جريمة قتل بشعة بكل المقاييس، بطلها أب تجرد من مشاعر الأبوة، وتحول لشيطان لا يعرف سوى القتل والدم؛ أقام حفل تعذيب على جسد طفلته الصغيرة حتى ماتت بين يديه.. ساعات متواصلة وهو يعتدي عليها بالضرب والحرق أمام أعين أشقائها الصغار؛ فأي ذنب اقترفته تلك الصغيرة حتى تكون هذه هي نهاية حياتها.. تفاصيل مأساوية ومثيرة عن تلك القصة.. واعترافات الأب القاتل أمام النيابة وشهادة الأشقاء الصغار وتفسير أسرة الطفلة الهذه الجريمة في السطور التالية.. وإلى التفاصيل. قبل 16 عاما من الآن وقبل أن تأتي بطلة قصتنا لهذه الدنيا، بدأت الحكاية في قرية سندبيس التابعة لمركز القناطر الخيرية، بمحافظة القليوبية، حينما تعرف فكري على هدى ونشأت بينهما قصة حب، قررا بعدها الزواج، بعدما شعرت أنه الفارس الذي طالما حلمت به، وظنت أنه سيكون سندها في الحياة.. وخلال حفل زفاف عائلي كبير تزوج الاثنان وعاشا سويا داخل شقة بالقرية، أيام من السعادة والحب عاشها فكري وهدى حتى رزقهما الله بأول طفلة، ثم بعدها بثلاثة أعوام رزقهما الله بريتاج بطلة قصتنا، ومنذ خمس سنوات رزقهما الله بطفل ثالث. لعنة المخدرات حياتهما كانت طبيعية وهادئة، وفي لحظة تبدل الحال وتغير كل شيء، عندما عرفت المخدرات طريقها للزوج، سلك هذا الطريق وانجرف فيه، فتبدلت أحواله، أصبح جالسا في البيت بلا عمل، يعتدي عليهم بالضرب، تبدلت مشاعره من الحنان للقسوة، ومن الهدوء للصخب، وجدت هدى نفسها أمام رجل غريب، يشرب الخمر والمخدرات داخل شقته، قررت أن تتحدث معه بهدوء، تصبر نفسها بأن ما وجدته عليه هو أمر مؤقت وسيعود لطبيعته، لكن صبرها طال، الأيام تمر وكأنها سنوات، تحولت حياتها إلى جحيم لا يطاق، وعندما واجهته انتهت المواجهة بتلقينها علقة ساخنة، لم يكن أمام الزوجة المكلومة سوى الصبر من أجل أطفالها؛ فبدأت تخرج للعمل لكي تنفق على البيت وعلى الأطفال الصغار، تحملت كثيرا وصبرت، ورغم ذلك تزوج عليها من سيدة أخرى وأنجب منها طفلة، إلى أن أصبحت هدى غير قادرة على تحمل الحياة معه، خاصة بعدما كان دائم التعدي عليها بالضرب المبرح، وانفصلت عنه بقرار من المحكمة، ورغم حصولها على حكم بحضانة أولادها إلا أنها لم تتمكن من تنفيذ الحكم، بسبب هروب الأب بهم وإخفاء أولاده دائما عن أعينها، ولم تعرف أنها تركتهم في يد ذئب بشري وليس أبًا. فكري الذي لا يستحق لقب أب، فمهما فعلت ابنته الصغيرة لا تستحق منه أبدا أن يقيم على جسدها النحيف حفل تعذيب، فقبل الواقعة بشهر اعتدى عليها بالضرب وكسر عظامها واحتجزت داخل معهد ناصر، وقتها قال إنه كان يؤدبها، مرت الأيام وتعافت الصغيرة لكنها لم تدم عافيتها طويلا، فأقام على جسدها للمرة الثانية حفل تعذيب لساعات متواصلة انتهت بجريمة قتل، ولقيت المسكينة مصرعها. بلاغ تلقى اللواء