يسلّط اليوم العالمي للعمل الإنساني الضوء على مئات الآلاف من المتطوعين المسؤولين عن تقديم الرعاية الصحية العاجلة والمأوى والغذاء والحماية والمياه للكثير من المتضررين في مناطق النزاعات والكوارث الطبيعية. وانطلاقاً من روح التضامن التي تحرك جهود العمل الإنساني، يتخلى الآلاف من مقدمي الإغاثة عن بيوتهم المريحة لمساعدة الآخرين من الفقراء الذين أصابتهم المجاعات، أو المدنيين الذين شتتوا بسبب الصراعات أو ضحايا الكوارث الطبيعية، وكل من يحتاج إلى من يخفف عنه المعاناة. وتشير تقارير الأممالمتحدة أن عام 2023 هو الأكثر دموية على الإطلاق للعاملين في المجال الإنساني. والمتوقع أن يكون عام 2024 أسوأ من سالفه وتكشف هذه التقارير عن حقيقة صارخة، ألا وهي أن العالم عاجز عن مساعدة العاملين في المجال الإنساني، وبالتالي الأشخاص الذين يخدمونهم. وعلى الرغم من القوانين الدولية المتفق عليها عالميًا لتنظيم سلوك الصراع المسلح والحد من تأثيره، فإن انتهاكات هذه القوانين مستمرة بلا أي رادع. وبينما يدفع المدنيون الثمن بما في ذلك العاملون في مجال الإغاثة، يواصل الجناة التهرب من العدالة. أقرا أيضا اليوم العالمي للعمل الإنساني| الجامعة العربية تندد بانتهاكات الاحتلال في غزة حقائق وأرقام وتشير تقارير عرضها موقع الأممالمتحدة في الفترة بين مارس 2024 وحتي أغسطس 2024، أن الخدمات الإنسانية خلال الأشهر الستة الأولى من الحرب على غزة وحتي "مارس 2024"أن حالات الوفاة تفوق 30 ألف من بين المدنيين وتشمل أكثر من 150 عامل إغاثة وهو رقم غير مسبوق في مثل هذة الفترة القصيرة. وبحسب ما أشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية فقد ارتفع عدد القتلى من بين عمال الإغاثة بأكثر من الضعف في مدة عامين، لينتقل من 118 قتيل في عام 2022 إلى 261 في عام 2023، وفي العام نفسه، تم اختطاف 78 شخص من بين عمال الإغاثة وإصابة 196 آخرين على المستوى العالمي. وقدرت نسبة عمال الإغاثة الذين قتلوا من الموظفين الوطنيين بنحو 96 % ومن الموظفين الدوليين (مغتربين) بنحو 4%، وما يقرب من النصف (47٪) من موظفي المنظمات غير الحكومية الوطنية. وتتطلب النظرة العامة العالمية للعمل الإنساني لعام 2024 مبلغ 48.65 مليار دولار لمساعدة 186.5 مليون شخص في الحاجة. الخسائر البشرية الناجمة عن تجاهل القانون الإنساني الدولي بدءًا من النهب والعرقلة إلى الهجمات وتهديد سلامة العاملين في المجال الإنساني وحركتهم، يُعرض كل ذلك حياة ملايين المحتاجين إلى المساعدة الإنسانية للخطر. ويؤدي هذا إلى فقدان الأشخاص العاديين إمكانية الوصول إلى الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والماء والرعاية الطبية. وإن تدمير المستشفيات والمدارس وغيرها من البنيه التحتية المدنية، يُدمّر المجتمعات المحلية للعديد من الأجيال القادمة. وأصبحت الهجمات التي تلحق الضرّر بالعاملين في المجال الإنساني متكرّرة بشكل متزايد وتُشكّل انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي. وقُتل حتى الآن، خلال هذا العام، أكثر من 170 عاملاً من العاملين في المجال الإنساني، بينما أصيب أو اختطف 150 آخرين، على الأقل. وعلى الرغم من هذه التحديات، لا يزال العاملون في المجال الإنساني يواصلون سعيهم لمساعدة كل المحتاجين إلى المساعدة الإنسانية. ما هو اليوم العالمي للعمل الإنساني؟ اليوم العالمي للعمل الإنساني هو يوم مخصص للاعتراف بمجهودات العاملين في المجال الإنساني وأولئك الذين فقدوا حياتهم بسبب المساعدات الإنسانية. وجعلت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا التاريخ يومًا عالميًا للعمل الإنساني تخليدًا لذكرى 22 شخصًا لقوا حتفهم في الهجوم الإرهابي الوحشي الذي استهدف المقر الرئيسي للأمم المتحدة في العاصمة العراقية بغداد، في 19 أغسطس 2003. ويمثل اليوم العالمي للعمل الإنساني، دعوة لكافة الدول والشعوب، بضرورة نشر السلام الدولي، من أجل حماية حقوق الأشخاص العاديين، خاصة الأطفال، وتوفير المتطلبات الأساسية التي تضمن بقائهم على الأرض، من طعام، مياه، ملابس، رعاية صحية، وغير ذلك، لذا فإن تدمير الأساسيات، يؤدي إلى وفاة عدد كبير من الأشخاص، ويجعل مكانهم خاليا من الأمان