تعد الانتخابات الأمريكية من أكثر الأحداث السياسية التي تثير اهتمام الأسواق العالمية، خاصة في ظل الدور المحوري الذي تلعبه الولاياتالمتحدة في الاقتصاد العالمي. ومن بين السلع التي تتأثر بشكل مباشر وغير مباشر بالتغيرات السياسية والاقتصادية، يبرز الذهب كأحد أبرز هذه السلع، فقد شهدت أسعار الذهب تقلبات ملحوظة في أعقاب الانتخابات الأمريكية، ما يجعله موضوعًا ذا أهمية خاصة للمهتمين بالأسواق المالية والمستثمرين. وفي التقرير التالي نسلط الضوء على أبرز العوامل التي تؤثر على الذهب في سياق الانتخابات الأمريكية. التقلبات التاريخية للأسعار الذهب، باعتباره ملاذًا آمنًا، غالبًا ما يستفيد من الفترات التي تشهد شكوكًا سياسية أو اقتصادية، مثل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وعلى مدار العقود الماضية، سجلت أسعار الذهب تحركات كبيرة في فترة ما قبل وما بعد الانتخابات، حيث يزداد الإقبال على الذهب في أوقات عدم اليقين السياسي. في انتخابات عام 2008، التي فاز فيها باراك أوباما في خضم الأزمة المالية العالمية، شهد الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار بسبب مخاوف المستثمرين من تدهور الوضع الاقتصادي العالمي، بينما في انتخابات 2016، التي فاز فيها دونالد ترامب، شهد الذهب تذبذبًا كبيرًا نتيجة التوقعات المتناقضة حول سياسة الرئيس الجديد وتأثيرها على الاقتصاد والأسواق المالية. العوامل التي تؤثر على الذهب في سياق الانتخابات الأمريكية التوقعات الاقتصادية والسياسية قبل الانتخابات، تكون الأسواق عادة في حالة ترقب لما قد يسفر عنه التصويت من تغييرات سياسية قد تؤثر على النمو الاقتصادي، وفي حال كانت الانتخابات تلوح بمستقبل سياسي غير مستقر أو محتمل حدوث تغييرات جذرية في السياسة المالية أو التجارية، فإن الذهب يعد خيارًا مفضلاً للمستثمرين الذين يسعون إلى حماية أموالهم من تقلبات السوق. قرارات الفيدرالي الأمريكي سياسة البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تلعب دورًا كبيرًا في تحديد مسار أسعار الذهب، في فترات الانتخابات، قد تؤدي التوقعات حول تغيير قيادة الفيدرالي أو احتمال زيادة أو خفض أسعار الفائدة إلى تأثيرات ملحوظة على أسواق الذهب، فعند تخفيض الفائدة أو اتخاذ سياسة نقدية مرنة، يزيد الطلب على الذهب باعتباره أحد الأصول التي لا تتأثر بالسياسات النقدية المباشرة. التوترات الجيوسياسية والمخاوف من الاستقرار السياسي تزداد حساسية أسعار الذهب في أوقات الانتخابات الرئاسية عندما تكون هناك مخاوف بشأن الاستقرار السياسي في البلاد، وفي حالة حدوث تغييرات غير متوقعة أو انقسامات سياسية حادة، يفضل المستثمرون الذهب كأداة تحوط ضد هذه المخاطر، كما أن الخطابات المثيرة للجدل أو التصريحات المتشائمة من قبل المرشحين قد تساهم في زيادة عدم اليقين السياسي، مما يعزز الطلب على الذهب. اقرأ أيضا | المحللون في مأزق.. لماذا يصعب تحديد الفائز في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024؟ توجهات السوق العالمية لا تقتصر تأثيرات الانتخابات الأمريكية على الأسواق الداخلية فقط، بل تمتد أيضًا إلى الأسواق العالمية، فالتغيرات في السياسة التجارية والاقتصادية الأمريكية يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد العالمي، مما يؤدي إلى تزايد الطلب على الذهب كأداة استثمار آمنة في مواجهة تقلبات الأسواق العالمية. الانتخابات الأمريكية لعام 2024 تتوقع الأسواق أن تشهد انتخابات عام 2024 تأثيرات مشابهة على أسعار الذهب، فالتنافس المحتدم بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، والتحديات الاقتصادية مثل التضخم والسياسات النقدية التي يتبعها الاحتياطي الفيدرالي، من المتوقع أن تخلق بيئة غير مستقرة قد تدفع المستثمرين إلى زيادة الطلب على الذهب. كما أن التأثيرات الجيوسياسية العالمية مثل النزاعات التجارية أو التوترات بين الولاياتالمتحدة والصين أو روسيا قد تساهم في تعزيز جاذبية الذهب كملاذ آمن. وتستمر الانتخابات الأمريكية في أن تكون محركًا رئيسيًا لتقلبات أسعار الذهب، ويتجه المستثمرون إلى الذهب كأداة تحوط ضد المخاطر السياسية والاقتصادية، خاصة في أوقات الانتخابات التي تتسم بالشكوك وعدم اليقين، في ظل التوترات العالمية والمحلية.