منذ سنوات، وفى هذا التوقيت من كل عامٍ، تمتلئ صفحات الباحثين على مواقع التواصل الاجتماعى بالتهانى والتبريكات، بأنهم من أفضل 2% من علماء العالم طبقًا لتصنيف جامعة ستانفورد. الحقيقة، ومنذ بدء هذا التصنيف منذ عام 2019، تساورنى شكوكٌ فى دقته، لأسباب عدة، منها أن جامعة ستانفورد، واحدة من أهم الجامعات فى العالم، وحصل الكثير من منتسبيها على جائزة نوبل، ومعنى أنه يوجد من جامعة مصرية واحدة هذا العام، وهى جامعة عين شمس، 62 عالمًا فى هذا التصنيف، أننا نسير وبقوة على الطريق الصحيح من حيث جودة البحث العلمي، وهو ما لا أجد له انعكاسًا حقيقيًا على أرض الواقع. والسبب الثاني، الذى يجعلنى أشك فى هذا التصنيف، هو أنه تقريبًا لا توجد جامعة مصرية أو مركز بحثي، لم يُذكر باحثوها فى هذا التصنيف، وهذا منطقي يُثير الشكوك. أما السبب الثالث، هو جامعة ستنافورد من المفترض أن تسعى لاستقطاب هؤلاء الباحثين المتميزين الذين صنفتهم على أنهم من أفضل 2 % من علماء العالم، وهذا لم يحدث، لسببٍ بسيط، وهو أن هذا التصنيف لا علاقة له بالجامعة. وقد حاولت بالفعل الحصول على أصل لهذا التصنيف على الموقع الإلكترونى للجامعة، فلم أجد، حتى فاجأنا الدكتور محمد شعبان الباحث المصرى بجامعة تشونغ تشنغ الوطنية بالصين، بالكشف عن أصله، وأسباب ارتباطه الزائف بالجامعة. يقول شعبان فى صفحته بموقع فيسبوك، إنه «عام 2019 قام باحث فى كلية الطب جامعة ستانفورد يدعى جون يوانيديس، بالاشتراك مع مؤسسة دار النشر العالمية (إلسفير) بعمل هذا الإحصاء، وقام بنشر البحث بالفعل فى مجلة (بلوس بيولوجي)، ثم قام بمتابعة عمل هذا الإحصاء سنويًا مع دار النشر نفسها، والتصنيف وقواعد البيانات الخاصة به موجودة بالكامل على موقع دار النشر، وجامعة ستانفورد لا علاقة لها به، يعنى باختصار (تصنيف ستانفورد) اسم تسويقى بحت، والاسم الصحيح له المفروض يكون تصنيف (جون يوانيديس & إلسفير)». وهل معنى ذلك، أنى لا أريد للباحثين أن يسعدوا بإنجازاتهم، بالقطع لا، ولكن ما أود قوله، هو أن أهل البحث العلمى يجب أن يضعوا الأمور فى حجمها الطبيعي، ولا يبالغوا فى منح أنفسهم تقديرًا لا يستحقوه، لأنهم من المفترض الأجدر على الالتزام بالدقة والأمانة.