في ظل أدق أغلبية جمهورية شهدها مجلس النواب الأمريكي منذ سنوات، يواجه رئيس المجلس مايك جونسون تحديات غير مسبوقة في إدارة دفة المجلس وتحقيق التوافق المطلوب لتمرير أجندة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وفي هذا الصدد تسلط مجلة نيوزويك الأمريكية، الضوء على المشهد المعقد الذي يواجه جونسون في ظل هذه الظروف الاستثنائية. معركة الأرقام والتحديات الداخلية يقود جونسون مجلساً منقسماً بشدة، حيث يمتلك الحزب الجمهوري 219 مقعداً مقابل 215 مقعداً للديمقراطيين، وهو هامش أضيق مما كان عليه في التشكيل السابق للمجلس الذي شهد 222 مقعداً للجمهوريين مقابل 213 للديمقراطيين. وقد تجلت هشاشة هذه الأغلبية بوضوح في المعركة الأخيرة على رئاسة المجلس، حيث احتاج جونسون إلى تدخل مباشر من ترامب لضمان فوزه بالمنصب. وفي تحليل معمق، تكشف نيوزويك أن الوضع يزداد تعقيداً مع إعلان مغادرة اثنين من الأعضاء الجمهوريين البارزين، النائب مايكل والتز من فلوريدا والنائبة إليز ستيفانيك من نيويورك، لشغل مناصب في إدارة ترامب القادمة. هذا التغيير يضع الأغلبية الجمهورية في وضع أكثر هشاشة، خاصة أن مقعد ستيفانيك كان سابقاً في يد الديمقراطيين. اقرأ أيضًا| لعبة الشطرنج السياسية تبدأ| الديمقراطيون يضعون خطة لمواجهة نفوذ ترامب دور ترامب وديناميكيات النفوذ كشفت المجلة عن الدور المحوري الذي لعبه الرئيس المنتخب دونالد ترامب في دعم جونسون، حيث تدخل شخصياً في اللحظات الحاسمة للاتصال بالنواب المترددين، إذ نجحت جهوده في إقناع النائبين رالف نورمان من ساوث كارولينا وكيث سيلف من تكساس بتغيير موقفهما ودعم جونسون. وفي هذا السياق، صرح النائب سيلف عبر منصة "إكس" قائلاً: "تلقيت تأكيدات قوية من رئيس المجلس بأن الجمهوريين سيحظون بتمثيل قوي خلال عملية تسوية الميزانية - وهي حجر الزاوية في أجندة الرئيس ترامب"، مضيفا : "أقدر استجابة رئيس المجلس لهذه القضايا الحاسمة. دعونا نبدأ العمل!" تحديات المعارضة وكتلة الحرية يمثل النائب توماس ماسي من كنتاكي، المعروف بتوجهاته الليبرالية، تحدياً خاصاً لقيادة جونسون، فهو لم يدعم ترامب في الانتخابات التمهيدية، مفضلاً دعم حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، كما أنه كان من أوائل المعارضين لعودة جونسون لرئاسة المجلس. وتضيف كتلة الحرية، التي تضم نواباً مؤثرين مثل تشيب روي وآندي هاريس ومايكل كلاود، بُعداً آخر للتحديات التي يواجهها جونسون، إذ قدمت هذه المجموعة مطالب محددة تشمل تعديل جدول أعمال المجلس وإجراء تصويتات على قضايا حساسة مثل أمن الحدود وخفض الإنفاق وإصلاح النظام الانتخابي. مستقبل غير مؤكد في ظل هذا المشهد المعقد، يرى زعيم الأقلية الديمقراطية هاكيم جيفريز أن فوز دونالد ترامب في الولايات المتأرجحة لا يمنح الجمهوريين تفويضاً مطلقاً. وكتب على منصة "إكس": "لا يوجد تفويض لفرض سياسات اليمين المتطرف على الشعب الأمريكي. لن يسمح الديمقراطيون في مجلس النواب بحدوث ذلك." وتختتم نيوزويك بالإشارة إلى أن نجاح جونسون في إدارة هذه التحديات المتعددة سيكون حاسماً في تحديد مصير الأجندة التشريعية للحزب الجمهوري قبل انتخابات التجديد النصفي عام 2026، إذ ان فقدرته على الموازنة بين المطالب المتعارضة داخل حزبه، مع الحفاظ على الأغلبية الهشة، ستحدد إلى حد كبير مستقبل الحزب الجمهوري في المشهد السياسي الأمريكي.