تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسى عن تأثير ارتفاع فاتورة الاستيراد السلعى على الاقتصاد المصرى، مشيرًا إلى أن استيراد السلع الكمالية يساهم فى زيادة الضغط على الاحتياطيات الأجنبية ويضعف قدرة البلاد على تلبية الاحتياجات الأساسية. تناول الرئيس الموضوع من منطلق وطنى اقتصادى، حيث دعا إلى تقليل الاعتماد على السلع غير الضرورية التى تستنزف العملات الأجنبية دون فائدة تنموية ملموسة. استيراد السلع الكمالية تؤدى إلى زيادة الطلب على العملات الأجنبية (الدولار واليورو) لتغطية تكاليف هذه السلع، مما يضغط على الاحتياطى النقدى ويؤدى إلى تراجع قيمته. هذا قد يؤثر سلبًا على قدرة مصر على استيراد السلع الضرورية مثل المواد الغذائية والوقود. وارتفاع فاتورة الاستيراد يزيد الفجوة بين الواردات والصادرات، ما يرفع العجز التجارى، ويؤدى ذلك إلى اضطراب الاقتصاد، حيث يزيد الاعتماد على الاستيراد دون دعم كافٍ للإنتاج المحلى والصادرات. ومع ارتفاع الأسعار العالمية للسلع المستوردة، خاصة فى ظل أزمات مثل جائحة كوفيد-19 والحرب الروسية الأوكرانية، تزداد تكاليف الاستيراد مما ينعكس على الأسعار المحلية ويسبب ارتفاع معدلات التضخم، مما يؤثر سلبًا على القدرة الشرائية للمواطنين. مصر تستورد العديد من السلع التى يمكن تصنيعها محليًا. واستيراد هذه السلع يضعف الصناعات المحلية التى تعانى من منافسة غير عادلة، مما يعوق فرص النمو الاقتصادى المحلى ويضعف من قدرتها على خلق فرص العمل. وقد أصبح من الضرورى وضع خطة استراتيجية لتشجيع التصنيع المحلى للسلع التى يتم استيرادها، خاصة السلع الكمالية. فيمكن للحكومة تقديم حوافز استثمارية للشركات المحلية لتصنيع المنتجات البديلة والمنافسة مع زيادة الرسوم الجمركية والضرائب على السلع الكمالية والمستوردة غير الضرورية. هذا الإجراء سيقلل من الطلب على هذه السلع وسيزيد من الإيرادات التى يمكن استخدامها لتطوير القطاعات الإنتاجية. ويلعب وعى المستهلكين دورًا كبيرًا فى تقليل استيراد السلع الكمالية. ويتم ذالك من خلال حملات توعية لتعزيز مفهوم الاستهلاك المستدام، فيمكن تشجيع المواطنين على تقليل الاعتماد على السلع المستوردة غير الضرورية. وفى المقابل يجب التركيز على تعزيز الصادرات المصرية لدعم الاحتياطى النقدى الأجنبى، وتسهيل الإجراءات للمصدرين، وتقديم دعم لوجستى ومالى للصناعات التصديرية، وتنويع الأسواق الخارجية، والتركيز على تطوير القطاعات الزراعية والغذائية، يمكن لمصر تقليل استيراد المنتجات الغذائية، وتحقيق الاكتفاء الذاتى فى السلع الأساسية لتخفيف الضغط على الواردات ويزيد من استقرار الاقتصاد. مصر تسعى إلى تحقيق توازن اقتصادى وتقليل الاعتماد على الاستيراد والوصول إلى تحقيق ذلك لابد أن يتم من خلال تعزيز الإنتاج المحلى والتقليل من استهلاك السلع الكمالية التى تثقل كاهل الاقتصاد الوطنى. ويتطلب الأمر تكاتفًا بين الحكومة والقطاع الخاص والمستهلكين لضمان استدامة النمو الاقتصادى وتقليل الضغط على الاحتياطيات النقدية.