انتشرت الكيانات التعليمية الوهمية بشكل كبير، ويستغل القائمين عليها، مواقع التواصل الاجتماعي، لاستقطاب أكبر عدد من الطلاب الراغبين في الحصول على شهادات جامعية، تمكنهم من الالتحاق بوظائف في مختلف الشركات، ولكن الصدمة تأتي مع اكتشاف الطلاب، أنهم وقعوا فريسة لعمليات نصب مكتملة الأركان. يستغل النصابون صدمة الطلاب من عدم التحاقهم بالكليات الحكومية، التى يحلمون بها رافعين شعار «مصائب قوم عند قوم فوائده»، لينشطوا بصورة غير طبيعية، مروجين لأنفسهم أنهم وكلاء معتمدين، يمكنوا الطلبة من القبول الفوري في الجامعات الأهلية أو الخاصة، دون الخضوع تحت رحمة قائمة الانتظار. ◄ كروت محروقة ورغم انتشار تلك الكيانات كل عام، عقب اعتماد نتيجة الثانوية العامة، وفتح باب التنسيق، يتفنن النصابين في عمليات الاحتيال بعدما أصبحت حيلهم «كروت محروقة». اقرأ أيضا| "نصب على المواطنين".. ضبط كيان تعليمي وهمي بدون ترخيص قبل الدراسة ورصدت «بوابة أخبار اليوم»، العديد من الصفحات، التي تروج لكيانات تعليمية، توهم الطلاب في الحصول على دورات تدريبية وشهادات معتمدة من الجامعات، نكشفها من خلال الحلقة الأولى من التحقيق. «السلام عليكم.. ابنى 63% مقيم في الخارج، عايز يدخل كمبيوتر ساينس أعمل ايه أرجو الإفادة».. بوست نشرته والدة الطالب «ب. م» على أحد الجروبات الخاصة بالجامعات الأهلية والخاصة، تستنجد بمن يقدم لها يد العون، ليرد عليها أحد الأشخاص يدعى «إبراهيم. ي»: «ابعت خاص متاح قبول». ◄ قبول فوري لم تتوقع الضحية أنها تنساق وراء مُحتال، فهي بعيدة عن أرض الوطن منذ سنوات، وتوسمت فيه «جدعنة ولاد البلد»، ليخبرها أنه يستطيع أن يحصل لها على قبول فوري خلال ساعات بهذا المجموع في كلية العلاج الطبيعي بإحدى الجامعات الخاصة، وطلب منها إرسال الأوراق المطلوبة وهي: «شهادة الثانوية العامة وصورة بطاقة ولى الأمر، وإرسال ثمن الأبليكيشن، وإيميل ورقم هاتف»، وأخبرها أن التنسيق للجامعة داخلى ولن يتم الإعلان عنه. ◄ بلوك بعد الدفع وبسؤاله عن ثمن الأبليكيشن أخبرها 6540 جنيها، وسوف تحظى بالقبول الفوري خلال ساعات، وعليها إرسال العمولة التي تصل ل 10 الآف جنيه، وحاولت الضحية أن تخفض مبلغ العمولة لتخبره: «خليها 8 آلاف»، ليجيبها بالموافقة، وبعد إرسال ثمن الأبليكيشن، قام بقفل صفحته على «فيسبوك»، وقام بعمل «بلوك» للسيدة وحظرها من كافة وسائل الاتصال. ◄ مسلسل للنصب شبكة من السماسرة تتلاعب بمن يقع فريسة الاحتيال، مستغلين جهلهم من ناحية وصدمتهم عند ذهاب أموالهم هباءً، ليحدث للضحية اختلال في تقيمها للموقف، فيطلب المحتال الأول إرسال ثمن التقديم على رقم هاتف غير رقمه يملكه، نصاب آخر يستكمل عملية النصب. لم تقف عملية النصب على السيدة عند هذا الحد، بل وقعت في فخ آخر نصبه لها المحتالين، حين عاودت الاتصال على الرقم المحول عليه المبلغ، وجدت شخص يرد عليها ليخبرها