* يسأل محمود نور الدين ببولاق الدكرور: ما تفسير هذا الحديث القدسي عن الله عز وجل "وعزتي وجلالي لا أخرج عبداً من دنيا وأريد أن أرحمه حتي أوفيه بكل خطيئة كان عملها سقماً في جسده. أو مصيبة في أهله وولده. أو ضيقاني معيشته. أو اكثاراً في رزقه حتي أبلغ منه مثاقيل الذرة. فإن بقي عليه شيء شددت عليه الموت حتي يلقاني كيوم ولدته أمه". ** يجيب الشيخ جميل عبدالحليم من كبار مفتشي أوقاف الجيزة: ولقد وردت أحاديث قوية وأخري ضعيفة تدل علي أن الصبر علي المصائب يكفر الذنوب ومنها: 1" "إذا أخذت كريمتي عبدي عينيه فصبر واحتسب لم أر له ثواباً دون الجنة" رواه البخاري. 2" إذا ابتليت عبداً من عبادي مؤمناً فحمدني وصبر علي ما ابتليته فإنه يقوم من مضجعه ذلك كيوم ولدته أمه من الخطايا رواه أحمد.. وهو حديث صحيح. 3" إذا وجهت إلي عبد من عبادي مصيبة في بدنه. أو ماله. أو ولده. ثم استقبل ذلك بصبر جميل استحييت منه يوم القيامة أن أنصب له ميزاناً أو أنشر له ديواناً. رواه الديلمي والحكيم والترمذي. فإذا كان الحديث المذكور في السؤال فهو يدعو كما دعت الأحاديث المذكورة إلي الصبر علي المصائب فهو مكفر للذنوب.. سواء كانت هذه المصائب في النفس. أو المال. أو الولد وذلك مصداقاً لقول الله سبحانه وتعالي "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين.. الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راحعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون. * يسأل: اللواء السعيد محمد ما حكم الدين فيما ينشر عن أبراج المواليد وتوقعات الأحداث لهم؟ ** يجيب الشيخ أحمد صلاح عبدالمعز إمام وخطيب مسجد الظواهري بمدينة نصر: هذه التوقعات ظنون تختلف كثيراً. والله وحده له العلم الشامل الكامل والصادق الدقيق. كما قال سبحانه " وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير" .. وقد حذر النبي "صلي الله عليه وسلم" من التصديق والتشجيع لهذه الوسائل الكاذبة لمعرفة المستقبل. وفي الحديث الذي رواه مسلم "من أتي عرافاً فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوماً" والعراف كما قال البغوي: هو الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات وأسباب يستدل بها علي مواقعها. وقيل: هو الكاهن الذي يخبر عن بعض المضمرات فيصيب بعضها ويخطئ أكثرها ويزعم أن الجن تخبره بذلك. وقد جاء في الكاهن حديث" من أتي كاهناً فصدقه بما قال فقد كفر بما أنزل علي محمد". والذي أنزل علي محمد "صلي الله عليه وسلم" هو حصر علم الغيب في الله تعالي. وما ينشر في الصحف من الطوالع وحظوظ أصحابها يطلق عليه اسم التنجيم. وجاء في حديث أبي داود وابن ماجه وغيرهما "من اقتبس علماً من النجوم اقتبس شعبة من السحر. زاد ما زاد" قال الحافظ: والمنهي عنه من علم النجوم ما يدعيه أهلها من معرفة الحوادث الآتية في مستقبل الزمن كمجيء المطر وهبوب الريح وتغير الأسعار ونحو ذلك. ويزعمون أنهم يدركون ذلك بسير الكواكب واقترانها وافتراقها وظهورها في بعض الأزمان. وهذا علم استأثر الله به. لا يعلمه أحد غيره. فأما ما يدرك من طريق المشاهدة من علم النجوم والذي يعرف به الزوال وجهة القبلة وكم مضي من الليل والنهار وكم بقي فإنه غير داخل في النهي. قال العلماء: من صدق هذه الطوالع واعتقد أنها تضر وتنفع بدون اذن الله. أو أن غير الله يعلم الغيب فهو كافر. ومن أمن بأنها ظنية ولم يعتقد أنها تضر وتنفع فهو مؤمن عاص ينقص ذلك من حسناته. وفي ذلك يقول الحديث الذي رواه الطبراني "من أتي كاهناً فصدقه بما يقول فقد برئ مما أنزل علي محمد. ومن أتاه غير مصدق له لم تقبل منه صلاة أربعين ليلة" والمداومة علي قراءة هذه الطوالع قد تجر إلي أنها اطلاع حقيقي علي الغيب الخاص بالله تعالي. وهو حرام.