كالعادة.. وفى سرية تامة أجرى الأهلى ثورة إدارية فى قطاع كرة القدم.. فى البداية كان توجيه الشكر لأحمد أبوعبلة طبيب الفريق الأول ثم كانت المفاجأة تنحية سيد عبدالحفيظ عن إدارة الفريق وتعيين خالد بيبو، رئيس قطاع الناشئين، والذى خلفه وليد سليمان فى هذا المنصب.. وقد تكون المفاجأة فى توقيت الإقالة بعد الألقاب الخمسة التى حصل عليها الأهلى هذا الموسم.. ومن المؤكد أن ل عبد الحفيظ نصيبًا كبيرًا فى هذا النجاح باعتباره همزة الوصل بين الإدارة والجهاز.. لكن الخطيب ولجنة التخطيط رأيا أن هذا هو التوقيت المناسب لإجراء التغيير المنشود والمطلوب منذ وقت ليس بالقصير.. وليس خافيًا أن سيد آثار العديد من المشاكل فى الفريق خاصة علاقته مع اللاعبين من ناحية ومع المدير الفنى من ناحية أخرى وكانت أزمة شادى حسين وأحمد عبدالقادر، فلم يقم بالدور المكلف به بإزالة حالة الاحتقان داخل نفوس اللاعبين الذين يشعرون بالغضب من المدير الفنى ممن ليسوا فى حساباته الفنية. مشاكل عبدالحفيظ امتدت إلى داخل المستطيل الأخضر واشتبك مع الحكام عدة مرات وتعرض للإيقاف كثيرًا، وكان طبيعيًا أن يطلب كولر من إدارة الأهلى التدخل لإنهاء هذا المسلسل الذى يأخذ من جهد وتركيز الجهاز واللاعبين، كذلك خلق عبدالحفيظ عداوات كثيرة مع المنافس خاصة الزمالك، وتسببت تصريحاته فى أزمات كان الأهلى فى غنى عنها.. ونظرًا للسياسة التى تتبعها الإدارة فى عدم التعجيل فى اتخاذ القرارات المصيرية، فقد وجد الخطيب ورفاقه ضرورة بداية موسم جديد خال من المشاكل التى تستنزف جزءًا من عملية التركيز التى هى أساس الإدارة الاحترافية.. وقد وجد الأهلى فى خالد بيبو أنه الرجل المناسب للمرحلة بعد أربع سنوات من العمل الجاد فى قطاع الناشئين بجانب ما يمتلك من الخبرات والحصول على العديد من الدورات المعتمدة من الاتحادات «الدولى والإفريقى والمصرى» فى إطار سياسة خلق كوادر جديدة، وكان اختيار سليمان لخلافة بيبو فى نفس التوجه.. والأهلى لا يقصر أبدًا مع أبنائه البررة. إذا جاز التعبير.. ولهذا عرض الخطيب على عبدالحفيظ عضوية مجلس إدارة شركة الأهلى لكرة القدم وعضوية لجنة التخطيط للاستفادة من خبراته الإدارية فى الفترة القادمة.. والحقيقة أن نهج الأهلى فى الإدارة نموذج يحتذى، لعل أسلوب التريث وعدم التسرع أهم سمات الإدارة الناجحة، فلا يستجيب للصدمات واتخاذ القرارات المتعجلة ولم يرضخ للضغوط الجماهيرية، خاصة جمهور الأهلى ذا النفس القصير فى الأزمات، وتابعنا كيف تعامل الخطيب مع انكسار الفريق فى العام الماضى محليًا وقاريًا.