أنه «الدكتور أحمد»، يعمل في الجامعة الخاصة التي أخبرها الأول بقبولابنها بها، لتخبره أنها وقعت ضحية لعملية نصب، وأرسلت له ما يؤكد كلامها، ليخبرها أن ذلك الشخص بالفعل تواصل معه، وطلب منه أن يقدم له في طب بشري، وطلب رقم هاتف لتحويل ثمن التقديم عليه، وبعد ما أرسل له «اسكرين شوت من تحويل المبلغ» أخبره أنه يريد أن يسترد المبلغ، وصرف نظر عن التقديم للجامعة. ◄ لهجة تهديد حاولت الضحية أن تتحدث بلهجة تهديد، بأنها سوف تتقدم بشكوى وعمل محضر، وتارة بلهجة الاستعطاف «دي فلوس ناس شقيانة»، لكن دون جدوى، ليخبرها أنه لا ذنب له، وقال لها نصًا: «الشخص ده اشتغلني واشتغل حضرتك». اقتنعت الضحية بأنها تتعامل مع دكتور حقيقي من داخل الجامعة، وسرعان من طلبت منه أن يقدم لابنها في الجامعة، وأخبرها قائلا: «حضرتك بتبعتي الأوراق ورسوم التقديم 3800 جنيه وبقدم لحضرتك»، وبعد القبول هتكون العمولة 15 ألف جنيه. أخبرته السيدة أنها لا تريد أن ترسل أي مبالغ مالية أخرى، وطلبت منه أن يأخذ كافة الأموال بعد التقديم ومن خلال مقابلته شخصيًا، أخبرها أن فلوس التقديم لابد أن ترسل أولاً، لأن هناك تنسيق داخلى لا ينتظر أحد وبعد التقديم يتم إرسال إيصال بالمبلغ، وبعد القبول يمكن أخذ العمولة وجهًا لوجه، لكن «لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين»، وأصرت السيدة على موقفها وأخبرته بأن الشخص الذى نصب عليها كان يردد ذلك أيضًا، ليرد المحتال أنه لاشأن له بما تعرضت له من نصب، ولن يتم التقديم إلا بإرسال ثمن «الأبليكيشن». ◄ جروبات خاصة روّج المحتالين عن أنفسهم عبر جروبات خاصة بالجامعات الأهلية والخاصة، على منصة التواصل الاجتماعي «فيس بوك وواتساب» «متاح قبول فوري بجميع الكليات لإحدى الجامعة الخاصة، شرط الحصول على الحد الأدنى»، هذه العبارات كانت كافية لجذب الطالبة «ضحى أحمد»، التي تمنت أن تصبح طبيبة، لكن لم تحصل على الحد الأدنى لكليات الطب الحكومية، فقد حصلت على نسبة 76% من المجموع الإجمالي، لذا لجأت للبحث عن جامعة خاصة بمواصفات معينة ولقلة خبرتها، اعتقدت أن هذا السمسار سيحقق لها حلمها ويساعدها فى الالتحاق بالجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات. تفاعلت «ضحى»، مع البوست تاركة تعليق «ممكن التفاصيل»، ليرد السمسار «التفاصيل خاص»، لتنساق الطالبة وراءه لمعرفة كيفية التقديم، أخبرها أنه وكيل معتمد للجامعة وسوف يمكنها من القبول الفوري، وعليها فقط أرسال رسوم فتح الأبليكشن بتكلفة 13450 جنيهًا. سرعان ما استجابت الضحية، بعدما عرض عليها المحتال صورة وهمية لاستمارة طلب قبول فورى بكلية العلاج الطبيعي، ليستمر فى استكمال مسلسل النصب ويحدد لها ميعاداً للمقابلة فى الجامعة. ◄ ذهب ولم يعد «مش هاخد عمولتي، إلا بعد ما تقبل في الجامعة و تدفعى المصاريف»، هكذا كان وعد المُحتال، اطمأنت الطالبة أكثر، وذهبت هى ووالدتها