تمثل بطولات المجاهدين من أبناء سيناء، سيرة خالدة في سجلات التاريخ، شهد بها قادة القوات المسلحة ومن بين هؤلاء المجاهدة فرحانة حسين، ابنه قرية أبو طويلة قبيلة الرياشات، إحدى السيدات البدويات اللاتي شاركن في تنفيذ عمليات ضد الجيش الإسرائيلي، أثناء فترة احتلاله لأراضي سيناء. اقرأ أيضاً| محاضرة لمحافظ شمال سيناء للمشاركين في برنامج أهل مصر وقال اللواء الدكتور خالد مجاور محافظ شمال سيناء، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، وجه بتسمية حي بشمال سيناء باسم المجاهدة فرحانة حسين سالم، نظرا لدورها البطولي في خدمة الوطن. وقال اللواء مجاور، إن هذا يؤكد مدى تقدير الرئيس السيسي للأدوار البطولية لأبناء سيناء وإن هذا التكريم تخليدا لتاريخها البطولي في مساعدة القوات المسلحة أثناء فترة حرب الاستنزاف، كما يعطي قيمة لكل من ساهم في الحفاظ على تراب الوطن مصر خاصة في فترات الحروب التي تحتاج تكاتف كل قوى الشعب بكامل فءاته للتخلص من الاحتلال واسترداد الأراضي. وقد جسدت المجاهدة فرحانة الدور الوطنى الذي بذلته سيدات سيناء خلال حروب الاستنزاف وحتى نصر أكتوبر العظيم عام 1973، وقد تم تكريمها من الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ومنحها نوط الامتياز من الطبقة الأولى لدورها الكبير فى مساندة القوات المسلحة أثناء حرب أكتوبر 1973. وقد بدأت فرحانة حسين الرياشات، دورها الوطني كتاجرة قماش لتتمكن من تادية دورها الوطني، وتنفذ التكليفات الموجهة لها خاصة وأن أسرتها اضطرت إلى الهجرة من سيناء إلى عين شمس بالقاهرة هربا من بطش الاحتلال، ومن هناك كانت انطلاقتها فى العمل الفدائي وعمرها فى ذلك الوقت كان يقارب ال 30 ربيعا. وكانت معروفة علي الطريق أثناء سفرها ذهابا وايابا ب "تاجرة القماش"، حيث كانت تغيب عن أولادها وهم صغار لمدة طويلة قد تصل إلى أكثر من شهر، وتقول لهم إنها كانت تشتري قماشًا وتسافر لبيعه في سيناء، لكي توفر لهم متطلبات حياتهم وتلبي احتياجاتهم، وهي في الحقيقة كانت تخفي عليهم دورها الوطني ضد الاحتلال لمساعدة قواتنا المسلحة. والتحقت شيخة المجاهدات فرحانة بمنظمة سيناء العربية، مثل كثير من الشرفاء من أبناء سيناء، حيث تم تكليفها بمهمة رصد القوات الإسرائيلية خلال تجارة الأقمشة التى تعمل بها. وهي المرأة الوحيدة التي استطاعت دخول أهم القواعد الإسرائيلية في "كامب ياميت" وتصويرها وكانت من المهام الصعبة، واستطاعت الحصول على خريطة مطار الدورة الذي خطط لبنائه اليهود، وقدمتها للمخابرات المصرية، حيث كانت عين المخابرات للطرق والتجوال بالصحراء من سيناء للقاهرة وكانت تستدل على طريقها بالنجوم والأفلاك. كما استطاعت المجاهدة السيناوية فرحانة حسين من خلال تجارة الملابس من التنقل بين مخيمات العدو الإسرائيلي للحصول على المعلومات وإرسالها للمخابرات المصرية، حيث كانت ترصد تمركزات العدو في سيناء، وعدد الدبابات والجنود، أثناء رحلتها من العريش للقاهرة، و بالرغم من عدم إجادتها للقراءة والكتابة، ولكنها كانت تحفظ الرموز الموجودة على سيارات العدو وترسمها إلى رجالالمخابرات المصرية علي الورق . وعند نجاح مهمتها في توصيل المعلومات، كانت ترسل برقية للإذاعة تقول فيها "أنا أم داوود أهدى سلامى إلى إخوانى وإخواتى فى الأراضى المحتلة "وعند سماع هذه البرقية فى سيناء يقوم المجاهدون بتوزيع الحلوى ابتهاجا بنجاح العملية. وقد تم تكليف "فرحانة" بأول عملية وهي توصيل صور لمواقع العدو العسكرية،وأماكن انتشاره في سيناء ونجحت في توصيل الرسالة في سرية، وكانت فرحتها كبيرة ساعدت في بناء خطط اعتمد عليها القوات المسلحة المصرية في حرب 73. وأدت المجاهدة دورها فى توصيل ونقل الرسائل للمجاهدين في سيناء، دون أن تلفت نظر العدو، وكانت تجازف وهى تتنتقل وتمر من تمركزات الجيش الإسرائيلى بكل جراءة دون أن يلاحظوا عليها أى علامات ارتباك تؤدي الي تفتيشها.