه بريطانيا في دعم الموقف الأوكراني، إذ زار كير ستارمر كييف مؤخراً، متعهداً بضمان ضمانات أمنية قوية في حال التوصل إلى وقف لإطلاق النار، كما تدرس لندن حالياً إمكانية إرسال قوات للمشاركة في قوة محتملة لحفظ السلام في أوكرانيا. ويؤكد المسؤولون الأوكرانيون أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يتضمن آليات ردع قوية، بما في ذلك فرض منطقة حظر طيران على الطائرات الروسية فوق أوكرانيا، وتوجيه صواريخ نحو أهداف داخل روسيا للرد الفوري على أي خرق للهدنة، إضافة إلى تدريب وتعزيز الجيش الأوكراني المنهك. وتختتم الصحيفة بتصريحات مهمة لأولينا سوتنيك، مستشارة نائب رئيس الوزراء الأوكراني، التي تؤكد أن الضمانة الأمنية المستدامة الوحيدة تتمثل في عضوية أوكرانيا في حلف الناتو، رغم معارضة الولاياتالمتحدة وبعض حلفائها الأوروبيين لهذه الخطوة حتى الآن. وتشير التليجراف إلى أن المرحلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مسار الصراع، خاصة مع احتمال تغير السياسة الأمريكية تجاه الأزمة الأوكرانية بشكل جذري تحت قيادة ترامب.