بعد أن أوقفت كبسولة "ستارلاينر" التابعة لشركة بوينغ رحلتها بسبب عيوب فنية، وجدَت وكالة ناسا نفسها أمام خيارين صعبين. كان بإمكانهم المخاطرة بإعادة سونيتا ويليامز وباري ويلمور إلى الأرض عبر "ستارلاينر"، مما قد يعرض حياتهم للخطر، أو الانتظار حتى يتمكنوا من العودة على متن كبسولة "دراجون" التابعة لشركة سبيس إكس. قررت ناسا في نهاية المطاف أن المخاطر المرتبطة باستخدام "ستارلاينر" كبيرة جداً، ما يعني أن ويليامز وويلمور سيبقيان على محطة الفضاء الدولية حتى فبراير 2025. هذه الخطوة تذكر بما حدث في عام 2003، عندما تفككت مكوك الفضاء "كولومبيا" في الغلاف الجوي، مما أدى إلى وفاة جميع رواد الفضاء السبعة على متنه. على الرغم من أن هذه المشكلة التقنية كانت معروفة منذ سنوات، إلا أن ناسا تعرضت للانتقادات لعدم معالجتها في الوقت المناسب. وقال هارود، "ناسا قررت أن تلعب بأمان هذه المرة." اقرأ أيضًا| شراكة بين Axiom Space ونوكيا لتطوير تقنيات الاتصال السريع في بدلات الفضاء بينما تعاون مسؤولو بوينغ مع قرار ناسا، إلا أنهم لم يتفقوا بالكامل معه. أشار المهندسون في بوينغ إلى أن الكبسولة آمنة تماماً وقادرة على إعادة الطاقم إلى الأرض بسلام. لكن ناسا وجدت أن البيانات المتاحة لا توفر يقيناً كافياً، مما دفعها لاتخاذ القرار بحماية الأرواح. أُطلقت كبسولة "ستارلاينر" في 5 يونيو بهدف الالتحام بالمحطة الفضائية الدولية لمدة ثمانية أيام قبل العودة بأمان. ومع ذلك، عانت الكبسولة من مشاكل فنية متعددة، بما في ذلك تسربات الهيليوم وفشل المحركات. في مؤتمر صحفي عُقد في 24 أغسطس، كشفت ناسا أخيراً عن قرارها، حيث سيبقى ويليامز وويلمور في الفضاء لستة أشهر إضافية حتى يتمكنوا من العودة على متن كبسولة "دراجون". وقال كين باورسوكس، المسؤول المساعد في وكالة ناسا، "القرارات من هذا النوع ليست سهلة، لكنني أود أن أشيد بفرق ناسا وبوينغ لتحليلهم الدقيق ومناقشاتهم الشفافة وتركيزهم على السلامة." وختاماً، أكدت ناسا أن سلامة الرواد كانت المحور الأساسي في اتخاذ هذا القرار، "لا يمكنك ضمان عدم تفاقم المشاكل بعد انفصال الكبسولة، ويجب أن تكون قادرة على تشغيل محركاتها والخروج من المدار للعودة إلى الأرض."