عواصم - وكالات الأنباء: توقع البيت الأبيض، أنَّ جولة مفاوضات الهدنة فى غزة بين إسرائيل وحركة حماس ستتواصل عدة أيام مقبلة. وبحسب «رويترز»، أوضح البيت الأبيض أن هناك جدولًا زمنيًا لمفاوضات الهدنة فى غزة يتوقف على قدرة المشاركين على التوصل إلى شيء. وتابع: «لا نريد أن نفقد عزمنا بضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة بأسرع وقت ممكن». ورفض المتحدث باسم الأمن القومى بالبيت الأبيض جون كيربى التلميحات بأن المحادثات انهارت وقال إنها على العكس من ذلك كانت «بناءة». وأضاف كيربى أن بريت مكجورك كبير مستشارى الرئيس الأمريكى جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط والمشارك فى المحادثات، سيغادر القاهرة قريبا بعد بقائه يوما إضافيا لبدء محادثات مجموعة العمل. فى غضون ذلك، كشف تقرير اسرائيلى إن الأمريكيين اعتمدوا «استراتيجية جديدة» فى مفاوضات صفقة التبادل، تتمحور حول محاولة التوصل إلى كل الاتفاقات الممكنة لعقد الصفقة، وتأجيل مناقشة قضايا الخلاف المعقدة إلى المرحلة التالية. وقالت صحيفة اسرائيل هيوم العبرية إن الولاياتالمتحدة تدفع باتجاه تحقيق كافة الاتفاقات الممكنة بين إسرائيل وحماس. وأضافت أنه من المتوقع أن تعود فرق التفاوض إلى القاهرة خلال أيام لإجراء جولة أخرى من المباحثات. وأشار التقرير الى أن أمريكا تحاول الحفاظ على المفاوضات وعدم الإعلان عن انهيارها. وذكرت القناة 12 العبرية، إن الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تنص على أن تقوم الفرق المهنية أولاً بمناقشة القضايا والتفاصيل حول القضايا التى يكون الخلاف حولها أقل صعوبة، مثل الفلسطينيين الرئيسيين الذين سيتم إطلاق سراحهم فى الصفقة وعدد الأسرى الفلسطينيين يمكن لإسرائيل أن تستخدم حق النقض (الفيتو) ضدهم، وبعد ذلك إذا توصل الطرفان إلى اتفاقات بشأن جميع القضايا سيكون من الممكن مناقشة النقطتين الرئيسيتين اللتين يدور حولهما جدل كبير وهما وجود الجيش الإسرائيلى فى محور «نيتساريم» وعلى طول محور فيلادلفيا. وعن جولة التفاوض السابقة، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية عن مصادر أمنية، إن نتنياهو كلف فريق التفاوض بأن يعرض الخطوط العريضة المقبولة لديه لمحور «نتساريم». وأشارت الصحيفة الى أن فريق التفاوض الإسرائيلى رفض الاقتراح، لكن نتنياهو أصر على إحالته للوسطاء الذين رفضوه رفضا قاطعا. ويقضى الاقتراح بحفر خنادق عبر الشوارع التى تعبر نتساريم من الشمال إلى الجنوب بطريقة لا تسمح بمرور السيارات، وتوجيه تلك الراغبة فى العبور، شرقا، حيث ستخضع للتفتيش قبل الدخول إلى شمال قطاع غزة. من جانبها، وجهت صحيفة «معاريف» العبرية، انتقادا لاذعا للحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو، بسبب تجاهلها للأوضاع المتدهورة فى الشمال، وتمسكها بشرط إبقاء قوات الجيش فى محور فيلادلفيا، خلال المفاوضات الرامية لإبرام صفقة الرهائن التى سيتم بموجبها إطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس.وقالت الصحيفة إن «حكومة إسرائيل مكونة من أشخاص عديمى المسئولية، لم يدركوا بعد أن إعادة السلام إلى الشمال أهم بكثير من محور فيلادلفيا»، وإن «محور فيلادلفيا هو عذر سياسى أكثر منه اعتبارًا أمنيًّا». وواصل الاحتلال الإسرائيلى غاراته الهستيرية على أنحاء متفرقة من القطاع أمس، فيما تتواصل عمليات نزوح ضخمة لمئات الآلاف من الأهالى العزٌل.وفى الضفة الغربية، استشهد 6 فلسطينيين مساء أمس الأول فى ضربة جوية من مسيرة إسرائيلية استهدفت مخيم نور شمس، شرق طولكرم». وأعلنت وزارة الصحة بغزة أمس إن الاحتلال الإسرائيلى ارتكب 3 مجازر ضد العائلات فى قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 41 شهيدًا و113 إصابة خلال ال 24ساعة الماضية. واشارت الصحة الى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلى إلى 40476 شهيدا و93647 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي. ولفتت الصحة أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفى الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدنى الوصول إليهم. وأكد مسؤول كبير بالأممالمتحدة: «نحن غير قادرين على تسليم المساعدات فى ظل الظروف المحيطة بنا.. توقفت عملياتنا فى غزة بداية من صباح الاثنين». وقال المسئول إن موظفى المنظمة الدولية العاملين فى غزة تلقوا توجيهات بالبحث عن سُبل تمكنهم من مواصلة جهود الإغاثة، وأن عمليات المنظمة لم يُعلن تعليقها رسميا. ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال حربًا دمرت مساحات واسعة من القطاع وتسببت فى نزوح معظم سكانه البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة، كما أدت إلى انتشار الجوع والأمراض. وحسب الأممالمتحدة، يعيش السكان فقط على 11% من إجمالى مساحة القطاع، مع تقلص المناطق الإنسانية التى حددها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد موجة من إخطارات الإخلاء مع استمرار العمليات العسكرية فى القطاع. وكانت المناطق الإنسانية التى حددها جيش الاحتلال فى بداية العام تمثل 33% من إجمالى مساحة غزة، حسب «إن بى سى نيوز»، التى تشير إلى أن المناطق «تعانى من ازدحام ونقص حاد فى الخدمات الأساسية، مثل المياه النظيفة». من جانب آخر أعلن جيش الاحتلال أمس تحرير مختطف إسرائيلى يدعى فرحان القاضى من نفق فى جنوب قطاع غزة، بينما قالت وسائل إعلامية إسرائيلية إنه «تمكن من الهرب». والقاضى «52 عامًا» من مدينة رهط الجنوبية، وكان يعمل حارسًا فى مصنع تعبئة فى كيبوتس ماجين، حين تم اختطافه من قبل حماس خلال هجوم 7 أكتوبر. وحسب ما نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، فقد تم تحرير القاضى من داخل نفق بواسطة وحدة النخبة 13 التابعة للبحرية. وقال جيش الاحتلال إنه «لا يمكن نشر المزيد من التفاصيل فى هذه المرحلة بسبب قضايا تتعلق بأمن الرهائن، وأمن قواته، وأمن الدولة، لكنه وصف عملية الإنقاذ بكونها «معقدة».