حلم الوطن وأرض الميعاد وشُعب رزخ تحت آثام الاحتلال.. وثرى رُوي بدم الأبرار وجروح لم تنضب في أرض الأحرار.. وعدٌ تُلي لأشواق دمٍ بأرضٍ ودار.. كتبت على نفسها أن تحيا للفداء وتمضي بالغالي والنفيس إلى أن تعود فلسطين. ومن بين حلم وطنٍ كان أن يرفرف علمها بألوانه الأربعة خفاقًا بين الأمم يتباهي به أبناؤه ويمثلونه أمام العالمين خير تمثيل. ومن جديد، أدار العالم ظهره للبطش والطغيان ورضخ لمنطق الحق، فأقر بحق فلسطين في نيل العضوية الكاملة بالأممالمتحدة دون أن يعبأ بالتسلط الأمريكي. تصويت الجمعية العامة لصالح فلسطين وصوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الجمعة 10 مايو، بالأغلبية الساحقة لصالح حصول فلسطين على العضوية الكاملة بالأممالمتحدة. وحظي مشروع قرار عضوية فلسطينبالأممالمتحدة على تأييد 143 عضوًا، فيما اعترض 9 أعضاء فقط، وامتنع 25 عضوًا عن التصويت. وكان من بين البلدان التسعة المعترضة على مشروع القرار كلٌ من الولاياتالمتحدة وإسرائيل، اللذان لعبا دور الخصم والحكم في آن واحد. رحلة فلسطين في الأممالمتحدة رحلة فلسطين نحو الحصول على الاعتراف الدولي بدأت عام 1993، حينما تم توقيع اتفاقية أوسلو في 13 سبتمبر من ذلك العام، وتم حينها الإقرار بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلًا شرعيًا لدولة فلسطين تقود مفاوضات حل الدولتين والاعتراف بفلسطين دول مستقلة. ورغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على توقيع اتفاقية أوسلو لم تعرف فلسطين بعد نيل عضوية الأممالمتحدة، وكان السبب الأكبر في ذلك التنصل الإسرائيلي من بنود اتفاقية أوسلو، التي وقعها رئيس الوزراء الإسرائيلي اليساري إسحاق رابين. بداية فلسطين مع حلم العضوية الكاملة بالأممالمتحدة على أرض الواقع كان في سبتمبر عام 2011، حينما قدمت فلسطين بطلب الحصول على العضوية الكاملة تقدمت فلسطين في ذلك العام بطلب الحصول على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة، حينما سلم الرئيس الفلسطيني محمود عباس للأمين العام للأمم المتحدة آنذاك بان كي مون طلب دولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2011. ولم تحظ فلسطين وقتها بالعضوية الكاملة وقتها، حيث استخدمت الولاياتالمتحدة حق النقض "الفيتو" ما حال دون موافقة مجلس الأمن على طلب دولة فلسطين. صفقة مراقب غير عضو ومع ذلك، توجهت فلسطين مباشرة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ونالت صفة مراقب غير عضو في الأممالمتحدة حالها كحال دولة الفاتيكان. ونالت فلسطين صفة مراقب غير عضو، خلال تصويت الجمعية العامة في 29 نوفمبر 2012، حيث صوّتت 134 دولة لصالح ذلك، فيما عارضت 9 دول فقط، من بينها الولاياتالمتحدة وإسرائيل، وامتنعت 41 دولة أخرى عن التصويت. ورُفع علم فلسطين في ساحة الأممالمتحدة لأول مرة في 30 سبتمبر عام 2015، جنبًا إلى جنب مع أعلام الدول الأعضاء بالمنظمة، والبالغ عددهم 193 دولة، بعد أقل من ثلاث سنوات على نيل فلسطين صفة مراقب غير عضو. وفي أبريل الماضي، وإبان اشتعال الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، والتي تدور رحاها منذ السابع من أكتوبر الماضي، قدمت الجزائر بمشروع قرار في مجلس الأمن لنيل فلسطين العضوية الكاملة للأمم المتحدة. ولكن مرة أخرى وقفت الولاياتالمتحدة سدًا منيعًا ارتضى أن يحابي إسرائيل على حساب الحق الفلسطيني، فاستخدمت أمريكا حق النقض الفيتو لإبطال المشروع الجزائري. وصوّتت 12 دولة في مجلس الأمن لصالح عضوية فلسطين مقابل رفض وحيد كان من واشنطن، فيما امتنعت بريطانيا وسويسرا عن التصويت، ليحرم الفيتو الأمريكي فلسطين من عضوية الأممالمتحدة. ولا تزال فلسطين مصرّة على المضي قدمًا في حلمها رغم التعنت الأمريكي الصهيوني، ومن بين تلك الخطوات ما جرى من تصويت أممي داخل أروقة الأممالمتحدة أقر بالحق الفلسطيني ببصمة 143 دولة حول العالم.