نجحت قمة العشرين فى النهاية فى إصدار بيان ختامى عن قمة نيودلهى يعكس مواقف عامة فى عبارات فضفاضة ترضى كل الأعضاء. لكن ذلك لا يخفى أن غياب الرئيس الروسى والصينى، والخلافات على مواقف أساسية مثل الحرب فى أوكرانيا وقضية المناخ.. كانت تخيم على القمة وتثير التساؤلات حول مستقبل المجموعة فى ظل متغيرات كبيرة يمر بها العالم! غياب الرئيس بوتين كان متوقعاً كما حدث فى قمة «البريكس» فى جنوب افريقيا. لكن غياب الرئيس الصينى كان مفاجئاً حتى مع خلافات الحدود مع الهند. ويبدو أنه أراد أن يبعث برسالة بأن أولويات الصين تتغير وأن طريق «البريكس» أهم عندها من تحالف العشرين بعد أن بدأت الحرب التجارية تشتعل بين الصينوأمريكا، وربما كان الرئيس الصينى -بغيابه - يبدى رأياً مسبقاً فى المشروع الكبير الذى تم إعلانه برعاية الولاياتالمتحدة لانشاء ممر اقتصادى بين الهند وأوروبا والذى لم تخف الدوائر الأمريكية والأوروبية المسئولة أنه موجه أساساً ضد الصين! والمشروع الذى تعمل عليه أمريكا منذ فترة وتم الإعلان عنه على هامش قمة العشرين حيث تم توقيع مذكرة التفاهم بين المشاركين فيه، يستهدف ربط الهند باوروبا بطرق برية وبحرية وخطوط سكك حديد وخطوط لنقل الغاز والهيدروچين عبر الربط بين الهند وعدد من دول الشرق الأوسط(!!) لتنقل بعد ذلك عبر البحر المتوسط إلى أوروبا. وقد حرص الرئيس الأمريكى بايدن على أن يعلن بنفسه المشروع ويؤكد رعاية أمريكا الكاملة له رغم أنها ليست شريكاً فيه!! المشروع مازال فى مرحلة «مذكرات التفاهم» لكن الدعم الأمريكى الكبير له يعطيه دفعة قوية والهند - بالطبع - ترحب بكل جهد يصب فى صالحها، والمشروع يضمن لها امدادات الطاقة وأموال الاستثمار والوصول للسوق الأوروبية.. لكنها - على الناحية الأخرى - لا تريد عداء كاملاً للصين وتسعى لزيادة روابطها بروسيا عبر ممر آخر يربط الدولتين.