span style="font-family:" Arial","sans-serif""اليوم الأول: span style="font-family:" Arial","sans-serif""قبل كل شئ أنا أعلم تماماً أن تفاصيل يومي هي تفاصيل الحياة اليومية لكل أسرة مصرية متوسطة الحال مثل أسرتي، أنا فوقية وقد جمعتني الصدف بزوجي فائق، الحقيقة إن أول ما لفت نظري في فائق هو اسمه وتوافقه مع اسمي، ولكن بتطور علاقتنا سوياً وجدت فائق إنسان جميل واسم على مسمى، وجمع الحب بيننا وتزوجنا وبدأنا رحلة الكفاح سوياً منذ اثنتي عشر سنة كان فائق فيها نعم الزوج والصديق و قبل كل هذا نعم الحبيب. span style="font-family:" Arial","sans-serif""لكن بقدر تفاهمنا وبقدر حبنا بقدر ما تقسوا علينا تفاصيل اليوم المشحون بالمهام والالتزامات التي لا تترك لنا مساحة من السكينة نأنس فيها إلى بعضنا البعض، لكن فائق يبدي تفهماً كبيراً ولا يتذمر من انشغالي عنه، في الحقيقة أنا التي أتذمر من تلك التفاصيل التي جعلتني كالمربوطة في ساقية تعيد كل يوم نفس الدورة التي لا نهاية لها. span style="font-family:" Arial","sans-serif""ابني الكبير في الصف الرابع الابتدائي وابنتي في الصف الثاني، كنا نأمل أن نلحقهما في مدرسة لغات ولكن هيهات، أنا أعمل في مكتبة الجامعة وفائق يعمل في وزارة حكومية، نسكن شقة إيجار جديد ولا نملك سيارة، مثلنا مثل الغالبية العظمى من الناس، اختار فائق شقة قريبة من عملي ويمكنني أن أذهب إلى العمل سيراً على الأقدام خاصة في فصل الشتاء والخريف حيث حرارة الجو معتدلة بينما اضطر إلى ركوب الميكروباص في الصيف بسبب حرارة الجو. span style="font-family:" Arial","sans-serif""برنامجي اليومي يبدأ في الخامسة والنصف صباحاً وينتهي قرابة العاشرة مساءً، أعد الإفطار والسندوتشات للجميع، وفي السادسة أدير الراديو على إذاعة البرنامج العام وأوقظ الأولاد وأجهزهم للمدرسة التي تبدأ في السابعة والنصف، وفي السادسة والنصف يستيقظ فائق، ولا جدوى من استيقاظه قبل هذا الوقت فالحمام سيكون مشغولاً، شقتنا صغيرة وبها حمام واحد. span style="font-family:" Arial","sans-serif""يتجهز فائق في نصف ساعة ويتناول لقيمات بسيطة وهو واقف وأعطيه لفافة فيها سندوتش يتناوله في منتصف النهار، ويخرج وفي يده الولد والبنت كي يوصلهما للمدرسة القريبة ومن بعدها يتوجه إلى عمله الذي يبعد حوالي نصف ساعة بالمواصلات حتى يكون هناك في الثامنة تماماً. span style="font-family:" Arial","sans-serif""أتجهز للنزول بعد أن يخرج الجميع ولا أنسى أن أسحب من الفريزر علبة من علب الخضروات المطهية التي أعدها في نهاية الأسبوع حتى تذوب من التجميد داخل الثلاجة، وإذا كان لدي بضع دقائق إضافية فأقوم بوضع الملابس في الغسالة وأديرها قبل أن أنزل إلى العمل. span style="font-family:" Arial","sans-serif""يومي في المكتبة هادئ لا يزعجني فيها سوى الأتربة المتراكمة على الكتب والتي تثير لدي حساسية الصدر، لقد أصبت بهذه الحساسية بسبب عملي في المكتبة، حيث تحتوى هذه الأتربة الناعمة على فطريات مؤذية، فيما عدا هذا نادراً ما يكون هناك مشكلات من الطلاب المترددين على المكتبة أو من أعضاء هيئة التدريس، ومع إن حدوث المشكلات وارد ولكنها في مجملها مقدور عليها. span style="font-family:" Arial","sans-serif""في الواحدة والنصف أنصرف من المكتبة وأمر على المدرسة كي اصطحب الأولاد إلى المنزل حيث يتناولون الغداء ويستريحون قليلاً ونبدأ في الدراسة، أطالع طلبات المدرسين والواجبات المنزلية، ننتهي من الواجب المدرسي في الخامسة موعد عودة فائق من العمل. span style="font-family:" Arial","sans-serif""أتناول الغداء مع فائق الذي يأخذ غفوة بعدها لمدة ساعة ثم يستيقظ في السابعة، وفي هذا الفترة التي يغفو فيها فائق أبدأ تدريس اللغة الإنجليزية للولد والبنت، أتحاشى أن أنطق الحروف والكلمات بل أجعلهم يستمعون إليها من برامج تعليم اللغة، وجدت هذا هو الحل الوحيد حتى يتعلموا الإنجليزية ويعتادوا عليها مادامت كل الوظائف الجيدة تتطلب إجادة هذه اللغة. span style="font-family:" Arial","sans-serif""في السابعة أكون قد انتهيت من درس اللغة ويكون فائق قد استيقظ، فأترك الولد والبنت كي يلعبا قليلاً ويتناولان العشاء ثم يدخلا غرفتهما من أجل النوم، هنا أستطيع أن أجلس قليلاً مع فائق، أعد الشاي ونشاهد التلفيزيون سوياً، نتحدث عن اليوم بتفاصيله وأحداثه، فائق موهوب في إظهار التعاطف معي ومع الآخرين أيضاً بينما أنا فاشلة تماماً في هذا الأمر، أتعاطف بقوة ولكن أفشل في التعبير، عندما يخبرني فائق ببعض الأوقات الصعبة في العمل وهو أمر نادر أن يشكو من العمل، أجدني في حيرة من أمري ولا أعرف ماذا أقول فاكتفي بالدعاء له. span style="font-family:" Arial","sans-serif""في التاسعة والنصف أشعر أن قواي قد خارت وأغفو وأنا جالسة بينما فائق لازال يقظاً ولا يشعر بالنعاس، أغالب النوم ولكنه يغلبني فيربت فائق على كتفي ويطلب مني أن أخلد إلى الفراش، أتمنع قليلاً ولكنه يعرف إنني أريد أن أنام فيلح علي فألقي عليه التحية وأغوص في سريري وما هي إلا ثوانٍ معدودات حتى أكون قد استغرقت في النوم، نومي عميق حتى إنني لا أشعر بفائق عندما يدخل السرير لينام بجواري. span style="font-family:" Arial","sans-serif""هكذا مضت حياتنا كل يوم على ذات المنوال وبلا تغيير، ولكن هل بقيت علاقتي بفائق كما هي وعلى هذا الهدوء، هذا ما أريد أن أخبركم به وأن أجد عندكم النصيحة. span style="font-family:" Arial","sans-serif""يتبع