تمثل المرأة في قرى محافظة شمال سيناء قوة اقتصادية مؤثرة، بما تقيمه من مشروعات صغيرة مدرة للدخل، تعتمد عليها فى سد احتياج أسرتها، فهي تمتلك القدرة على أن تكون صانعة لكل منتجات الألبان وتربية الماعز والطيور، وكذلك صناعة الملابس والأزياء البدوية، لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وكذلك بيع الفائض منها بالأسواق، بخلاف المساعدة فى النشاط الزراعى وجنى المحصول، بجانب دورها فى بيتها.. إنها باختصار أيقونة الحياة في أرض الفيروز. ◄ عايدة السواركة: مشاركتها فى الميدان أدت لتحقيق نمو اقتصادى ملموس ◄ إحسان غالى: مشغل فى كل مركز بالمحافظة لتعليم السيدات الحرف تقول عايدة السواركة، عضو مجلس النواب عن سيناء: إن مشاركة المرأة البدوية في الميدان أدى لتحقيق نمو اقتصادى ملموس، حيث وفرت الدولة لها فرص عمل متنوعة بداية من مشروعات الصناعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، ومن ملامح التمكين الاقتصادى للمرأة البدوية، أن أنشأت الدولة أسواقًا ومعارض تستوعب ما تنتجه، كما تم عقد مؤتمرات وندوات توعوية ساهمت فى تنمية الوعى الاقتصادى لديها، لتصبح قادرة على مواصلة مسيرة العطاء والتنمية فى المجال الاقتصادي. ◄ التمكين وأثبتت المرأة البدوية نجاحها فى الجانب الاقتصادي، عبر مشاركتها فى شتى القطاعات التنموية والخدمية، من ثم حدث التمكين الاجتماعى المتمثل فى فتح أبواب الوظائف الإدارية أمامها، وكذلك المناصب القيادية؛ لتمارس أدوارها المنوطة به بكفاءة واقتدار، حيث تولت العديد من المناصب القيادية فى مختلف المصالح الحكومية. وتؤكد السواركة أن ما قدمته الدولة من خدمات تعليمية وصحية ساعد كثيرًا فى أن تنهض المرأة بنفسها وأسرتها وتعيش فى ظروف مواتية، تساعد فى تحقيق التنمية المستدامة بكافة القطاعات. وساعد تمكين المرأة السيناوية سياسيًا فى حصولها على حقها لتشغل مقاعد برلمانية متنوعة، وتشارك فى تنظيمات الأحزاب، وتصبح فاعلة فى خدمة المجتمع المدني؛ لمقدرتها على العطاء وتحمل العمل تحت ضغوط الحياة المتنوعة؛ ولتحقق ذاتها وتصل لهدفها السامى بتفعيل دورها فى التنمية ونيل حقوقها كاملة ومتساوية مع الرجل. وفيما تقول سهام عزالدين جبريل، عضو الأمانة العامة ورئيس لجنة المحافظات والمشرف العام على محافظات القناة وسيناء بالمجلس القومى للمرأة، إن المرأة السيناوية لم تغب عن أجندة عمل المجلس القومى للمرأة، فقد أولى المجلس اهتمامًا خاصا للعمل على تنمية الأسرة والنهوض بأوضاع المرأة، وعمل على تمكينها اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا، وأطلق العديد من المبادرات والحملات لصالح المرأة والأسرة فى سيناء، فى إطار خطة الدولة لتنمية سيناء، حيث وضعت اللجنة مبادرة لدعم المرأة السيناوية كمحور أساسى للسلام الاجتماعى والتنمية المستدامة. ◄ حرف خاصة وتشير إلى أن المرأة السيناوية شاركت بشكل قوى فى التخطيط الإقليمى لتنمية سيناء، علاوة على المساعدة فى وضع مخطط تنفيذى زمنى لمزيد من التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية للمرأة والتنمية المجتمعية لمحافظة شمال سيناء، وتنظيم لقاءات ميدانية مع السيدات من خلال (برنامج طرق الأبواب) وحصر احتياجاتهم الأساسية لدعم ومساندة هذه الفئة، وتوفير فرص العمل والتشغيل لأبنائها. وتوضح الدكتورة سهام جبريل، أن السيدات لهن حرف خاصة مثل التطريز، وتجفيف الأعشاب والنباتات الطبية