لمقابلة السمسار في الحرم الجامعي، ودفعت مبلغ 74 ألف جنيه للمصروفات الدراسية للجامعة، لجدية حجز مقعد لها، وأخبرهن أن تنتظراه حتى يأتى لهن بإيصال دفع المصروفات من شئون الطلبة، ولكنه ذهب ولم يعد». «فص ملح وداب».. هكذا عبرت «والدة ضحى» عن اختفاء السمسار بعد أخذ المبلغ منهم، وذهبت لشئون الطلبة لتسأل عنه، لكن أخبروها أنه لا يوجد شخص بهذه المواصفات بالجامعة، وحينها علمت أنها وقعت ضحية لعملية نصب. توالت تحذيرات من أعضاء بالجروب، لينشروا تجربتهم مع تلك النصابين، بين منشورات وتعليقات «كومنتات» على أي منشور يسأل عن الكليات المتاحة. ◄ تحذيرات من الضحايا وقالت إحدى عضوات الجروب «هند محمود»، طالبة في الفرقة الثانية للطب البيطري، أنها وقعت ضحية لأحد السماسرة العام الماضي، فهي دفعة الثانوية العامة الأزهرية لعام 2023، وأنها كانت تتمنى أن تلتحق بطب أسنان، ولكن كان مجموعها أقل بنسبة 0.5 %، وتواصلت معها سيدة تدعى «بسمة. م» تخبرها بأنها وكيلة معتمدة لجامعة 6 أكتوبر، وسوف تساعدها في القبول. طلبت «هند»، من السمسارة أن تقابلها في المكتب الخاص بها لترد الأخيرة «مافيش مشكلة، بس الأول نسجل ونحجز مقعد بسرعة.. ابعتيلى بياناتك عشان أملى الأبليكيشن، وتحولي مبلغ 2500 جنيه رسوم التسجيل»، وعند سؤالها عن كود التسجيل، أخبرتها المحتالة أن الكود سيظل معها، لحين دفع القسط الأول من المصروفات، حتى لا يتعرض الدكتور الذي قام بقبولها للأذى. أخبرتها الطالبة أنها لا يمكنها دفع مبلغ كبير كهذا «أون لاين»، لكن يمكن مقابلتها هي والدكتور وإعطائهم المبلغ، رفضت السمسارة بحجة أن هذا يعرض الدكتور للأذى، على الفور بعد تأكدها من عدم دفعها قامت بإرسال رسالة «تم إلغاء التسجيل»، وقامت بعمل بلوك ولم تستطيع الضحية أن تسترد المبلغ. ◄ فخ النصب وحذرت «منى عبد المحسن» عضوة في الجروب، أيضًا من الوقوع في فخ النصب، جراء استغلال السماسرة حالة القلق والتوتر لدى أولياء الأمور، ورغبتهم فى الاطمئنان على التحاق أبنائهم بالجامعة المطلوبة. وأوضحت أن عملية النصب تحدث بشكل ممنهج، حيث يقوم أحد أفراد العصابة بنشر بوست «متاح قبول فورى بجامعة كذا»، ثم يقوم فرد آخر من «العصابة»، بترك تعليق للاستفسار عن أى شئ ومن هنا تبدأ عملية النصب بجذب الطلبة أو أولياء الأمور الذين يريدون الالتحاق بالجامعة. وروت عملية النصب التي تعرضت لها صديقاتها، حيث استجابت لأحد المنشورات على الجروب، ثم دخلت لتتحدث مع السماسرة «بسمة» وأعطتها رقم هاتف خاص بسمسار آخر ضمن أفراد العصابة وتخبرها أنه الواتساب الخاص بالجامعة، وعند عمل محادثة عبر «واتساب» مع الرقم يرد عليها المحتال أن طلبها معلق حتى دفع ثمن الأبليكيشن، لكن نصيحة «منى» صديقاتها بالذهاب لمقر الجامعة ودفع المبلغ هناك، وكانت المفاجأه لهن أنه لا يوجد اى رقم واتساب للجامعة، وعلما أنهما كانا على وشك الوقوع فى فخ النصب.