واصل الاحتلال الإسرائيلى عدوانه الشرس على قطاع غزة لليوم ال 316 على التوالى عبر شن عشرات الغارات على مختلف المناطق مما أدى إلى استشهاد العشرات وإصابة آخرين، تزامن ذلك مع أوامر إخلاء جديدة من الاحتلال لإخلاء مناطق فى القطاع تمهيدًا لاستهدافها بعملية عسكرية. وأعلنت مصادر طبية أن 24 فلسطينيًا استشهدوا منذ فجر أمس فى غارات للاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة، بينهم 15 فردًا من عائلة شطبت بالكامل من السجل المدنى. اقرأ أيضًا | تغير درامى فى مسار الحرب الروسية الأوكرانية ونسف الاحتلال الإسرائيلى مبانى سكنية غربى المدينة، وشن غارة جوية استهدفت شمالى رفح. وتعرض حى الزيتون جنوب شرقى مدينة غزة لقصف مدفعى عنيف، كما قصفت مدفعية الاحتلال حى تل الهوا جنوب غربى غزة. واستشهد طفل برصاص الاحتلال جراء إصابته بالرأس خلال غارة للاحتلال على مخيم للنازحين غربى خان يونس جنوبى. واستهدفت أوامر الإخلاء الجديدة كل السكان والنازحين من مناطق فى وسط القطاع المكتظ بالنازحين فى المغازى وحارات صلاح الدين، الفاروق والأمل. ونشر جيش الاحتلال منشورات على مخيم المغازي، مطالبا فيها المواطنين بالخروج من المنطقة والتوجه جنوبًا إلى ما يدعى أنها «منطقة إنسانية آمنة»، يأتى ذلك بعد يوم من إصدار الاحتلال أوامر إخلاء للمدنيين من مناطق فى جنوبغزة، بزعم إطلاق صواريخ من تلك المناطق المكتظة بالسكان. ورغم أوامر الإخلاء وعمليات القصف المستمر، زعمت هيئة البث الإسرائيلية أن عمليات الجيش الإسرائيلى انتهت بشكل عام فى قطاع غزة. وقالت الهيئة إن المؤسسة الأمنية أبلغت القيادة السياسية أن الوقت حان لصفقة تبادل أسرى، ويمكن لإسرائيل دخول غزة مرة أخرى عندما تتوافر معلومات استخباراتية جديدة. وقال الاحتلال إن طائرات الاحتلال نفذت 40 غارة فى قطاع غزة خلال آخر 24 ساعة، زاعمًا أنه قصف منصة أطلقت منها صواريخ من وسط القطاع. من جهتها، قالت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن إسرائيل قلصت المنطقة الإنسانية إلى 11% من مساحة قطاع غزة، موضحة أن النازحين لا يجدون مكانًا آمنًا فى القطاع. وفى ظل الظروف الصحية الصعبة التى يمر بها قطاع غزة وانتشار الأمراض المعدية، سجل القطاع المحاصر أول حالة إصابة بشلل الأطفال منذ 25 عامًا. وأعلن وزير الصحة الفلسطينى ماجد أبو رمضان أن تأكيد أول إصابة بشلل الأطفال فى جنوب القطاع يعنى أن هناك مئات الحالات غير المكتشفة. وقال رمضان إنهم مستعدون لمواجهة انتشار فيروس شلل الأطفال ونتعاون مع كافة المنظمات لاحتوائه. من جهته، قال مدير مستشفى كمال عدوان إن هناك تعمدًا واضحًا من الاحتلال لتهيئة ظروف تفشى فيروس شلل الأطفال. وأضاف: «نحن الآن أمام حرب فيروسية يشنها الاحتلال على غزة إلى جانب عدوانه المستمر». وسياسيًا، تبذل دول الوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، جهودًا مكثفة لدفع إسرائيل وحماس، إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة، وإبرام صفقة تبادل المحتجزين فى القطاع مقابل الأسرى الفلسطينيين فى سجون الاحتلال. وقال الرئيس الأمريكى جو بايدن، أمس الأول إنه لا ينبغى لأى طرف فى الشرق الأوسط أن يقوض جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة وإطلاق سراح المحتجزين. وأعرب بايدن عن اعتقاده أن الاتفاق بات يلوح فى الأفق الآن. وكشف موقع «أكسيوس» عن مسئولين أمريكيين أن بايدن يسعى للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة وإطلاق سراح الأسرى نهاية الأسبوع المقبل. وأكد المسئولون أن الاتفاق المطروح بشأن غزة هو الأفضل لإطلاق سراح المحتجزين وتخفيف معاناة سكان القطاع ومنع حرب إقليمية. فى المقابل، رأى القيادى فى حركة حماس سامى أبو زهرى أن حديث بايدن عن قرب التوصل لاتفاق فى غزة هو «وهم». وأكد أبو زهرى فى بيان أن الاحتلال يواصل عرقلة كل المساعى لإتمام أى اتفاق.. لسنا أمام اتفاق أو مفاوضات حقيقية، بل أمام فرض إملاءات أمريكية. وجرت على مدى اليومين الماضيين، جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، فى العاصمة القطرية الدوحة، أثمرت عن تخفيف مواقف المفاوضين الإسرائيليين من قضايا بما فى ذلك السيطرة العسكرية الإسرائيلية على أراضٍ محددة فى غزة، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، وفقا لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية نقلا عن وسطاء. ومع ذلك، لم يوقع زعماء من إسرائيل وحماس علنًا على هذه التحولات فى المواقف. وفى الضفة الغربية، اندلعت مواجهات عنيفة بين فلسطينيين وجنود الاحتلال الذى أطلق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، بعد اقتحام الاحتلال بلدة يعبد غرب جنين. كما نصب الاحتلال حاجزًا عسكريًا فى البلدة ودقق فى هويات الفلسطينيين.