والنادرة، وتجفيف الفواكه السيناوية كالتين والمشمش، وتربية النحل على زهور النباتات الجبلية والبرية، وكلها حرف أصلية يتم تصنيعها يدويًا. وتشير إلى أن الحرف اليدوية تحتاج للحماية من خلال الأجهزة المعنية بالحفاظ على التراث، وذلك برعاية أصحاب الحرف مع الاهتمام بمدارس التعليم الفنى التى تقوم بتدريس كيفية تصميم وإنتاج المشغولات اليدوية، كما يجب الاهتمام بالكليات التى تخرّج جيلا جديدا من هؤلاء الصناع المهرة مثل كليات الاقتصاد المنزلى والفنون الجميلة للحفاظ على التراث. ◄ مكاسب كبيرة وتقول إحسان داود غالي، مقررة المجلس القومى للمرأة بشمال سيناء، إن المرأة السيناوية حصلت على مكاسب كبيرة لم تحصل عليها من قبل، فكان دعم الرئيس عبدالفتاح السيسى للمرأة ومساندتها بالمشاركة فى العمل الشعبى والعام، واعتبار أن تمكينها هو أحد الاستراتيجيات الهامة لبناء مصر الحديثة. وتشير إلى إقامة مشغل فى كل مركز بالمحافظة لتعليم وتدريب السيدات والفتيات على مختلف المهن والحرف لزيادة دخل الأسرة ورفع مستواها، حيث أصبحت المرأة قوة إنتاجية اقتصادية تضيف لمجتمعها وبلدها كل الخير والنماء. ◄ الأسر المنتجة تقول المهندسة صابحة إبراهيم، رئيس جمعية بنت البادية ببئر العبد، عضو مجلس الشعب الأسبق، إن المرأة السيناوية تشارك فى التنمية بالعمل فى مختلف المجالات الزراعية والتجارية وتربية الثروة الحيوانية «أغنام وماعز»، بجانب المشغولات اليدوية، وهى تحاول من خلالها الحفاظ على التراث السيناوي، وتحقق دخلًا لأسرتها لرفع المستوى الاقتصادى لها وإثبات وجودها كشريك فاعل فى المجتمع، حيث يتم تشجيع الأسر المنتجة لتوفير مصدر دخل ثابت لها من خلال إنتاج مشغولات بيئية متنوعة، وإتاحة فرص عمل للسيدات بالمنازل فى القرى، لاستغلال مهارتهن فى الإنتاج الحرفى البيئى الذى يحظى بإقبال كبير فى معارض تسويق هذه المنتجات. وتم استيعاب العديد من السيدات للعمل فى مشروعات خدمة المجتمع وأخرى تنموية لتمكين المرأة اقتصاديا. وتشير إلى أنه تم تنفيذ ورش عمل لتدريبهن على المشغولات اليدوية لإنتاج مفردات التراث السيناوى وفق الأذواق المتعددة وتسويقه عبر المعارض الخارجية، وبرامج تدريبية أخرى لأعمال الخياطة والرسم والتطريز والحرف التراثية والبيئية. كما تم إقامة فصول لمحو الأمية وحصلت 47 سيدة وفتاة على مؤهلات متوسطة عقب حصولهن على شهادة محو الأمية ومواصلة مراحل التعليم المختلفة. كما تقدم الجمعيات الأهلية الدعم الفنى للمرأة حال رغبتها فى إقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر كبطاريات الدواجن والأرانب وتربية الأغنام وزراعة الأعشاب الطبية وزراعة التمور. أما منى جمعة، مديرة جمعية الأسر المنتجة بشمال سيناء، فتشير إلى دور الأسر المنتجة ومراكز التدريب بها فى إعداد الفتيات والسيدات الراغبات فى إنتاج الثوب السيناوي، وتمويل المشروعات الإنتاجية فى الجمعيات، لذا تقدِّم الجمعية فرص التدريب وتوفر الخامات وأيضًا عملية تسويق المنتجات، بحيث يكون عوائدها لهذه الأسر المنتجة، حيث تشارك فى الإنتاج نحو 23 أسرة. كما تضم معارض الأسر المنتجة أيضا مفروشات منزلية كالبراقع البديلة للستائر والوسائد والأبسطة. ◄ الكليم البدوي من جانبه، قال الشيخ عرفات خضر سالمان، رئيس جمعية الجورة بالشيخ زويد، إنه تم تنفيذ العديد من الدورات التدريبية للسيدات على صناعة الكليم الطبيعى بمناطق (مركز بئر العبد الأم، تجمع