أقلعت مركبة "ستارلاينر" التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" من محطة الفضاء الدولية، لكن دون أن تُعيد معها رواد الفضاء الذين كانوا على متنها، مما خلف وراءها اثنين من الرواد في المحطة. في مساء يوم الجمعة، غادرت المركبة المحطة الدولية وهي تحمل مقاعد فارغة، ومن المقرر أن تهبط في ميدان الصواريخ الأبيض في نيو مكسيكو بعد حوالي ست ساعات. كان من المفترض أن تُقل المركبة الرواد بويتش ويلمور وسوني ويليامز في يونيو، لكن مشاكل في المحركات أدت إلى تأخير عودتهم حتى فبراير 2025 على الأقل. بينما تؤكد بوينغ أن "ستارلاينر" آمنة، إلا أن "ناسا" اكتشفت مشاكل في المحركات وتسريبات الهيليوم كانت خطيرة للغاية، مما استدعى الاستعانة بشركة سبيس إكس لإعادتهما إلى الأرض. تأتي هذه الحادثة كضربة جديدة لبوينغ بعد سلسلة من المشاكل التي شابت طائراتها، بما في ذلك انفجار باب المقصورة في يناير. كان من المفترض أن يبقى ويلمور ويليامز في المدار أسبوعًا فقط، لكنهم سيضطرون الآن للبقاء في المحطة الدولية لمدة خمسة أشهر أخرى على الأقل. بعد أن أغلقت الثنائي المتروك المخرج بين "ستارلاينر" والمحطة بشكل نهائي، سيصبحون أعضاء دائمين في طاقم المحطة إلى جانب سبعة رواد آخرين، حيث سيساهمون في التجارب والصيانة ويزيدون من تمارينهم للحفاظ على قوة عظامهم وعضلاتهم خلال فترة الوزن الصفر. مع الاستعانة بشركة سبيس إكس لإعادة الرواد إلى الوطن في الرحلة المقبلة، ستقلع مركبتها باثنين أقل من العدد المعتاد. وقد قررت بوينغ مغادرة المحطة لتفريغ مساحة التراسيخ لوصول سبيس إكس في فبراير، وجرى إبلاغ الرواد المتخلي عنهم بالقرار الأسبوع الماضي. اقرأ أيضًا| السيناريو الأسوأ.. مخاوف من اصطدام مركبة بوينغ ستارلاينر بمحطة الفضاء الدولية واجهت "ستارلاينر" مشكلات عدة منذ أول رحلة اختبارية لها في 2019، حيث لم تصل إلى المحطة بسبب أخطاء برمجية، وتم تكرار المهمة بعد ثلاث سنوات. وتسببت المشاكل اللاحقة في تأخيرات إضافية وتكاليف إصلاحات تجاوزت مليار دولار. سعى بوينغ إلى إجراء اختبارات إضافية لمحركات "ستارلاينر" قبل الهبوط الهام من المدار، في حين يواصل الرواد المتروكون تأدية مهامهم في المحطة بتركيز وتفاني، وفقًا لتصريحات مسؤولي ناسا.