قبل نحو سبع سنوات ذهبت أحلام الفلسطينيين في نيل العضوية الكاملة بالأممالمتحدة أدراج الرياح، حينما فشلت مساعي السلطة الفلسطينية في نيل العضوية الكاملة للدولة الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن قدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلبًا للأمين العام للمنظمة آنذاك، بان كي مون، خلال أعمال الدورة السادسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر عام 2011. وحال حق النقض "الفيتو" الأمريكي وقتها دون أن تكون فلسطين هي الدولة رقم 194 بالأممالمتحدة، وذلك حينما عُرض الأمر على مجلس الأمن الدولي، الجهة الأكثر صنعًا للقرار السياسي في الأممالمتحدة. كيفية الحصول على عضوية الأممالمتحدة وطبقًا لميثاق الأممالمتحدة، فإن مطلب الدولة الساعية للحصول على عضوية المنظمة الأممية، يمر عبر قناتين، هما مجلس الأمن والأممالمتحدة. في البداية يتم عرض الأمر على مجلس الأمن، المؤلف من خمسة عشر عضوًا، ولكي يمر القرار الأممي بمجلس الأمن، لا بد من موافقة تسعةٍ من الأعضاء، شريطة ألا تكون إحدى الدول الخمس المتمتعة بحق "الفيتو" (أمريكا وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين) من بين المصوتين ضد مسألة انضمام الدولة الجديدة. وإذا وافق مجلس الأمن على طلب الدولة يتم عرض الأمر على الجمعية العامة، وتصبح الدولة عضوًا في الأممالمتحدة إذا وافق ثلثا أعضاء الجمعية العامة. لكن يمكن للبلد أن تتجاوز مجلس الأمن وتذهب مباشرةً إلى الجمعية العامة، وإذا تم موافقة ثلثيها تنال الدولة صفة مراقب غير عضوٍ، وهو ما حدث مع فلسطين في نوفمبر عام 2012، بعدما استخدمت الولاياتالمتحدة الفيتو ضد نيلها العضوية الكاملة. وحاليًا، لا يوجد في الأممالمتحدة سوى بلدين، لهما صفة المراقب غير العضو، هما فلسطين والفاتيكان (الدولة الدينية الواقعة داخل إيطاليا)، لكنهما لا يتمتعان بالعضوية الكاملة. فلسطين بالعضوية الكاملة 2019 وبعد نحو ست سنوات من نيلها صفة مراقب غير عضو، طرأ شيءٌ إيجابيٌ جديدٌ لدولة فلسطين، حيث ستسمح الأممالمتحدةلفلسطين بالعمل على نحوٍ أكبر كدولةٍ ذات عضويةٍ كاملةٍ بالأممالمتحدة خلال اجتماعات 2019، بصورةٍ استثنائيةٍ، وذلك حينما ترأس مجموعة السبعة والسبعين والصين للدول النامية. تلك الخطوة مرت بموافقة 126 دولة في الأممالمتحدة، في حين رفضتها ثلاث دول، هي الولاياتالمتحدة وإسرائيل واستراليا، في حين امتنعت 26 دولة عن التصويت ولم تحضر 29 دولة عملية التصويت. موقفٌ يعتبر بمثابة فأل خير للفلسطينيين حول قوة موقفهم بشأن الحصول على تأييدٍ دولٍ واسعٍ بدولتهم على حدود الرابع من يونيو عام 1967. وإذا كانت تلك الخطوة قد عززت من موقف فلسطين من الناحية الدولية، فهي على النقيض أظهرت مدى عزلة الولاياتالمتحدة دوليًا بشأن القضية الفلسطينية، وعجزها عن حشد أي تأييدٍ لموقفها، باستثناء ضالتها الوحيدة التي كانت في استراليا.