أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أهمية تحقيق الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط وتهدئة التوتر الإقليمى والتحرك، من أجل التوصل لوقف إطلاق نار فورى فى قطاع غزة وتقديم المساعدات الإغاثية للفلسطينيين بالقطاع. جاء ذلك فى كلمة الرئيس السيسى خلال مؤتمر صحفى مشترك بقصر الاتحادية مع دينيس بيشيروفيتش رئيس مجلس رئاسة البوسنة والهرسك بحضور وفدى البلدين. وقال الرئيس السيسي : «توافقت مع رئيس البوسنة على ضرورة بذل كافة المساعى لتحقيق الاستقرار فى الشرق الأوسط وتهدئة التوتر الإقليمى وأهمية تكاتف الجهود الدولية لتحقيق الوقف الفورى لإطلاق النار فى قطاع غزة وإنفاذ المساعدات الإغاثية لمناطق القطاع كافة». وشدد الرئيس السيسى على ضرورة الانخراط الجاد والفورى فى مسارات التوصل لحل سياسي عادل ومستدام للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وإنفاذ دولة فلسطينية على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدسالشرقية. وقال الرئيس السيسي: «إنه لمن دواعى سرورى، أن أرحب بفخامتكم والوفد المرافق لكم، فى أول زيارة لمصر على هذا المستوى الرفيع من دولة البوسنة والهرسك منذ أكثر من 14 عاماً، وأؤكد ثقتى، فى أن هذه الزيارة ستسهم فى إثراء علاقاتنا الثنائية.. وستدفع بها نحو آفاق جديدة.. لتحقيق ما يصبو إليه شعبا بلدينا الصديقان». وأضاف السيسى: «أن مصر كانت من أوائل الدول التى أقامت علاقات دبلوماسية مع البوسنة والهرسك، حيث تحملت مسئوليتها كدولة راعية للسلام فى العالم من خلال مشاركتها فى عملية حفظ وبناء السلام فى البوسنة والهرسك»، وأكد موقف مصر الراسخ باحترام سيادة ووحدة أراضى البوسنة والهرسك، والاستعداد للتعاون مع مختلف مكونات مجتمع البوسنة والهرسك بالشكل الذى يحقق الاستقرار والتنمية فيها. وهنأ الرئيس السيسي، البوسنة والهرسك؛ بمناسبة موافقة المجلس الأوروبى مؤخراً على فتح باب مفاوضات انضمامها إلى الاتحاد الأوروبى، وتمنى التوفيق والتقدم على هذا المسار المهم لمستقبل البلاد،وأوضح أنه أجرى مع رئيس البوسنة، مباحثات مهمة عكست رغبة مشتركة فى تعزيز العلاقات الثنائية، وأكد فى هذا الصدد الحرص على تعميق وتطوير كافة أشكال التعاون، القائمة بين البلدين. وقال : إن المباحثات شهدت استعراض جهود تعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى والاستثمارى بين البلدين، وتم التأكيد على الاهتمام المشترك بضرورة استخدام آليات التعاون القائمة وتطويرها بما فى ذلك تفعيل اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادى والعلمى والفنى، لدفع جهود تعزيز التبادل التجارى بين البلدين، فضلاً عن الترحيب بالعمل لتعزيز التبادل السياحى من خلال إطلاق خط طيران مباشر من بعض المدن البوسنية إلى مدينة الغردقة،بما يسهم فى تنشيط حركة السياحة بين البلدين. وجدد الرئيس السيسى ترحيبه برئيس مجلس رئاسة البوسنة والهرسك فى مصر، متمنياً أن تكون هذه الزيارة خطوة رئيسية فى سبيل تعزيز وتطوير التعاون المشترك «بين بلدينا الصديقين»، بما يثرى العلاقات والروابط التاريخية التى تجمع شعبى البلدين. وأعرب الرئيس السيسى، فى ختام كلمته، عن خالص الشكر لرئيس مجلس رئاسة البوسنة والهرسك على توجيه الدعوة لزيارة بلاده الصديقة، وتطلعه إلى تلبيتها فى أقرب فرصة ممكنة؛ لمواصلة العمل على ترفيع العلاقات بين البلدين. ومن جانبه أكد دينيس بيشيروفيتش أن بلاده تكن كل الاحترام والتقدير لمصر باعتبارها زعيمة العالم العربى والإفريقى، ودولة مهمة فى الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط. وأعرب بيشيروفيتش عن بالغ وخالص الشكر والتقدير للرئيس السيسى شخصيا، وللشعب المصرى الصديق على كل ما قدم حتى الآن للبوسنة والهرسك من مساعدات. وأشار إلى أنه تم فى العام الماضى الاحتفال بمرور 30 عاما على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين مصر والبوسنة والهرسك، وأشار إلى أن العلاقات بين البلدين والشعبين تمتد لتاريخ طويل. وأضاف دينيس «أن دعم مصر للبوسنة والهرسك استمر حتى بعد الحرب، وبعد اتفاقية دايتون للسلام»، وأشار إلى دعم بلاده الكامل لوحدة أراضى وسيادة واستقرار واستقلالية مصر. وأشار إلى أنه وجه دعوة للرئيس عبد الفتاح السيسى لزيارة عاصمة البوسنة والهرسك ساراييفو، قائلا: «نتطلع أن تكون أول رئيس مصرى يزور البوسنة والهرسك فى القرن ال21». وأعرب بيشيروفيتش عن الرغبة فى تعزيز التعاون فى كثير من المجالات مع مصر، وخاصة فى المجالات الاقتصادية والتجارية، وكذا مجال الدفاع، نظرا لما تتمتع به صناعة الإنتاج الحربى فى البوسنة والهرسك من تطور كبير. وأضاف أنه «حال تحقيق التعاون الاقتصادى بين البلدين، سيتيح ذلك فرصة كبيرة لرجال الأعمال لدينا فى السوق المصرية»، وأوضح أن هناك خطوات إيجابية كثيرة بين البلدين، بما فيها إنشاء خطوط طيران مباشرة». وشدد بيشيروفيتش على أن البوسنة والهرسك ترغب بشدة فى إحلال السلام فى أسرع وقت ممكن بغزة، ووقف الحرب وحماية المدنيين، مؤكدا دعم البوسنة والهرسك لحل الدولتين وإنشاء دولة فلسطينية، بكامل سيادتها، جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل.
