إذا ما أردنا تقييماً موضوعياً لوقائع ومجريات قمة القاهرة للسلام، التى عقدت فى مصر أول أمس بدعوة من الرئيس السيسى، وحضور الرئيس الفلسطينى وملك الأردن، ومشاركة واسعة من الملوك والرؤساء وكبار المسئولين بدول العالم المختلفة،...، لقلنا أنها كانت وبحق قمة كاشفة عن مواقف كل القوى والتجمعات القائمة على الساحة الدولية حالياً برؤاها المختلفة ومواقفها المتنافرة. كشفت القمة من خلال كلمات الوفود عن المواقف الحقيقية لكل دولة من الدول تجاه القضية الفلسطينية فى ظل المأساة المروعة التى يعيشها الشعب الفلسطينى الآن وطوال الأسبوعين الماضيين، تحت وقع العدوان الغاشم لجيش الاحتلال، وجرائم التصفية والإبادة الجماعية، التى يمارسها فى غزة ضد المدنيين دون مانع أو رادع من المجتمع الدولى، الذى لم يحرك ساكناً ولم يتخذ موقفاً لوقف العدوان الهمجى واللا إنسانى. وفى هذا السياق أعلنت مجموعة الدول الأوروبية الغربية عن موقفها المؤيد بدرجات مختلفة وصور متنوعة، للعدوان الإسرائيلى، وما يقوم به جيش الاحتلال من عمليات قصف مستمرة لقطاع غزة. فى الجلسة الافتتاحية للقمة وخلال كلماتهم كشفت الدول الأوروبية الغربية، عن غياب الضمير الإنسانى لدى العديد منهم، عندما رفضوا إدانة الجرائم الإرهابية، التى يقوم بها الجيش الإسرائيلى ضد الفلسطينيين المدنيين الأبرياء، بحجة حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها. وكشفوا عن تخليهم الواضح والصريح عن كل القيم الإنسانية والقوانين الدولية، التى تحرم قتل وإرهاب المدنيين الأبرياء، وعمليات الإبادة الجماعية والتهجير القسرى عندما تخلوا عن نصرة وتأييد الحق الفلسطينى فى الحياة والتحرر والعيش فى أمان وسلام. وكانت القمة كاشفة بشكل سافر وواضح عن الخلل القائم فى قيم المجتمع الدولي، فى التعامل مع الأزمات، وخاصة من خلال ما جرى تجاه القضية الفلسطينية.