فى أوبريت الحلم العربى، نردد خلف مطربيه منذ عام 1996 بكل حماس: « الحلم ما هو مستحيل مادام تحقيقه مباح .. والليل لو صار طويل أكيد من بعده صباح»، لكن هل عملنا من أجل أن يأتى هذا الصباح؟، للأسف لا. فكما لا يزال حلم وحدة المواقف العربية بعيدا بعد مرور 28 عاما على إنتاج هذا الأوبريت، لا يزال كثيراً من أحلامنا فى مجال البحث العلمى بعيدا عن التحقيق، رغم أن تحويلها لواقع لا يحتاج أكثر من توافر الإرادة لتحقيق ذلك. والحلم الأهم والأكبر، الذى راود كثيراً من المؤسسات البحثية بعد فوز د.أحمد زويل بجائزة نوبل فى الكيمياء عام 1999 ، هو لماذا لا يكون لدينا أكثر من عالم عربى يحصل على الجائزة، واتفق الجميع حينها على أن البداية تأتى من رفع سقف الإنفاق على البحث العلمى، فماذا تحقق بعد 25 عاما من حصول زويل على الجائزة؟ . لا شك أن هناك زيادة حدثت فى الإنفاق، لكنها ليست بالقدر الذى يحقق هذا الحلم، وما زلنا أبعد بكثير عن تحقيقه، فى الوقت الذى كانت فيه دول أخرى على نفس قدر إنفاقنا البحثى، لكنها تسير الآن على الطريق الصحيح للوصول لمستوى الإنفاق الأمريكى، وفى مقدمتها التنين الصينى. ووفق مقال نشرته «نيتشر»، فإنه فى آخر خمس سنوات، فازت أمريكا بعدد من جوائز نوبل فى العلوم أكثر من بقية دول العالم مجتمعة، وذلك لأنها تنفق على البحث العلمى أكثر من أى دولة أخرى، حيث سيصل إنفاقها مع نهاية عام 2024 إلى تريليون دولار، لكن التقرير يتوقع أنه بحلول عام 2030، ستتساوى الصين مع أمريكا، وذلك بعد أن زاد إنفاقها على البحث والتطوير ووصل إلى حوالى 812 مليار دولار. وتسعى الصين الحائزة على أربع جوائز نوبل فى العلوم إلى مزاحمة أمريكا، صاحبة النصيب الأكبر فى الجوائز، لذلك رفعت من إنفاقها الذى كان محدوداً فى الغاية ببداية الألفينات ليفوق الآن دول الاتحاد الأوروبى ويقترب من أمريكا، أى أنها استطاعت تغيير المشهد خلال 20 سنة فقط. والرسالة الواضحة من هذا التقرير، هو أن « الحلم ما هو مستحيل، طالما توجد إرادة حقيقية للتغيير».