منذ أن بدأت مصر فى وضع مخططات العاصمة الادارية فى مكانها الحالى، وخلافات الرأى والرؤى لم تهدأ. بعد أن قطعت المدينة الإدارية الجديدة أشواطا كبيرة، وحققت الأهداف المنشودة منها، هبطت عليها الأموال من الداخل والخارج، والاستثمارات بالمليارات، ونجح مشروع العصر بامتياز، وتم ربطها بخطوط المواصلات وأبرزها القطار الكهربائى، وأصبحت العاصمة الادارية مهوى ومزارا لقادة العالم، ونموذجا فريدا للإرادة المصرية فى اقتحام المشكلات وتخفيف الكثافات السكانية عن المدن الكبرى. وتابعت عبر وسائل الإعلام الدولية ما قامت به إندونيسيا لنقل عاصمتها من (جاكرتا) إلى مدينة جديدة (نوسانتارا) ، وتمت مناقشة نقل العاصمة من جاكرتا لسنوات، ولكن الخطة دخلت حيز التنفيذ هذا الأسبوع، حيث استضاف الرئيس الإندونيسى احتفالات عيد الاستقلال بها . وكانت جاكرتا، الواقعة على جزيرة جاوة تضخمت لتصبح مدينة يسكنها 10.5 مليون نسمة، مع وجود حوالى 30 مليون نسمة فى المناطق الحضرية المتصلة بها. وفى عام 2022، أكدت مؤسسات حكومية أن (من الضرورى) نقل العاصمة من جاكرتا بسبب الضغط الكبير الذى تعانى منه المدينة وجزيرة جاوة من عوامل مثل الازدحام المرورى الشديد، والتلوث البيئى، والكثافة السكانية العالية. ويهدف المشروع إلى إحداث تحول جذرى فى اقتصاد اندونيسيا ودفعها نحو مصاف الدول المتقدمة، وأن العاصمة الجديدة تُعد جزءا أساسيا من الاستراتيجية الكبرى لإندونيسيا، المعروفة باسم (رؤية إندونيسيا الذهبية 2045م) تهدف إلى تحويل إندونيسيا إلى دولة متقدمة بحلول عام 2045م.