استضاف صالون نفرتيتي الثقافي، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، د. محمد إسماعيل خالد، في لقاء امتد قرابة ثلاث ساعات داخل مركز إبداع قصر الأمير طاز التابع لصندوق التنمية الثقافية، تحت عنوان "آثارنا .. قوة مصر الناعمة". ناقش اللقاء قضايا متعددة تتعلق بحماية آثار مصر، دور المجلس الأعلى للآثار، واستراتيجيات الاستثمار الثقافي، وسط حضور عدد من الشخصيات العامة والمتخصصين في المجال. استعرض د. محمد إسماعيل، رؤية المجلس الأعلى للآثار كهيئة علمية مسؤولة عن حماية وصيانة التراث الأثري المصري، مؤكدا على التزام المجلس بمسؤولياته تجاه ترميم الآثار وحمايتها للأجيال القادمة، مشيرًا إلى أهمية الحفاظ على المواقع الأثرية الكبرى، مثل المتحف المصري بالتحرير، وتطوير هضبة الأهرامات. أوضح د. إسماعيل، المجهود المبذول للحفاظ على المتحف المصري بالتحرير كأحد أقدم المتاحف الحضارية في العالم، مؤكدًا على استمراريته بجانب المتحف المصري الكبير. ناقش د. إسماعيل، خطط المجلس الأعلى للآثار في تعزيز الاستثمار الثقافي داخل المواقع الأثرية، مشددًا على وضع شروط حازمة لحماية حرمة الآثار وضمان استغلالها بما يحترم تاريخها وهويتها. أشار إلى أن هذه الاستثمارات تسهم في الحفاظ على المواقع الأثرية وزيادة دخل المجلس، مما يمكنه من تمويل مشاريعه المتعلقة بحماية وترميم الآثار. واستعرض الأمين العام، أهمية المعارض الأثرية الخارجية ودورها في تعزيز السياحة الأجنبية إلى مصر. وأكد على أن المجلس يتخذ تدابير دقيقة للحفاظ على القطع الأثرية أثناء سفرها، حيث يتم وضع بصمات ثلاثية على كل قطعة لضمان عودتها بسلام. وأعلن د. إسماعيل عن الانتهاء من مشروع تطوير هضبة الأهرامات وتحديد موعد افتتاح المنطقة الأثرية الجديدة في الربع الأول من عام 2025. وأوضح أن المشروع يشمل مدخلًا جديدًا يطل على طريق مصر-الفيوم، إضافةً إلى إقامة عيادة بيطرية لرعاية الحيوانات الموجودة داخل المنطقة الأثرية. وأبدى د. محمد إسماعيل خالد إعجابه بالكلب البلدي الذي تسلق الهرم الأكبر، مشيرًا إلى ما حققه من دعاية إيجابية للموقع، كما كشف عن إضافة عيادة بيطرية ضمن مشروع تطوير هضبة الأهرامات، وذلك لتقديم الرعاية الصحية الشاملة لجميع الحيوانات الموجودة في المنطقة، بما في ذلك الجمال، الأحصنة، الكلاب، والقطط. تناول الحوار أيضًا موضوع الحفائر ودور العائلات الأثرية مثل عائلة عبد الرسول في البر الغربي بالأقصر وعائلة عبد الراضي في ميت رهينة؛ وأكد د. إسماعيل على دور هذه العائلات في دعم الأبحاث الأثرية واكتشاف الكنوز التاريخية التي تساهم في إثراء التراث المصري. أشار د. إسماعيل، إلى قرب الانتهاء من الأطلس الأثري الذي يوثق تاريخ أقاليم مصر، والإعلان عن مشروع المتحف الآتوني بالمنيا الذي يستعرض تاريخ أسرة الملك أخناتون ومدينته "آتون" بتل العمارنة، كما تم تناول موضوع أسعار تذاكر المتاحف والمناطق الأثرية. وقدم المهندس حمدي سطوحي، المشرف على قطاع صندوق التنمية الثقافية، مداخلة تحدث فيها عن أهمية التمازج بين التراث الأثري والاستثمار الثقافي للمواقع الأثرية، مستعرضًا ظاهرة تعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني داخل معبد أبو سمبل كدليل على أهمية هذه الفعاليات في تعزيز الوعي الثقافي وجذب السياح. كما تحدث عن التمازج الحضاري بين ما هو أثري وما هو ثقافي كما هو الحال داخل عدد من مراكز الإبداع التي تشغل المباني الأثرية. اختتم اللقاء بحوار مفتوح بين د. إسماعيل والحضور تناول فيه العديد من القضايا المتعلقة بالتراث الأثري المصري، مشيرًا إلى جهود المجلس في حماية وتطوير المواقع الأثرية من أجل الحفاظ على التراث المصري للأجيال القادمة. اقرأ أيضاً | الأعلى للثقافة واليونيسكو يحتفلان باليوم العالمي للتراث الثقافي غير المادي