أولاً: فور دخول الجيش الإسرائيلى محور فيلادلفيا، تفاجأ بإغلاق جميع الأنفاق من الجانب المصري، وهذا ما أكدته القناة 12 الإسرائيلية يوم الأربعاء الماضي، وأظهرت عمليات المسح أن الأنفاق المغلقة لم تكن قيد الاستخدام لعدة سنوات. وقالت القناة الإسرائيلية إن حركة حماس نجحت فى تطوير صناعات الأسلحة بعيداً عن المحور، بإنشاء مصانع تحت الأرض، واستخدام أدوات محلية الصنع. ثانياً: إصرار نتنياهو على البقاء فى المحور ليس بهدف منع حماس من تهريب الأسلحة، وإنما لعرقلة اتفاق التهدئة ووقف إطلاق النار، وهذا ما قالته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية وعلى حد تعبيرها «نتنياهو يجعل فيلادلفيا مكاناً لدفن الاتفاق». وطرحت الصحفية رأياً لمسئول أمريكى يؤكد أن قوات الأمن الفلسطينية التى يتم تدريبها فى الولاياتالمتحدة هى الحل المناسب لضمان الأمن فى فيلادلفيا. ثالثاً: لم تضبط إسرائيل قطعة سلاح واحدة تم تهريبها عبر الأنفاق، وإلا أقامت الدنيا ولم تقعدها، ولا يمتلك نتنياهو دليلاً على مزاعمه، ويلجأ إلى هذه الأكاذيب كلما تعرض لضغوط داخلية للإفراج عن الرهائن. ولم يعلن نتنياهو العثور على نفق واحد، ليقدمه لوسائل الإعلام الإسرائيلية، وإنما مجرد اتهامات مرسلة لتخفيف الضغوط التى يتعرض لها. رابعاً: لم تقم مصر بإغلاق الأنفاق تماماً من أجل نتنياهو أو إسرائيل، وإنما فى إطار استراتيجيتها لتأمين الحدود من كافة الجهات، كأولوية أولى للأمن القومى المصري، بما فى ذلك الحدود مع غزة. تأمين الحدود ليس فقط بإغلاق الأنفاق، وإنما بسلسلة من الإجراءات وإقامة منطقة عازلة وأسوار يصعب عبورها أو اختراقها، مما يجعل أكاذيب نتنياهو مستحيلة التصديق على أرض الواقع. خامساً: حماس تحصل على السلاح من الجيش الإسرائيلى نفسه، وفقاً للتقرير الخطير الذى نشرته نيويورك تايمز الأمريكية بعنوان «من أين تحصل حماس على السلاح؟» فى يناير الماضي، وأن حماس تقوم بتسليح مقاتليها من الأسلحة التى تستولى عليها من قواعد عسكرية إسرائيلية. وقالت الصحيفة إن الأسلحة التى استخدمتها القوات الإسرائيلية لفرض الحصار على غزة طوال الأعوام السبعة عشر الماضية، هى التى تستخدم الآن ضدها. سادساً: أكاذيب نتنياهو ضد مصر تستهدف تمسكه بالبقاء فى محور فيلادلفيا وعدم الانسحاب منه، وبدأت فرق هندسية إسرائيلية فى تمهيد الطريق، وهو ما تحذر منه مصر بشدة، وتنبه إلى خطورة المساس ببنود معاهدة السلام. ويردد نفس الأكاذيب وزراء اليمين المتطرف فى إسرائيل بن غفير «وزير الأمن القومي» وبينى غانتس «وزير الحرب السابق»، بينما يؤكد زعيم المعارضة يائير لابيد أن نتنياهو يفعل ذلك للتغطية على فشله الشخصي. سابعاً: تجددت أكاذيب نتنياهو فى هذا التوقيت للتغطية على اجتياح الضفة الغربية، على غرار ما حدث فى غزة، لتشتيت انتباه الرأى العام وإيجاد مبررات لإفشال صفقة تبادل الرهائن، والاستمرار فى سياسته العدوانية التى تضع المنطقة كلها على شفا التصعيد.