أعلن الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو يوم الاثنين عن العاصمة الجديدة للبلاد بدلا من جاكرتا، في محافظة كاليمانتان الشرقية، الجزء الاندونيسي من جزيرة بورنيو. الأمر الذي لفت الانتباه إلى مشروع العاصمة الإدارية الجديدة الذي تعمل عليه مصر منذ عام 2015. قال الرئيس الإندونيسي إن الهدف من تغيير العاصمة، ونقل المقر الإداري للحكومة يتمثل في تخفيف العبء عن جاكرتا وبقية جزيرة جافا، والبدء في تنشيط الاقتصاد في أجزاء أخرى من البلاد. وسيضم موقع العاصمة الجديد منطقتين: بيناجام باسير أوتارا وكوتاي كارتانيجارا في مقاطعة كاليمانتان الشرقية، وهذا هو الموقع الذي كانت الحكومة قد صرحت في وقت سابق بأنها تدرسه بالقرب من باليكبابان وساماريندا، أكبر مدينتين في المقاطعة، ويستغرق الذهاب إليهما مدة ساعتين من جاكرتا. وسيجري بناء العاصمة على مساحة 180،000 هكتار من الأراضي المملوكة للحكومة، وبالتالي توفير تكلفة الاستحواذ على الأراضي. كما أن الزلازل والفيضانات والانفجارات البركانية أقل شيوعًا في تلك المنطقة. وأضاف الرئيس الإندونيسي:"ما الحاجة الملحة الآن؟، لأننا لا يمكننا أن نترك جاكرتا وجزيرة جاوة الاستمرار في تحمل أعباء تزداد ثقلها بسبب الكثافة السكانية والاختناقات المرورية الشديدة وتلوث الهواء والماء الذي يجب معالجتها". وأوضح أن "الفجوة الاقتصادية بين جاوة وخارجها استمرت في الاتساع رغ سياسة الحكم الذاتي الإقليمية التي بدأت عام 2001"، مشيرا إلى أن 54% من سكان إندونيسيا الذين يزيد عددهم عن 260 مليون نسمة يقيمون في جاوة، وأن 58% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد يتم إنتاجه في الجزيرة، على الرغم من أنها أصغر جزر إندونيسيا الرئيسية الخمس. باليكبابان هي موطن مصافي النفط والميناء، مما يجعلها مرنتمكزًا اقتصاديًا في كاليمانتان. ساماريندا هي عاصمة مقاطعة كاليمانتان الشرقية. مقارنة مع أجزاء أخرى من كاليمانتان التي سبق النظر فيها ، فإن الكثير من البنية التحتية اللازمة موجودة بالفعل. يوجد في كلتا المدينتين مطار دولي ، ويمكن توصيلهما ببقية الجزيرة عبر الطرق السريعة والسكك الحديدية. تقدر تكلفة بناء مدينة لاستيعاب 1.5 مليون شخص 33 مليار دولار. وسيتم تمويل المشاريع من خلال تمويل من الحكومة والمؤسسات المملوكة للدولة والشركات الخاصة والشراكات بين القطاعين العام والخاص. تشير السلطات الإندونيسية إلى نجاح نقل 30 عاصمة على الأقل في القرن الماضي، بما في ذلك برازيليا (البرازيل) وأستانا (كازاخستان) وكانبيرا (أستراليا)، فضلا عن تجربة مصر في نقل عاصمتها الإدارية.