بقلم: جون هولمز في اليوم العالمي للإغاثة الإنسانية نتذكر الملايين من الناس المتضررين من الحروب والكوارث الطبيعية والأمراض وسوء التغذية, كما نتذكر أولئك الذين يعملون دون كلل أوهوادة لرفع المعاناة عنهم. إن المحتاجين في أشد الحاجة لتلقي مساعداتنا, غير أن قدرتنا علي الوصول إليهم, للأسف, تتعرض للمخاطر بشكل متزايد. يجتهد العاملون في الإغاثة الإنسانية لتأمين حصول كل من تعرضوا للصدمة علي المساعدة المنقذة للحياة, بغض النظر عن أماكن وجودهم في العالم, أو ديانتهم, أو أعراقهم أو مستواهم الإجتماعي. وليست لدينا أية أجندة أخري غير إنقاذ الأرواح وتقديم أساسيات الحياة من غذاء, وماء, ومأوي, ورعاية طبية وحماية لأكثر الناس ضعفا. ومع ذلك أصبحنا اليوم مستهدفين في الكثير من الأماكن التي يعمل بها موظفو الإغاثة الإنسانية, وحيث كنا نحظي في الماضي بكل الاحترام والتقدير. إن الهجمات العنيفة علي موظفي الإغاثة الإنسانية تزداد تكرارا وعنفا. فقد قتل أكثر من100 عامل بالإغاثة خلال العامين2008 و2009 وهو أكثر بثلاثة أضعاف من عدد الذين قتلوا خلال العقد الماضي, وضعف عدد من قتلوا عام2005. وقد كان عام2009, حسب الاحصاءات وبالإجماع, أكثر الأعوام المميتة لموظفي الإغاثة الإنسانية, وتتصدر كل من أفغانستان, وباكستان, والصومال الطليعة في أعداد الوفيات وعمليات الخطف والهجمات, حيث كثيرا ما يستهدف موظفو الإغاثة عن قصد, وكذلك يتعاظم الخطر أيضا في مناطق كان السطو يمثل الخطر الأكبر فيها, مثل السودان, وتشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطي. وفي عام2010, قتل حتي الآن ما لا يقل عن30 من العاملين بالإغاثة الإنسانية أثناء القيام بعملهم. إننا نواجه مستقبلا سنحتاج فيه للمزيد من الإغاثة الإنسانية لمجابهة تغير المناخ والكوارث الطبيعية, وارتفاع أعداد المدنيين ضحايا الصراعات الداخلية, ويوجد الآن, نتيجة للصراعات, أكثر من27 مليون مشرد داخلي, و10 ملايين لاجئ, فيما يعاني واحد من كل ستة أشخاص من الجوع بصورة مزمنة.وإذا لم تتح للعاملين بالإغاثة الإنسانية إمكانية الوصول الكامل والحر إلي من هم بحاجة للمساعدة فإن الآلاف من هؤلاء لن يتمكنوا من الحصول علي كمية أو نوعية المساعدة التي يحتاجونها. لذا نحتاج لرفع الوعي بالمبادئ التي يتم علي أساسها هذا العمل وباحترام هذه المبادئ المتمثلة في: الإنسانية, والنزاهة, والحياد, والاستقلالية. فعلي مدي سنوات عديدة, وخلال العديد من حالات الصراع المسلح وليس كلها حظي العاملون في الإغاثة الإنسانية بصفة عامة بمستوي مرتفع من القبول والاحترام من قبل الأطراف المتصارعة. وكنا نحتمي براية الأممالمتحدة والشعارات والشارات الإنسانية المميزة لمنظمتنا. غير أنه لم يعد من الممكن الاعتماد علي ذلك اليوم. هناك تصور بصدد الإنتشار يعتبر أن خدمات الإغاثة الإنسانية تقدمها المنظمات والوكالات الغربية فقط, أو أنها تمثل بشكل أو بأخر رؤية أيديولوجية أو رؤية عالمية. وهذا مفهوم خاطئ تماما غير أنه آخذ في الإنتشار بصورة واسعة في بعض المناطق. ولا يخفي أن مروجي هذا النوع من التشكيك في أعمال الإغاثة الإنسانية, والذي جعلوا عملنا أكثر إماتة في السنوات القليلة الماضية, هم في معظم الأحيان أولئك الذين يتخفون وراء هذا التشكيك لتبرير ما يقومون به من أعمال لها أسباب سياسية واضحة, أو في بعض الحالات, أولئك الذين لديهم الكثير ممن يرغبون في إخفائه. وعلي كل فإن ما نحتاجه اليوم بشدة هو قبول أفضل لأعمال الإغاثة الإنسانية من الجهات الفاعلة سواءا تلك التابعة للدول أو غير التابعة لها. إن غالبية موظفي الإغاثة يأتون من نفس البلدان التي يعملون بها وهم يمثلون أيضا غالبية ضحايا الهجمات علي موظفي الإغاثة. إن موظفي الإغاثة الوطنيون منهم والدوليون, النساء منهم والرجال, يمثلون جميع الثقافات, والأيديولوجيات والخلفيات, هؤلاء الأفراد الشجعان يوحدهم التزامهم الإنساني المشترك الذي هو قيمة عالمية ومسئولية. إنهم يعملون باسم الجميع. وإن منعهم من القيام بعملهم لا يضر بأحد أكثر من إضراره بأشد الناس ضعفا. إن هذا اليوم فرصة طيبة لتجديد الالتزام بالمبادئ الإنسانية من قبل كل المعنيين.