تستعد الدولة لإطلاق المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، التي تعد واحدة من أكبر المبادرات التنموية في تاريخ مصر الحديث. تهدف هذه المرحلة إلى تعزيز عدد من محاور التنمية وتوسيع نطاق الخدمات المقدمة للمواطنين ، مع التركيز بشكل خاص على تحسين مستوى المعيشة في الريف المصري . تأتي هذه الجهود ضمن رؤية مصر 2030 لتحقيق التنمية المستدامة ، والارتقاء بجودة الحياة في المناطق الأكثر احتياجا . تسعى المرحلة الثانية من المبادرة إلى استكمال مسيرة التنمية التي بدأتها الدولة في المرحلة الأولى ، والتي ركزت على تحسين الخدمات والبنية التحتية في القرى الأكثر احتياجا . هذه المرحلة تشمل تعزيز الاستثمار ، من خلال إنشاء وتطوير المستشفيات والوحدات الصحية ، مما يساهم في تحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للسكان في المناطق الريفية ، وتوسيع نطاق بناء وتجهيز المدارس والمؤسسات التعليمية لتقليص الفجوة بين التعليم في الريف والمدينة ، وتحسين شبكات المياه والصرف الصحي ، وإقامة محطات كهرباء جديدة ، وتوسيع شبكات الإنترنت ، بما يعزز من جودة الخدمات اليومية المقدمة للمواطنين ، وتنفيذ مشروعات صغيرة ومتوسطة لدعم التنمية الاقتصادية المحلية ، وتشجيع الاستثمار في الصناعات الريفية . تولي الدولة أهمية كبرى لهذه المبادرة نظرا لدورها المحوري في تحسين مستوى المعيشة، لاسيما في الريف المصري. ففي ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه سكان الريف، تهدف المبادرة إلى تضييق الفجوة بين الريف والحضر وتوفير فرص متكافئة للجميع. وتُعتبر مشروعات تحسين البنية التحتية الأساس الذي ترتكز عليه جهود التنمية، حيث إن توفر المياه النقية، والكهرباء، والصرف الصحي، يساهم بشكل كبير في تحسين مستوى الحياة. ومن خلال دعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، تساهم "حياة كريمة" في خلق فرص عمل جديدة وزيادة معدلات التشغيل في الريف. وتهدف المبادرة إلى توفير حياة كريمة لسكان المناطق الأقل حظاً، وهو ما يتماشى مع رؤية مصر لتقليص الفوارق الاجتماعية وتحقيق العدالة في توزيع الخدمات. تمكنت المرحلة الأولى من تحقيق تقدم ملموس في تحسين مستوى الخدمات في 20 محافظة، حيث شملت المشروعات المنفذة أكثر من 1400 قرية، واستفاد منها أكثر من 18 مليون مواطن. وقد أدى التنفيذ الناجح لهذه المشروعات إلى تحسن مؤشر إتاحة الخدمات الأساسية في المناطق المستهدفة. ومن أبرز هذه الإنجازات ، تحسين شبكات المياه والصرف الصحي في آلاف القرى ، مما أدى إلى رفع كفاءة البنية التحتية المائية. و توسيع نطاق الخدمات الصحية من خلال إنشاء وتطوير الوحدات الصحية والمستشفيات الريفية. وتحسين جودة التعليم ببناء مدارس جديدة وتجهيزها بأحدث الوسائل التعليمية. لقد نجحت الدولة في تحقيق تقدم كبير في إطار هذه المبادرة، مما يؤكد على التزام الحكومة بتنفيذ رؤيتها لتطوير الريف المصري وتوفير حياة كريمة لجميع المواطنين. مع إطلاق المرحلة الثانية من "حياة كريمة"، تهدف الحكومة إلى استكمال هذا النجاح وتعزيز الجهود لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة. ستستمر الدولة في الاستثمار في مشروعات البنية التحتية والخدمات العامة، إلى جانب دعم القطاعات الاقتصادية التي تساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. تعتبر هذه المبادرة خطوة محورية نحو تحسين حياة ملايين المصريين، وهي تجسد التزام الدولة بتحقيق تنمية مستدامة تضمن حقوق الإنسان وتوفر فرص متكافئة لجميع المواطنين ، خاصة في المناطق الريفية التي عانت طويلا من نقص الخدمات . [email protected]