عبدالفتاح القصاص مدير أمن القليوبية، إخطارًا من اللواء محمد السيد مدير الإدارة العامة لمباحث القليوبية يفيد بتلقي مركز شرطة القناطر الخيرية بلاغا بقيام سائق بقتل نجلته. انتقلت قوة أمنية من مباحث مركز شرطة القناطر الخيرية وتبين أن وراء الواقعة والد المجني عليها، سائق مركبة توك توك؛ حيث تعدى عليها بالضرب بعصا خشبية وعقب تقنين الإجراءات ضبط المتهم بمواجهته اعترف بقتل المجني عليها وتحرر محضر بالواقعة. وأمام النيابة وقف الأب يبرر جريمته وسبب ارتكابها، عندما قال:»إنها سرقت وكان يؤدبها ولم يقصد قتلها»! تواصلنا مع أحمد خال الطفلة الضحية؛ ليحكي لنا تفاصيل الواقعة، فقال: «حسبي الله ونعم الوكيل، استحالة يكون أب، مهما فعلت ابنته لا تستحق أبدا أن يقتلها بهذه البشاعة، فأنا شاهدت جثتها بعدما تلقيت اتصالا هاتفيا يخبرني أن ريتاج ماتت، عندما ذهبت للمشرحة وجدت جسدها مشوها تماما، كدمات وإصابات وحرق، مشهد صعب لا يمكن أن يمحيه الزمن من ذاكرتي». سألناه: الأب اعترف بأنه كان يؤدبها لأنها سرقت، بماذا تفسر هذا الاعتراف؟!، فأجاب خال الطفلة المجني عليها قائلا: «غير منطقي ما قاله، هتسرق ايه الطفلة الصغيرة دي، لكن على ما اعتقد أنه ارتكب جريمته انتقامًا من شقيقتي لأنه يعرف أنها متعلقة بأولادها جدا، حاولت أكثر من مرة أخذهم منه لكن دائما كان يتهرب منها، شقيقتي استحملت كثيرا، في الأول كان شخص سوي وطبيعي، لكن بعد سنتين من الجواز تغير وبدأ يتعاطى المخدرات، وكل فترة تأتي شقيقتي للبيت وهي مضروبة، ومع ذلك تحملت عشان خاطر ولادها، رفضت الطلاق عشان الأولاد وحتى لا يعيشون بين أب وأم منفصلين، لكن عندما فاض بها الكيل انفصلت عنه». صمت أحمد قليلا، ثم استكمل: «إخواتها شهدوا أمام النيابة باللي حصل يوم الواقعة، ظل يعتدي عليها بالضرب ولم يرحم توسلات الطفلة وصراخها ونزفها للدماء، لدرجة أن أشقاءه نزلوا وأخذوها من تحت يده وداووا جروحها ودخلوها غرفتها للنوم، لكن الساعة 2 صباحا دخل غرفتها مرة أخرى واستكمل حفل التعذيب حتى ماتت، هذا ما قاله أشقاؤها في النيابة، وكل ما نريده هو حقها بالقانون والقصاص العادل، وحتى الآن لم نر أشقاء ريتاج ونفسنا يرجعوا يعيشوا بنا تاني ونعوضهم عن كل الأيام الصعبة اللي شافوها وهما لسه في السن الصغير». حاولنا التواصل مع والدة ريتاج، لكنها كانت في حالة يرثى لها، فهي أم فقدت ابنتها في لحظة، بعدما كانت تعافر منذ عام أن تأخذ أولادها ليعيشوا معها وبين أحضانها، فقدت ابنتها ريتاج بأبشع طريقة بعدما تألمت وذاقت العذاب ألوانا.. وفي النهاية مازالت التحقيقات مستمرة وأيًا أن كان دافع الأب لارتكاب جريمته، فليس من حقه ولا من حق أي إنسان أن يزهق روح آخر. اقرأ أيضا: ضبط المتهمين ب«تعذيب كلب» وابتزاز سيدة بأسيوط