استأثر الله تعالى بعلم الغيب؛ فلا يملك ملك مقرب ولا نبى مرسل ولا أى أحد من الخلق مهما علا قدره معرفة أحداث المستقبل قال تعالى: «قل لا يعلم من فى السموات والأرض الغيب إلا الله»، ومع نهاية كل عام ميلادي يبحث بعض الناس عن معرفة الغيب والأقدار فى العام الجديد من خلال ما يسمى بعلم النجوم والأبراج والحظ والطالع، رغم حرص النبى حرصا شديدا على تعليم أمته العقيدة الصحيحة بأن الله هو وحده عالم الغيب والشهادة وأن هذه من أفعال الجاهلية الأولى. يوضح د. أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر المفاهيم الخاطئة لدى الناس عن مفهوم الغيب وحكم من يلجأ إلى هذه الوسائل لمعرفة المستقبل وحكم من يمارس هذه المهن؟ يقول: إن ما يسمى بعلم النجوم والحظ والطالع من أعمال الجاهلية، التى جاء الإسلام وأبطلها وبين أنها من الشرك بالله؛ لما فيها من التعلق بغير الله تعالى واعتقاد الضر والنفع فى غيره وتصديق العرافين والكهنة، الذين يدعون علم الغيب ويغيرون عقائدهم، وفى كل عام ميلادى مع نهايته واقتراب عام جديد تظهر لنا بعض القنوات والصحف العرافين ليكشفوا للناس حسب ادعائهم أخبار وأحوال الدول والشخصيات البارزة، مما يثير الشوق والإثارة وإلهاءهم عن الدين والعمل الجاد وصرف الأموال فيما لا فائدة منه. ◄ اقرأ أيضًا | «دجال كرموز».. باع الوهم لضحاياه للاستيلاء على أموالهم ويضيف أن منهم من يدعى معرفة الغيب بالتنجيم أى علم النجوم؛ والنظر إلى النجوم على قسمين لكل قسم حكمه فهما: قسم حسابى وقسم استدلالي؛ فالحسابى يقصد به تحديد أوائل الشهور وأواخرها، ولا خلاف بين الفقهاء فى جواز ممارسة التنجيم بهذا المعنى وتعلم ما يعرف بأوقات الصلاة والقبلة واستدلوا بقوله تعالى: «والشمس والقمر بحسبان»، وقوله تعالى: «أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر»؛ أما ادعاء أن النجوم لها تأثير على حوادث الأيام هو حرام شرعا ودليل التحريم قول النبى : «من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد»، وقوله : «من صدق كاهنا أو عرافا أو منجما فقد كفر بما أنزل على محمد»؛ لأن هذا يتنافى مع سلامة العقيدة؛فالأمور تجرى بمقادير الله قال تعالى: «وكان أمر الله قدرا مقدورا» وقوله : «كان ذلك فى الكتاب مسطورا»، وقوله: «وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم». ويؤكد أن السحر منهى عنه ونهى تعلمه وممارسته لأنها شعوذة محرمة لمخالفتها الشريعة الإسلامية.. وأيضا الصور والأشكال الجديدة التى دخلت إلى حياة الناس مثل حروف أبجد هوز، حيث يؤلفون من الحروف جملا تخرج بخرافات عجيبة وأيضا ضرب الرمل وقراءة الكف والفنجان وأبراج الحظ والبخت.. ويحذر كريمة من متابعة هذه الأفعال وتصديقها والتأكد أن الغيب بيد الله.