قال الله تعالى: "قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ" صدق الله العظيم"، فعلم النجوم، والحظ، والطالع، تعتبر من الأعمال التي سادت في العصر الجاهلي قبل أن يأتي الإسلام. وجاء الإسلام لكي يبطل مثل هذه الأعمال الغير مستحبة، ولكي يوضح لنا جميعاً أنها تعتبر من الشرك بالمولى عزوجل والسبب الرئيسي في ذلك هو أنه يوجد بها تعلق بغير المولى سبحانه وتعالى. وأكد ذلك بهذا الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه: من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك ،ومن تعلق شيئا وكل إليه صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي حديث آخر قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد" صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم. وتدعونا العلوم هذه إلى أن نصدق الكهنة و السحرة، وكل من يدعون بأنهم يعلمون الغيب وذلك لا يجوز لأن الغيب لا يعلمه سوى المولى عز وجل وبالطبع إلزام هذه العادات تفتح الباب أمامهم الكهنة والسحرة لكي يقوموا بأبتزاز بعض الناس ومن خطورة التعلق بما يقوله العرافين أو الكهنة أنها تحرم الإنسان من عون المولى سبحانه وقال الشيخ عطية صقر رحمه الله من كبار علماء الأزهر عن هذه الأبراج وما ينشر فيها: "حذر النبي صلى الله عليه وسلم من التصديق والتشجيع لهذه الوسائل الكاذبة لمعرفة المستقبل". جاء في كلام اللجنة العلمية للإفتاء في السعودية: (أبراج الحظ) يحرم نشرها والنظر فيها وترويجها بين الناس، ولا يجوز تصديقهم، بل هو من شعب الكفر والقدح في التوحيد، والواجب الحذر من ذلك، والتواصي بتركه، والاعتماد على الله سبحانه وتعالى، والتوكل عليه في كل الأمور. وفى الحديث الذي رواه مسلم: من أتى عرافًا فسأله عن شيء فصدقه لم تُقبل له صلاة أربعين يوما، والعراف كما قال البغوي: هو الذي يدَّعي معرفة الأمور بمقدمات وأسباب يستدل بها على مواقعها، وقيل: هو الكاهن الذي يخبر عن بعض المضمرات فيصيب بعضها ويخطئ أكثرها ويزعم أن الجن تخبره بذلك. وقد جاء في الكاهن حديث: من أتى كاهنا فصدقه بما قال فقد كفر بما أُنزل على محمد. رواه البزار بإسناد جيد قوي. والذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم هو حصر علم الغيب في الله تعالى. وما ينشر في الصحف من الطوالع وحظوظ أصحابها يطلق عليه اسم التنجيم، وجاء فيه حديث أبى داود وابن ماجه وغيرهما: من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر، زاد ما زاد. قال الحافظ: والمنهي عنه من علم النجوم ما يدعيه أهلها من معرفة الحوادث الآتية في مستقبل الزمن كمجيء المطر وهبوب الريح وتغير الأسعار ونحو ذلك، ويزعمون أنهم يدركون ذلك بسير الكواكب واقترانها وافتراقها وظهورها في بعض الأزمان، وهذا علم استأثر الله به، لا يعلمه أحد غيره، فأما ما يدرك من طريق المشاهدة من علم النجوم والذي يعرف به الزوال وجهة القبلة وكم مضى من الليل والنهار وكم بقى فإنه غير داخل في النهى. قال العلماء: من صدَّق هذه الطوالع واعتقد أنها تضر وتنفع بدون إذن الله، أو أن غير الله يعلم الغيب فهو كافر. ومن آمن بأنها ظنية ولم يعتقد أنها تضر وتنفع فهو مؤمن عاص ينقص ذلك من حسناته، وفي ذلك يقول الحديث الذي رواه الطبراني: من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد برئ مما أُنزل على محمد، ومن أتاه غير مصدق له لم تُقبل له صلاه أربعين ليلة. والمداومة على قراءه هذه الطوالع قد تجر إلى أنها اطلاع حقيقي على الغيب الخاص بالله تعالى، وهو حرام، والله سبحانه وتعالى أعلم.