الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو جرتيريش» أصبح هدفاً للهجوم ومحلاً للانتقادات الحادة من كل المسئولين الإسرائيليين، لمجرد مخالفته الادعاءات الإسرائيلية الخاصة بشرعية عدوانها الغاشم على الشعب الفلسطينى فى غزة. تجرأ «جوتيريش» وقال كلمة الحق وخالف ما تدعيه دولة الاحتلال، وأدان المجازر والمذابح الجارية فى غزة وقال إنها غير مبررة ومخالفة للقانون الدولى، فأصبح محلاً للهجوم ومستحقاً للعقاب، ومطالباً بالاستقالة من منصب الأمين العام للأمم المتحدة. حدث ذلك أول أمس خلال اجتماع مجلس الأمن الدولى لمناقشة الأزمة المشتعلة والأوضاع المأساوية الجارية فى قطاع غزة،...، حيث دعا الأمين العام فى كلمته إلى ضرورة وقف إطلاق نار إنسانى فوراً فى القطاع لوقف المأساة. وقال إن الشعب الفلسطينى يتعرض لاحتلال مستمر منذ أكثر من «56 عاما» ومن المهم أن ندرك أن هجوم حماس ضد إسرائيل فى السابع من أكتوبر، لم يحدث من فراغ، وأن تلك الهجمات لا تبرر القتل الجماعى الذى تشهده غزة، خاصة أن الشعب الفلسطينى يعيش تحت احتلال خانق منذ 1967. وذكر الأمين العام للأمم المتحدة، أن حماية المدنيين أمر بالغ الأهمية، وأن هذه الحماية لا تعنى إصدار الأمر بإجلاء أكثر من مليون مواطن فلسطينى إلى الجنوب، حيث لا مأوى ولا غذاء ولا ماء ولا دواء ولا وقود، ثم الاستمرار فى قصف الجنوب الذى يتوجهون إليه،...، ثم أكد الأمين العام «جوتيريش» أنه لا يوجد طرف فى أى نزاع مسلح فوق القانون الإنسانى الدولى. وما أن قال «جوتيريش» هذه الأقوال، حتى توجه «إيلى كوهين» وزير الخارجية الإسرائيلى إليه غاضباً وهو يقول متسائلاً،....، فى أى عالم تعيش؟!،...، بينما أعلن المندوب الإسرائيلى لدى الأممالمتحدة «جلعاد إردان» أن خطاب جوتيريش «صادم»، وأن تصريحاته الخاصة بأن هجمات حماس لم تحدث من فراغ، تعبر عن تفهم للإرهاب. وفى ذات الوقت أعلن «بيتى جانتس» عضو حكومة الطوارئ الإسرائيلية،...، «أن الأيام التى يدعم فيها الأمين العام للأمم المتحدة الإرهاب، هى أيام مظلمة»، «وأن من يعطى تبريراً للإرهاب لا يستحق أن يتحدث باسم العالم» وهو ما يعنى أنه لا يستحق أن يبقى فى منصبه أميناً عاماً للأمم المتحدة. وعلى نفس الوتيرة أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية إلغاء اجتماع كان مقرراً انعقاده بين «كوهين» و «جوتيريش».