دمشق: وكالات الانباء شهدت مدينة حماة ومحيطها وسط سوريا، صباح امس، معارك عنيفة بين قوات الجيش والفصائل المسلحة، وسط مشاركة مكثفة للطيران الحربى الروسى والمروحيات السورية. أعلن الجيش السورى الانسحاب من قلب مدينة حماة وإعادة الانتشار فى محيطها وسط معارك مع حشود كبيرة من الجماعات المسلحة وعلى عدة محاور. وقال الجيش فى بيان رسمى «خلال الساعات الماضية ومع اشتداد المواجهات بين جنودنا والمجموعات الإرهابية، تمكنت تلك المجموعات من اختراق محاور عدة فى المدينة ودخولها». وأشار البيان إلى أن القوات السورية قامت ب«إعادة الانتشار والتموضع خارج المدينة» حفاظاً على أرواح المدنيين. وتتصدّى قوات الجيش السورى «بشراسة» لهجوم الفصائل المسلحة باتجاه مدينة حماة، رابع كبرى مدن البلاد، وفق ما أفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان، على وقع اشتباكات عنيفة بين الطرفين يتخللها غارات وقصف صاروخى ومدفعي. وأعلن التلفزيون السورى امس استهداف الفصائل المسلحة الأحياء السكنية فى مدينة حماة غربى البلاد بقذائف الهاون والمسيّرات مما أسفر عن أضرار مادية فى الممتلكات وخلق حالة من الذعر بين المدنيين. ودفعت «هيئة تحرير الشام» بوحدتها الانتحارية المعروفة باسم «العصائب الحمراء» فى محاولة لحسم المعركة والسيطرة على المدينة، وفق ما أفاد به المرصد السورى لحقوق الإنسان. وأعلن قائد هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، دخول الفصائل المسلحة إلى حماة فى وسط سوريا، متوجها إلى أهالى حمص ودرعا ودير الزور بالقول «جهزوا أنفسكم». كما حث الجولانى رئيس الوزراء العراقى على عدم السماح للحشد الشعبى الموالى لإيران بالتدخل فى سوريا، وأشار إلى أن ما يجرى فى سوريا لن يمتد للعراق. كما أعلنت الفصائل المسلحة عن دخولها إلى سجن حماة المركزي، وإطلاق سراح مئات السجناء. وأفاد المرصد السورى بوجود «معارك طاحنة بين الفصائل وقوات الجيش السوري، تركّزت فى منطقة جبل زين العابدين الإستراتيجية، على بعد نحو خمسة كيلومترات شمال مدينة حماة، وتزامنت مع غارات سورية وروسية كثيفة وقصف بصواريخ بعيدة المدى». وقال مدير المرصد إن «قوات الجيش تتصدى بشراسة لهجمات الفصائل، وتستميت فى الدفاع عن مدينة حماة، وتمكنت ليلاً من شلّ هجمات الفصائل التى كانت طوقت المدينة من ثلاث جهات وتقدمت إلى أطرافها الشمالية». اقرأ أيضًا| «خناقة كبيرة».. تفاصيل المشاجرة بين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي بسبب غزة وصباح امس، نقلت الوكالة السورية للأنباء (سانا) عن مصدر عسكرى قوله إن «قواتنا العاملة فى ريف حماة تخوض معارك عنيفة فى مواجهة التنظيمات الارهابية المسلحة وتكبدها خسائر فادحة فى الأرواح والعتاد». وأضافت «ويقوم الطيران السورى الروسى المشترك وقوات المدفعية والصواريخ باستهداف تجمعات الإرهابيين وأرتالهم فى أماكن وجودهم ومحاور تحركهم، مما أسفر عن تحقيق إصابات مباشرة فى صفوفهم ومقتل وجرح العشرات منهم وتدمير الكثير من عتادهم وآلياتهم». ونقلت وسائل إعلام سورية عن مصادر من الجيش، أن جميع النقاط فى محيط مدينة حماة صامدة. وحماة التى تتوسط سوريا، تكتسب أهمية عسكرية كونها تضم مقار عسكرية وأمنية حساسة منها مطار حماة العسكري، ورحبات عسكرية، ومستودعات أسلحة، وألوية للجيش ومدارس، مثل «مدرسة المجنزرات»، عدا فرع الأمن العسكري، وغيرها. وسط هذه التطورات، يعانى المدنيون فى المناطق المحيطة من أوضاع صعبة، مع تصاعد المخاوف من نزوح واسع النطاق بسبب كثافة المعارك والقصف المتبادل. وأكدت مصادر محلية أن الحركة داخل المدينة محدودة، مع تزايد القلق بشأن تأمين المواد الأساسية.