يواجه الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، مقاومة داخلية ملحوظة من حزبه الجمهوري، خاصة فيما يتعلق بتنفيذ أجندة ترامب الخاصة بالتمويل الحكومي والإنفاق. تبرز هذه التحديات في صورة انقسامات داخل الحزب الجمهوري نفسه، ما يثير تساؤلات حول قدرة ترامب على تحقيق أهدافه التشريعية في السنوات الأربعة القادمة، بعد تسليمه السلطة رسميًا في 20 يناير المقبل، حيث إنه وفي تحدٍ واضح لأجندته، رفض العشرات من أعضاء الحزب الجمهوري مطالب ترامب بخصوص حزمة التمويل الحكومي، ما يعكس انقسامات عميقة داخل الحزب، ويثير القلق حول مستقبل أجندة ترامب التشريعية في مواجهة الانقسامات الحزبية الداخلية. اقرأ أيضًا| الولاية الثانية لترامب| أجندة تغير وجه السياسة الأمريكية ما مدى صعوبة فرض أجندة ترامب؟ أسفر الدور المحوري الذي لعبه دونالد ترامب في تعثر صفقة تمويل الحكومة بقرار رفع سقف الدين عن فشل التصويت في مجلس النواب الأمريكي، حيث صوت أكثر من 30 من أعضاء حزبه الجمهوري ضد المشروع الذي أيده ترامب سابقًا، ما يوضح عجز فرض أجندة ترامب على حزبه، ليسلط بذلك الضوء على تحديات القيادة التي يواجهها ترامب حتى داخل صفوف حزبه، وفقًا لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية. تعكس «الانقسامات الأيديولوجية» في الحزب الجمهوري حول قضايا مثل الإنفاق الحكومي القيود التي يواجهها ترامب في تطبيق أجندته، فبينما يسيطر الجمهوريون على الكونجرس الأمريكي، إلا أن «الانقسامات الفكرية» تضع عقبات أمام تحقيق رؤيته الاقتصادية والتشريعية، وهذه التحديات قد تكون مؤشرًا على صعوبة التأثير على تشريعات حيوية في الفترة المقبلة. اقرأ أيضًا| «بوابة أخبار اليوم» تنشر حوار ترامب مع «تايم»: رسائل «فرط صوتية» تحديات أجندة ترامب داخل الكونجرس عقب فوز ترامب في انتخابات أمريكا 2024، وصف انتصاره ب"التفويض الهائل"، إلا أن هناك من يرى أن هذا التفويض ليس كما كان يُفترض به أن يكون خاصة بعد تصريحاته الأخيرة التي أكد ترامب فيها عزمه على العمل وفق أولويات محددة مثل تأمين الحدود وإنهاء التضخم، وهي محاور رئيسية في أجندة ترامب، رغم أنه سيواجه صعوبة في الحصول على دعم كامل من حزبه، إلا أن ترامب يصر على التعاون مع أي طرف يرغب في مساعدته لتحقيق هذه الأهداف الاقتصادية والأمنية، ما يفتح المجال لتحديات وتشريعات صعبة في المستقبل. في ظل عدم القدرة على ارتكاب الأخطاء، بدأ الجمهوريون في الكونجرس الأمريكي، العمل على صياغة أجندة ترامب التي تشمل التخفيضات الضريبية وتمويل الحدود، في وقتٍ يحتاج فيه ترامب إلى إقناع الجميع بالمضي قدما في تنفيذ هذه الأولويات مع ترقب تنصيبه في 20 يناير المقبل، بينما يتعامل الجمهوريون في مجلس الشيوخ بحذر مع أجندة ترامب، حيث تُفضّل الأغلبية المضي قدمًا في تمويل قضية الحدود أولاً، لكن الأغلبيّة الضئيلة في مجلس النواب تشير إلى «صعوبة» تمرير هذه التشريعات. ومن جهة أخرى، فمن خلال تعيينات استراتيجية، نجح ترامب في توجيه الحزب نحو تحقيق أهداف أجندته، حيث اختار شخصيات مؤثرة مثل إليز ستيفانيك الذي عينها ترامب مندوبة الولاياتالمتحدة الدائمة لدى الأممالمتحدة، وكذلك مايكل والتز مستشارا للأمن القومي، بهدف تعزيز النفوذ الجمهوري وسيطرة الحزب داخل الكونجرس الأمريكي لتحقيق الأولويات السياسية داخل الإدارة الأمريكية المرتقبة. وتضمنت محاولات ترامب للتأثير على الكونجرس ضغطًا علنيًا لتمويل الحكومة، حيث كان هدفه الأساسي ضمان أن أي تشريع متعلق بالحكومة يتضمن رفع سقف الديون، «وهو ما يمثل حجر الزاوية في أجندة ترامب»، ما أدى إلى مواجهات مع بعض النواب الجمهوريين الذين لم يتفقوا معه في بعض سياساته، بحسب الصحيفة الأمريكية ذاتها. وعلى الرغم من محاولات ترامب للضغط على الجمهوريين في الكونجرس من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن هذه الضغوط لم تكن كافية لتحقيق تطلعاته التشريعية، حتى مع سيطرته الحالية على الحزب الجمهوري مقارنة بسابقًا خلال فترة رئاسته الأولى، إلا إن محاولة تمرير سياسات مثل رفع سقف الديون أصبحت اختبارًا مبكرًا لنفوذه على الكونجرس الأمريكي. اقرأ أيضًا| عودة سياسات ترامب| كيف يخطط لتنفيذ أكبر عملية ترحيل في تاريخ أمريكا؟ كيف تفرض أجندة ترامب مطالبها؟ بعد فشل ترامب محاولة تعليق سقف الديون بالولاياتالمتحدة قبل توليه المنصب، أعرب الرئيس الأمريكي المنتخب، عن استيائه في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ملمحًا إلى أن الحكومة الحالية هي التي يجب أن تتحمل المسؤولية عن الإغلاق المحتمل، وهذه التصريحات أكدت على أولوية أجندة ترامب في ضمان أن تكون القرارات التشريعية المستقبلية مرتبطة بمصالح الحزب الجمهوري، «دون تقديم تنازلات». فيما تعكس تصريحات عضو مجلش الشيوخ الأمريكي، السيناتور سوزان كولينز والمشرعين الجمهوريين رفضًا واضحًا لضغوط ترامب المباشرة على الكونجرس الأمريكي، يُظهر ذلك كيف أن أجندة ترامب قد تواجه معارضة داخل الحزب الجمهوري، فبالمقارنة مع ولايته الأولى، واجه ترامب العديد من القيود رغم دعم الحزب الجمهوري، حيث فشل في تمرير بعض التشريعات مثل إلغاء "أوباماكير" الخاص بقانون الرعاية الصحي الذي صدر في عهد الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما. في تصريحات أخيرة، أشارت عضوة مجلس الشيوخ الأمريكي، السيناتور سينثيا لوميس، إلى أن دونالد ترامب، لم يظهر حتى الآن الحزم المطلوب لضمان تمرير تشريعاته، الأمر الذي يكشف عن أن أجندة ترامب قد تتطلب من الرئيس الأمريكي المنتخب استعدادًا أكبر لتحمل الضغوط داخل حزبه الجمهوري، وهي خطوة أساسية لتحقيق أهدافه السياسية على المدى الطويل عقب تنصيبه رسميًا في 20 يناير المقبل. اقرأ أيضًا| خطة ترامب| هل تعيد الولاياتالمتحدة تشكيل خريطة الأسواق العالمية؟