تمثيلية النفق الذى نشرت إسرائيل صورته.. مزيفة وملفقة وسخيفة، والمركبة العسكرية المحشورة فيه ليس لها متسع للتحرك، وجوانبه رملية وهشة وتنهار بسهولة، والصورة نفسها تؤكد أن ارتفاعه لا يمكن أن يبلغ ثلاثة أمتار. تلجأ إسرائيل دائماً لأكاذيب الأنفاق على الحدود المصرية وتجعل منها أسطورة للتعتيم على فشلها العسكرى فى غزة، ولإفساد خطة التهدئة ووقف إطلاق النار، واستكمال خطة تدمير غزة بالكامل. لم تضبط إسرائيل قطعة سلاح واحدة تم تهريبها عن طريق الحدود مع مصر، وإلا ملأت الدنيا صخباً وضجيجاً ونشرت الصور، ووزعت قادتها العسكريين فى وسائل الإعلام يتحدثون عن ذلك. حماس تحصل على السلاح من الجيش الإسرائيلى نفسه، وهذا ما نشرته نيويورك تايمز فى تقرير مطول نشر فى فبراير الماضى، عن طريق سرقة المعسكرات والعملاء وتجار الأسلحة والذخيرة التى لا تنفجر وتعيد حماس تدويرها. ومصر تؤمن حدودها من كافة الجهات وليس من ناحية غزة فقط، لأن ذلك هو البند الأول فى أجندة الأمن القومى المصرى، وليس من أجل عيون إسرائيل ولا أكاذيبها المفضوحة، ويحدث ذلك منذ سنوات وليس الآن فقط. الإجراءات التى تتخذها مصر لتأمين حدودها مع غزة متعددة وشاملة، بهدم كافة الأنفاق ومنطقة عازلة خمسة كيلومترات، والنفق يجب أن يكون طوله سبعة أو ستة كيلومترات ليعبر من غزة إلى مصر، وهذا أمر مستحيل ويتطلب حفارات عملاقة مثل التى تم استخدامها فى حفر أنفاق قناة السويس. ومن أيام الرئيس مبارك تثير إسرائيل أكاذيب الأنفاق، ورد عليهم الرئيس الراحل بقوله «النفق له فتحتان، واحدة عندنا والأخرى عندكم، سدوا الفتحات عندكم وبطلوا دوشة»، ولم تغلق إسرائيل الفتحات ولم تبطل دوشة، رغم أن غزة فى ذلك الوقت كانت تحت السيطرة الكاملة لإسرائيل، وظلت تكذب ولا تقدم سنداً أو دليلاً واحداً. قامت إسرائيل بعد السابع من أكتوبر بتدمير غزة بحثاً عن الأنفاق ولم تجدها، أو وجدت حفراً هزيلة، ليست بطول 500 كيلومتر كما كانت تزعم، ولا بارتفاع 15 طابقاً، ولا تسير فيها المركبات العسكرية.. لم تجد شيئاً من ذلك وتستمر فى أكاذيبها. وحصدت إسرائيل السخرية والاستهزاء عندما نشرت فيديو مطموس المعالم ليحيى السنوار زاعمة أنه يمر عبر أحد الأنفاق، فكيف تتركه يمر دون توقيفه أو قتله؟، وأتضح أن الفيديو قديم جداً وقامت حماس نفسها بنشره. إسرائيل تستخدم أسلوب وزير الدعاية النازى «جوبلز» فى نشر الأكاذيب «اكذب ثم اكذب.. قد يصدقك الناس»، ولا يصدقها أحد إلا السياسيون والعسكريون الإسرائيليون الموتورون، الذين يظهرون فى الفضائيات، ويصرخون بصوت عالٍ، ويتم ضبطهم بالكذب. نتنياهو يسعى إلى توسيع نطاق الحرب، وتوريط المنطقة كلها فى أزمات لا تنتهى، حتى يضمن بقاءه واستمراره فى الحكم، حتى لو هدم المعبد فوق رءوس الجميع.