الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: من اخطر الأعمال التي تقدح بالعقيدة ما يفعله الجهلة الذين يصدقون أو يقرؤون أبراج الحظ المنشورة في جرائدنا اليومية مع الأسف الشديد. فقد قال الله تبارك وتعالى: *قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله*، وجاء في صحيح مسلم "باب تحريم الكهانة" عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن الرسول قال: (من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما). وجاء عن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد) [رواه أبو داود]. فتأمل أخي الكريم فمجرد قراءة وسؤال العراف جريمة عظيمة لا تقبل للسائل أو قارئ الأبراج على سبيل الإطلاع والتسلية الصلاة أربعين يوما. فما بالك أخي الكريم لو صاحب ذلك تصديق بما يقول الكاهن والعراف يكون الحكم (فقد كفر بما انزل على محمد) ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهذا كله أخي القارئ مما يقطع الطريقة على سلامة عقيدة وتوحيد المسلمين، فان نشر الأبراج بين الناس وجعل كل إنسان له برج معين يتبع شهره الذي ولد فيه يخبره ما سيحصل له في المستقبل حرام لا يجوز لان الغيب لا يعلمه إلا الله، فعلى كل من تلوثت يداه أو عيناه بكتابة أو قراءة هذه الأبراج والترهات التوبة والرجوع إلا الله وتصحيح عقيدته التي من أصولها أن الغيب لا يعلمه إلا الله فهو المعطي والمانع وهو النافع الضار قال تعالى: *أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ* [النمل- 62]. فتوى العلامة بن باز (رحمه الله) في الأبراج يقول رحمه الله في المجلد الثاني صفحة 123 من مجموع الفتاوى في رده على سؤال حول الأبراج الجواب ما يسمى بعلم النجوم والأبراج والحظ والطالع من أعمال الجاهلية التي جاء الإسلام بإبطالها وبيان أنها من الشرك لما فيها من التعلق بغير الله تعالى واعتقاد الضر والنفع من غيره وتصديق العرافين والكهنة الذين يدعون علم الغيب زورا وبهتانا ليبتزوا أموال الناس ويغيروا عقائدهم والدليل على ذلك ما رواه أبو داود في سننه بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد)، ما رواه البزار بإسناد جيد عن عمران بن حصين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: (ليس منا من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر أو سحر له) ومن ادعى معرفة علم شيء من المغيبات فهو إما داخل في اسم الكاهن أو مشارك له في المعنى لان الله تعالى استأثر بعلم الغيب فقال عز وجل: *قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله* ونصيحتي لكل من يتعلق بهذه الأمور أن يتوب إلى الله تعالى ويستغفره سبحانه وان يعتمد على الله وحده ويتوكل عليه في كل الأمور مع أخذه بالأسباب الشرعية والحسية المباحة وان يدع هذه الأمور الجاهلية ويبتعد عنها ويحذر سؤال أهلها أو تصديقهم طاعة لله ورسوله وحفاظا على دينه وعقيدته. انتهى كلامه رحمه الله.