أبوشلة بقرية النجاح، وتجمع أغزيوان بمركز بئر العبد) استفاد منها مئات من أسر الشيخ زويد ورفح. وتم التركيز على المنتج السيناوي، ونجحت الجمعية فى تشغيل مئات السيدات فى إنتاج المشغولات البيئية. وتشمل المنتجات اليدوية الأنوال المطرزة والسجاد اليدوى المصنوع من الصوف السيناوى الأصلى والصوف العادي، والثوب البدوى السيناوى المطرز بمشتملاته (الثوب والقنعة والبرقع والحزام)، والشيلان والحقائب وأكسسوارات الزى السيناوي. وتقول سوسن حجاب، رئيس جمعية متحف التراث السيناوي، عضو مجلس الشعب الأسبق، إنه سبق عمل دراسة للسوق فى بعض المناطق التى تهوى هذا التراث والأهم هو الحفاظ على الشغل اليدوي، حيث تعد الأزياء الشعبية والحلى لونًا من ألوان الثقافة الشعبية والتراث الشعبى خاصة أن مشاركة المحافظة بالمعارض تهدف إلى التعريف بمنتجات سيناء والعمل على تسويقها. وتوضح أن الجمعية لديها نحو 700 سيدة بدوية من 9 قرى، يعملن بمجال تطريز الملابس من داخل بيوتهن، حيث يتم متابعة العمل من خلال تعيين مشرفة لكل قرية لزيارة المنازل، وتوزيع الأقمشة على السيدات، ويتم طرح الإنتاج للبيع فى محلات كبرى بالقاهرة والأقصر وأسوان بالمناطق التى يرتادها السائحون. ◄ المجتمع المدني من جانبها، تؤكد أمانى فهمى غريب، مدير جمعية الفيروز بالعريش، أن المجتمع المدنى فطن للإمكانيات التى تمتلكها المرأة السيناوية، لذا سعت الجمعيات الأهلية بشمال سيناء لتنفيذ برامج تدريبية للمرأة فى مجالات المشغولات البيئية والحرف التراثية، وإقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر مدرة للدخل، لافتة إلى أن هناك 20 ألف سيدة وفتاة من سيناء يعملن بالحرف اليدوية، ولهن منتجات قادرة على المنافسة بالأسواق العالمية. وتوضح أن المشكلة الأساسية التى تواجه الحرف اليدوية والتطريز بسيناء هى عدم توافر الخامات التى تتيح إمكانية التواصل فى إنتاج المشغولات اليدوية التى تناسب الأذواق الأوروبية. فيما يقول على غيط، مدير عام التضامن الاجتماعي، إن المحافظة تبنت مشروع صناعة الكليم والسجاد، حيث يتم تعليم كوادر من المحافظة كنواة للمشروع ليصبحوا مدربين لصناعة السجاد اليدوى لتوطين هذه الصناعة بالمحافظة، وتدريب المرأة المعيلة على حرفة تساعد على تمكينها اقتصاديًا. ◄ نماذج ناجحة وتقول ميرفت صالح، رئيس جمعية أهلية، إن صناعة الملابس البدوية أصبحت مصدر رزق لآلاف السيدات البدويات، حيث يقمن بصناعة المشغولات التراثية داخل المنازل، تحت إشراف جمعيات أهلية تعمل على زيادة دخل المرأة البدوية وتحافظ على التراث السيناوي.. وقالت أم زياد من جمعية الفواخرية (متدربة من العريش)، إنها تعلمت فن التطريز والخياطة، عن طريق جمعية الفيروز، كما تعلمت الرسم على الباترون، حتى أقامت مشروعًا صغيرًا مستقلًا، وطموحها أن يصبح لديها مصنع ملابس، يصل إنتاجه لكل دول العالم. وتقول هناء عبادى من الشيخ زويد، إن المنتج السيناوى له طبيعة خاصة ترتبط بالبيئة، وهو ما يطلق عليه التطريز اليدوى السيناوي، حيث إن قريتها «أبو طويلة» تشتهر بصناعة الثوب السيناوى القديم، والكليم، والشال، والجلابية، والمفروشات، والأكسسوارات بالخرز والقلادة السيناوية والأحزمة والأحذية والشنط. أما آلاء مصطفى، فهى فتاة من العريش تجيد فن التطريز والخياطة بعد حصولها على برنامج تدريبى فى مجال الخياطة والتطريز، تمكنت من عمل مشروع صغير مستقل وطموحها أن يكون لديها مصنع ملابس.